الرئيسة \  برق الشرق  \  آثار سوريا في خطر

آثار سوريا في خطر

08.08.2015
المركز الصحفي السوري


المركز الصحفي السوري 5/8/2015
محمد عنان
لطالما تغنينا بحضارة سوريا العريقة، وإيماننا المطلق بأنها مهد الحضارات، وأنها كانت غاية كل غزوة قام بها أعداء العرب والإسلام منذ الماضي البعيد حتى أيامنا هذه، وقد خلفت هذه الحضارات المتعاقبة (البابلية، المصرية ،الفارسية، اليونانية، الرومانية)، مدناً ومواقع أثرية عديدة، تقف كشاهد على قِدم هذا البلد ورسوخه في التاريخ وعمره الذي يزيد عن أربعة آلاف عام.
ورغم هذه الأهمية الكبيرة للمناطق الأثرية في بلادنا، إلا أنها لم تسلم من الدمار والقصف الذي طال كل منطقة أو قرية، وقد تعرضت للنهب والسرقة على أيدي اللصوص وتجار الآثار غير آبيهن لرمزية هذه الحجارة والتماثيل.
وحول الأضرار التي لحقت بهذه الثروة، يقول السيد أحمد زياتي وهو أحد موظفي متحف معرة النعمان الوطني :”متحف المعرة من أقدم متاحف سورية، ويوجد فيه العديد من التحف واللقى الأثرية القديمة التي تعود إلى العهود البيزنطية والرومانية، بالإضافة إلى ذلك توجد فيه العديد من اللوحات الفسيفسائية التي أذهلت الكثير من السائحين، الذين زاروا المتحف والذين يقدر عددهم بحوالي ال 175 سائح يزورون المتحف يومياً، وقد كان هذا المتحف بمثابة التعريف عن عراقة هذه المدينة (معرة النعمان)، ولكن مع بدء الأحداث في سوريا ودخول الجيش إلى المدينة تمركزت هذه القوات في المتحف، مما تسبب في دمار القسم الأكبر منه عند تحريره من قبل الثوار.”
وبالفعل فإن معظم الأماكن الأثرية يتمركز فيها الجيش، كالقلعة الأثرية في قلعة المضيق وقلعة حارم قبل تحريرها وقلعة حلب أشهر المعالم الأثرية في مدينة حلب، مما يهدد وجود هذه الأماكن في حال حدوث أي مواجهة مع الثوار كما حصل في متحف المعرة.
يضيف السيد أحمد :”ليس الدمار هو الأمر الوحيد الذي يهدد آثار سوريا، بل هناك أيضاً عمليات النهب والسلب التي حصلت للعديد من الأماكن الأثرية، واستيلاء العديد من الناس على تحف لا تقدر بثمن ليعملوا على تهريبها خارج البلاد وعلى وجه الخصوص إلى إسطنبول في تركيا وبعدها إلى أوروبا دون معرفة القيمة الحقيقة لهذه الأثار سواءً القيمة المعنوية أو المادية.”
تقول” أيما كونليف ”  وهي أخصائية في الحفاظ على التراث الحضاري العالمي، ومؤلفة كتاب يتناول تأثير الحرب على الآثار في سوريا :”إن جميع المواقع الأثرية في البلاد قد تضررت دون استثناء”، مضيفة “إلى أن أجزاء من حلب أصابها دمار لا يمكن إصلاحه واعتبرت هذا وحده كارثة”.
أخيراً، يمكننا القول إن آثار سوريا التي شهدت مراحل تطور البشرية في خطر، وينبغي علينا جميعاً حمايتها بغض النظر عن اختلافاتنا السياسية ولابد لنا من الحفاظ على هذا الإرث الحضاري والتاريخي لبلدنا سوريا والذي يعد جزءاً أساسياً من هويتنا عبر التاريخ والزمان.