الرئيسة \  مشاركات  \  آداب المنتصر.. وأخلاق المنهزم

آداب المنتصر.. وأخلاق المنهزم

05.04.2014
معمر حبار




econo.pers@gmail.com
أسفرت الانتخابات البلدية في فرنسا عن انهزام الحزب الحاكم، وفقدانه لبعض الكراسي لصالح منافسيه. فما كان من الحاكم المنهزم، إلا أن اعترف بأخطائه ووعد بتصحيحها، فبدأ بتخفيض الضرائب، وتغيير رئيس الحكومة في انتظار خطوات أخرى.
المنهزم في الدول المتقدمة، يدرك جيدا أن الهزيمة فرصة لاستنهاض الهمم وتصحيح الأخطاء، ومحطة للإقلاع من جديد، فما هي إلا أيام حتى يتوج بالنصر، وينال الرتب الأولى.
والمنتصر يعلم أن للنصر أسبابه، وللقمة وسائلها، ودوام النصر بدوام أسبابه. فإذا ضيّع المرء سنن النصر، ضاع وأضاع. فلا الهزيمة تدوم، ولا النصر يدوم، وكل بأسبابه.
وكمثال على ذلك، فازت امرأة لأول مرة في الانتخابات الفرنسية بالعاصمة باريس، بنزاهة بالغة، وكفاءة عالية، وهي تعلم علم اليقين، أن ماتحصّلت عليه باحترام السنن الكونية، وهي المرأة "الناقصة عقل ودين !"، يضيع بالتهاون والاستهتار. فالعواصم والكراسي في المجتمعات المتقدمة، يتقاسمها الرجل والمرأة، وينالها من آمن بالسنن الكونية للحكم وعمل بها، واعترف لمن أخذها وتربع عليها.
في نفس اليوم الذي تعلن فيه نتائج الانتخابات البلدية بفرنسا، فيهنئ المنهزم المنتصر. يعلن أردغان عن انتصار حزبه في الانتخابات البلدية بتركيا، فيتوعد منافسيه و"أعداءه !"، وهو في نشوة النصر.
وبما أن المجتمعات تعرف في لحظة النصر والهزيمة، فإن من تمام التخلف أن يهدد المنتصر المنهزم. ومن تمام التقدم والتحضر، أن يسعى المنتصر للمنهزم، ليبدي له مايقوي عزيمته، ويساعده على تحمل آثار الهزيمة.