الرئيسة \  واحة اللقاء  \  آمال متأرجحة حول مؤتمر سوريا

آمال متأرجحة حول مؤتمر سوريا

26.05.2013
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية

المصدر: صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية
البيان
الاحد 26/5/2013
الأمل الضئيل الذي انبعث أخيراً، حينما أعلنت أميركا وروسيا خططاً لمؤتمر دولي يهدف لإنهاء حرب سوريا الأهلية الفتاكة على نحو متزايد، يتلاشى بسرعة - وتعد روسيا سبباً بارزاً في ذلك.
عوضاً عن استخدام نفوذها، باعتبارها معززاً لقوة سوريا ومدافعاً عنها، لدفع الرئيس السوري بشار الأسد نحو حل تفاوضي، أرسلت له أخيراً صواريخ "كروز" متطورة مضادة للسفن، وهنالك الآن أحاديث جديدة عن أسلحة دفاعية جوية متطورة من طراز "إيه-300".
ولقد زاد الروس أيضاً من وجودهم البحري في المنطقة.
وأقل ما يقال، إن تسليم الصواريخ المضادة للسفن كان في غير أوانه. وطالما كان بمقدور الرئيس بشار الأسد الاعتماد على دعم روسيا العسكري والسياسي، فإنه ليس لديه أي حافز للموافقة على وقف إطلاق النار أو تحول سياسي.
لقد بدا في مقابلة نادرة مع صحيفة أجنبية - هي صحيفة "كلارين" الأرجنتينية- ، أخيراً، مستبعداً لإمكانية إحراز المؤتمر لتقدم جاد نحو السلام، وتراجع عن إشارات من قبل مسؤولين سوريين إلى أن الحكومة ستتفاوض مع المعارضين المسلحين.
لدى روسيا مصلحة كبيرة في لإبقاء على قاعدتها البحرية في سوريا لحماية أسواق النفط والغاز الطبيعي، ومن المفهوم أنها سترغب بضمانات في هذا الشأن خلال أي سيناريو لما بعد الرئيس بشار الأسد.
إلا أنها أيضا تتشارك مصلحة مشتركة قوية مع أميركا في ضمان عدم انتهاء الحال بسوريا كدولة فاشلة يسيطر عليها متشددون.
وقد ضع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" مصداقية بلاده على المحك، من خلال الموافقة على المشاركة في قيادة هذا المؤتمر، تماما كما وضع الرئيس الأميركي باراك أوباما مصداقية بلاده على المحك.
لا تعد روسيا العائق الوحيد لتحقيق نتيجة ناجحة في سوريا. فمن بين المعارضة، يلعب المتطرفون دوراً متزايداً.
حيث انقسمت ما تسمى بالمعارضة المعتدلة التي تعمل مع الغرب وحلفائها العرب، وتلطخت على نحو متزايد من خلال اتهامات بارتكاب الفظائع (كما هي القوات الموالية لرئيس بشار الأسد)، ولم تقرر ما إذا كانت ستحضر مؤتمر السلام.
المرحلة المقبلة حاسمة، حيث تعقد معظم الدول والجماعات الكبرى التي لها مصلحة في سوريا اجتماعات ستحدد ما إذا كان بالإمكان عقد المؤتمر، ناهيك عن إحراز أي تقدم.
من المتوقع أن يشرح وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" خطط المؤتمر لتحالف الدول الغربية والعربية المناهض للرئيس السوري بشار الأسد.
وسيتوجب عليه القيام بعمل أفضل، عما قامت به واشنطن حتى الآن، في توضيح الرؤية الأميركية، وتنظيم الحلفاء.
 ومن المقرر أن تلتقي قوى المعارضة في إسطنبول، في وقت قريب، يعقبها اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة. وبالنسبة إلى مقاطعة المعارضة للمؤتمر، فإنها ستسلم نصراً دعائياً ذا أهمية للرئيس السوري بشار الأسد.