الرئيسة \  واحة اللقاء  \  آن أوان الجد!

آن أوان الجد!

28.05.2013
صالح القلاب

صالح القلاب
الرأي الاردنية
الثلاثاء 28/5/2013
لم يأتِ بجديد حسن نصر الله عندما دعا في خطاب الإفك والفتنة هذا أخصامه من «سنة» لبنان إلى الإقتتال في سوريا فهذا البلد تحول كنتيجة لأبأس ممارسة قيادية شهدها العالم إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية وإنَّ من أحضر كل ثعالب وهَوَام الأرض إلى «كرْمه» وفتح أبواب بلده للتدخل الإيراني والتدخل الروسي وتدخل حزب الله عليه أن يتوقع أن يستعين المعارضون له لمواجهة هذه الحرب المدمرة التي تُشنُّ عليهم بكل من له مصالح خاصة وعامة في هذه المنطقة.
ولعل ما بات واضحاً حتى لأعمى البصر والبصيرة أن إصرار بشار الأسد على إعطاء هذا الصراع الدامي بُعداً طائفياً مقيتاً من خلال فتح أبواب بلده على مصاريعها للإسناد المذهبي قد أشعل نيران كل هذه الحروب الطائفية والمذهبية في العراق وفي لبنان وفي إيران نفسها بالإضافة إلى سوريا التي لا أحد يعرف كمْ ستستمر ومتى ستنتهي وأي دولٍ أخرى ستشمل؟!.
لقد وعد بشار الأسد بأنه سيصدر الحرائق التي باتت تلتهم سوريا ،والتي أشعلها هو بقِصر نظره وبحساباته الخاطئة وتصرفاته الطائشة وغروره الذي لا حدود له، إلى الدول المجاورة وحقيقة أنَّه برَّ بوعده فالحرب الطائفية التي أشعل نيرانها في بلده عن سابق تصميم وإصرار ها هي قد إنتقلت إلى لبنان وها هي محتدمة في العراق وهي لن توفِّر إيران التي هي رأس الفتنة والتي منذ إنتصار ثورتها الخمينية في عام 1979 وهي تتنفس طائفياً وتحارب طائفياً وتسعى للتمدد في الشرق الأوسط والمنطقة العربية بغطاء مذهبي وطائفي لتغطية تطلعاتها السياسية بتجديد ما تسميه «أمجاد» الإمبراطورية الفارسية.
إنه لم تعد هناك إمكانية لمواصلة سياسة الإختباء وراء الأصابع بعد أن قال حسن نصر الله في خطاب الإفك والفتنة قبل يومين ما قاله وبعد أن تخلى عن عباءة «التقية» التي كان يتدثر بها وأعلن الحرب على «السنَّة» والمذهب السني بكل صفاقة إستناداً على حجج باطلة مكشوفة وهذا يفرض علينا في هذا البلد ،الذي قدره وقدر أهله أن يكون في هذا الموقع الجغرافي الخطير الذي جعله دائماً وأبداً عند تقاطع الرماح ووسط ألسنة النيران، أنْ نكون أكثر جديَّة في التعامل مع كل هذه الأمور المستجده ومع ما يمكن أن يستجد وأن ندرك أنه بات علينا ،عندما يعلن العراق على لسان وزير خارجيته «كاك» هوشيار زيباري أنه لا يستطيع النأي بنفسه عما يجري في سوريا، أنْ نراجع كل حساباتنا وأن نتخلى عن موقف المساحات الضبابية وبخاصة وأننا أصبحنا نسمع تهديدات يومية ليس من صاحب القرار في دمشق فقط وإنما أيضاً من السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان.
«منْ يهن يسهل الهوان عليه» وهذه قاعدة سياسية معروفة منذ بدء الخليقة وحتى الآن ولهذا فإنه على من لم يدرك بعد أن «تسامحنا» الزائد عن اللزوم يُفهم على أنه ضعف أن يدرك هذا وأنْ يعرف أيضاً أنَّ :»من لم يذُدْ عن حوضه بسلاحه يُثلَّم» وأنَّ الزحف الإيراني فعلي وحقيقي وليس مجرد أوهام وتَطيُّرات إنْ صمَد هذا النظام الذي يجاورنا من الشمال إعتماداً على دعم روسيا وإيران وميوعة مواقف الولايات المتحدة.
ولهذا فإنه لم يعد هناك أي مجالٍ لسياسة المساحات الرمادية ولا لسياسة المواقف الضبابية.. لقد آن أوان الجد وهذا يفرض علينا أن نتعاطى مع هذا الذي باتت تغرق فيه هذه المنطقة بمنتهى الجرأة فنحن بحاجة وبأمسّ الحاجة إلى صواريخ «باتريوت» وإلى ألف مناورة كمناورة «الأسد المتوثب» وإلى الإستعانة بكل الأشقاء.. الأشقاء والأصدقاء..الأصدقاء كي نمنع نيران المذهبية والطائفية من الوصول إلى قلعتنا الصامدة وكي نواجه من يهددون بنقل حرائقهم إلى بلدنا خارج أبوابنا.. إنه علينا أنْ نواجه تهديدات هؤلاء الذين يهددونا على الأرض التي يعتبرونها أرضهم وليس على أرضنا..واللهم إشهد!!.