الرئيسة \  برق الشرق  \  آراء حول إعلان أوباما تسليح الأوكرانيين

آراء حول إعلان أوباما تسليح الأوكرانيين

04.02.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏03‏/02‏/2015
أثار إعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم أمس الاثنين 2 شباط/ فبراير ارسال اسلحة متطورة للحكومة الاوكرانية لمساعدتها بالحرب ضد الانفصاليين الذي يريدون الاستقلال عن اوكرانيا المركزية  بدعم سياسي وعسكري ومعنوي من روسيا مخاوف الاوروبيين في مقدمتهم الحكومة الالمانية التي أعلنت على لسان المستشارة انجيلا ميركيل أثناء مؤتمرها الصحافي الذي عقدتهفي بودابست مع رئيس وزراء هنغاريا فيكتور اوروبا وأوردته عنها ايضا نائبة ناطق الحكومة الالمانية كريستينه فيرتس عدم ارسال اسلحة المانيا الى الاوكرانيين وتأكيد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شاينماير هذا اليوم الثلاثاء 3 شباط/ فبراير انه لا اسلحة المانية الى الاوكرانيين  مؤكدا معارضته البيت الابيض بارسال اسلحة لأنه سيؤدي الى نتائج وخيمة واحتمال احتكاك مباشر بين اوروبا وروسيا الامر الذي يعني ضياع جميع الجهود التي تبذل للتوصل الى صيغة سياسية تنهي النزاع الاوكراني الاوكراني  منتقدا في الوقت نفسه الانفصاليين لرفضهم العودة الى الحوار مع اوكرانيا تحت رعاية المنظمة الاوروبية للمن والسلام والتنمية .
رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر أعلن تأييده للقرار الامريكي موضحا  ان استخدام القوة ضرورة ملحة لارغام الانفصاليين وايضا روسيا بانهاء الاحتقان بالشرق الاوكراني مشيرا الى تجارب حصلت بين الاوروبيين وصربيا اثناء الحرب ضد البوسنة والكوسوفو وقد ساهم تسليح الارووبيين للكوسوفو والبوسنويين والكروات تغيير ميزان القوى وارغم صربيا على الحوار وأحجم دور موسكو في الصراع الذي كان دائرا بالبلقان اذ كانت روسيا تدعم صربيا معتبرا قرار الحكومة الالمانية رفضها التسليح من الاخطاء السياسية التي ترتكبها معربا عن رايه تراجع الحكومة الالمانية عن قرارها في ضوء ما ستنجم عنه الاحداث بالشرق الاوكراني . وحول تسليح المعارضة السورية وتقاعس تلك الدول التي أبدت استعدادها مساعدة الجيش السوري الحر وميليشيات محسوبة على الاعتدال رأى ايشينجر ان التقاعس ضروري لأنه لا أحد بالجيش السوري الحر وغيره من الميليشيات الاسلامية وغير الاسلامية التي تحارب النظام السوري معتدل والحوار السياسي بين المعارضة وممثلين عن نظام اسد يمكن ان يساهم بانهاء العنف في تلك الدولة .
الا أن رئيس منتدى الحوار الالماني الروسي ماتياس بلاتسكيه / رئيس وزرءا ولاية براندينبورج سابقا / ومعه مسئول ملف الحكومة الالمانية عن ملف العلاقات الروسية جيرنوت ايرلر الذي كان يشغل وزارة الدولة في الخارجية الالمانية لشئون اوروبا ، رأى بالقرار الامريكي تأجيجا لنار الحرب في اوروبا ، مشيرا لراديو / اينفو / الاخباري الذي يذيع بثه من برلين هذا اليوم الثلاثاء 3 شباط / فبراير انه بدل من أن يرسل الرئيس الامريكي اوباما  اسلحة الى اوكرانيا عليه تسليح المعارضة السورية فاوباما أعطى املا لشعب السوري والكثير من الدول العربية عندما هدد طاغية سوريا بشار اسد بالويل والثبور جراء المجازر التي ارتبكبها بغوطة دمشق بالاسلحة الكيمياوية ثم نكص على عقبيه ضاربا كل الذين  أيدوا استخدام القوة ضد أسد  بعرض الحائط متهما الادارة الامريكية بانها وراء التحريض على الحرب بين اوكرانيا ومعها الاوروبيين ضد روسيا وامريكا بعيدة عن اوروبا .