الرئيسة \  واحة اللقاء  \  آخر الأوراق السياسية قبل الضربة العسكرية

آخر الأوراق السياسية قبل الضربة العسكرية

11.09.2013
الوطن السعودية



10/9//2013
الإدارة الأميركية تعمل الآن على إغلاق كل المنافذ السياسية التي تحاول روسيا من خلالها صد توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد. كان بوتين، قبل عقد قمة العشرين، قد صرح بأن معاقبة نظام الأسد لا يمكن قبولها إلا عن طريق إجماع دولي عليها، وليس بواسطة الأميركيين وحدهم، وأن يتم ذلك عبر القنوات الشرعية التي تتيح للمجتمع الدولي استخدام القوة، في إشارة منه إلى الأمم المتحدة.
لعل الرئيس الروسي قد عول على دول الاتحاد الأوروبي في رفض توجيه الضربة العسكرية، لكن ما حدث هو أن الإدارة الأميركية استطاعت أن تكسب تأييد الاتحاد الأوروبي بعد أن أجمع الأوروبيون على ضرورة هذا التدخل، وكانت آخرهم ألمانيا التي ترددت كثيرا ثم حسمت أمرها، أما حلف الناتو فكان موقفه واضحا من البداية.
أيضا هناك تأييد عربي شبه كامل لردع الأسد عسكريا، المملكة ودول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى تؤيد التدخل العسكري؛ من أجل إنقاذ سورية والمنطقة؛ لأن نظام الأسد لم يرتدع عن جرائمه اليومية بحق شعبه، وإن تطور الأمر أكثر من ذلك، فإن أمن المنطقة سيصبح في خطر حقيقي.
وإذا استثنينا روسيا والصين، وإيران بالطبع، فإن هناك الآن شبه إجماع دولي على توجيه ضربة عسكرية لمواقع النظام السوري، والكونجرس الأميركي في طريقه للموافقة على توجيه هذه الضربة، بل إن أوباما قد عزم أمره على التدخل، وفي ظننا أن موافقة الكونجرس تحصيل حاصل في نهاية الأمر؛ لأن الرئيس الأميركي سيلقي اليوم كلمته للشعب بخصوص هذا التدخل العسكري.
وإذا لم يسلم نظام الأسد أسلحته الكيماوية بعد مهلة الأسبوع التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي - وهي آخر ورقة سياسية قبل التدخل العسكري - ربما يلجأ أوباما أيضا إلى مجلس الأمن لاستخدام كل الوسائل الشرعية التي تبرر هذا التدخل العسكري، عندها لن تظل روسيا والصين وحدهما، وإن قررا ذلك وأصرا على دعم الأسد، فإن هذا الدعم لن يتعدى استخدام أوراقهما في المنطقة لمواجهة القوى الدولية، وهي أوراق خاسرة على كل حال، فإيران ضيعت فرصتها في تسوية ملفها النووي، وليس في مقدورها فعل شيء، فأزمتها الاقتصادية في أوجها، وحزب الله لن يستطيع لعب دور أكبر منه، أما النظام السوري فهو يحتضر، حتى ولو هدد بانفجار المنطقة كما صرح بذلك بشار الأسد لوسائل الإعلام الأميركية.