الرئيسة \  واحة اللقاء  \  آن الأوان لتدخل تركيا الحرب

آن الأوان لتدخل تركيا الحرب

13.10.2014
صحيفة إندبندنت البريطانية



البيان
الاحد 12-10-2014 
تتعرض مدينة عين العرب "كوباني" على الحدود الشمالية لسوريا ، للحصار من جهاتها الثلاث من قبل تنظيم "داعش"، وهي على وشك السقوط. ومع ذلك، فإن تركيا التي أمكن من أراضيها رؤية علم تنظيم "داعش" الأسود يرفرف عاليا في كوباني النائية، لديها بالتأكيد مصلحة مباشرة، وحيوية، وعاجلة في المنطقة.
غير أن ذلك البلد، بجيشه البري الذي يعتبر ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي (ناتو) لا يبدي أي رد فعل، ويبدو غير متأثر باحتمال تقاسم حدوده مع جماعة متوحشة، برزت حتى الآن عبر عقد من الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.
يعكس تراخي تركيا معضلة يصعب فهمها. فهي بلد مسلم، لكن لا يوجد لديها ميل لوجود تنظيم "داعش" الذي يروع بهمجيته الغالبية العظمى من الأتراك، باعتبارها دولة مجاورة للتنظيم.
ومن ناحية أخرى، ويقيم "داعش"، وبشكل فعال، عمل أنقرة . ويعتبر التنظيم العدو اللدود لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كانت الإطاحة به هدف تركيا منذ بداية حرب سوريا الأهلية المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف.
زد على ذلك أن سقوط كوباني سيكون ضربة استراتيجية قوية للأكراد، ولهدفهم في إقامة دولة كردية مستقلة وموحدة، التي لطالما عارضتها تركيا، بشكل قوي أحيانا. مع ذلك يجب إيجاد تقييم لتلك المسألة التي ستقابلها مخاطر وقوع ثورة جديدة من قبل الأكراد في تركيا. أخيرا، يجب أن يحلل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخاطر هجمات "داعش" داخل تركيا.
ففي وقت مبكر من الصراع السوري، سمحت تركيا بطلب لجوء عناصر من المعارضة السورية من مختلف المشارب، وبالعمل من داخل أراضيها. وكان من بينهم المتشددون أيضا، الذين قد يبدون رد فعل مضاد إلى حد بعيد، مجددا، عبر شن هجمات إرهابية داخل تركيا، ليتعين على رئيسها طلب التدخل في نهاية المطاف.
يجب أن يكون الحل إقليمياً. من الناحية المثالية، فإن تحالف دول الشرق الأوسط الذي حشدته واشنطن يمكن أن يقوم بهذه المهمة. لولكن في حين أن لدى دول أعضاء في هذا الائتلاف عدو مشترك يتمثل في "داعش"، إلا أن جداول أعمال تلك الدول وأهدافها النهائية تختلف كثيراً.