الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أبعاد سقوط القصير

أبعاد سقوط القصير

22.06.2013
أنور ماجد عشقي

عكاظ
السبت 22 /6/2013
أثارت معركة القصير انتباه العالم، إذ لهذه المدينة أهمية استراتيجية، فهي الهدف دائما لمن أراد أن يفصل بين شمال سورية عن جنوبها، وساحلها عن كيانها، وبالتالي يستطيع أن يسيطر على مصفاة حمص، وهي أهم المصافي لتكرير النفط في سورية، لهذا كانت الأنظار العربية والعالمية تتطلع نحو القصير.
فسقوط القصير أبعد عن سورية شبح التقسيم، لكنه في المقابل عزز من قوة النظام، لأن سقوط القصير سوف يمهد لإسقاط النظام الذي جعل من الساحل ومواطن العلويين موقعا تبادليا له، وبذلك ينقسم الكيان السوري، وتشتعل وقتها الحرب الطائفية، ليس في سورية وحدها بل في العالم العربي بأسره.
وسقوط القصير حقق نصرا تكتيكيا لحزب الله، بمد عمقه الاستراتيجي، فالثورة السورية أخلت بالتوازن في لبنان بين حزب الله الذي يعتمد على الضاحية الجنوبية، عندما تسربت الأسلحة إلى طرابلس، فأصبحت هناك ضاحية شمالية تمتد إلى عكار وحمص. فشكلت بذلك عمقا استراتيجيا للمناوئين لحزب الله وحوصر حزب الله من الشمال بالضاحية الشمالية ومن الجنوب بإسرائيل. فهل حقق حزب الله أهدافه الاستراتيجية؟.
في الحرب العالمية الثانية استطاع روميل بعد عناء اقتحام طبرق في شمال أفريقيا، فبعث إليه هتلر قائلا: أهنئك على النصر التكتيكي وأعزيك في هزيمتك الاستراتيجية، فكان الانتصار في طبرق هو السبب في هزيمة ألمانيا.
والمتتبع لتداعيات سقوط القصير يجد أن حزب الله قد انكشف من الخلف فضعفت جبهته أمام إسرائيل وحاولت حركة ملء الفراغ وهي الصديق اللدود لحزب الله، وأصبحت الفرصة مواتية لإسرائيل أن تصفي حساباتها مع حزب الله، كما خسر نصر الله مواقفه الاجتماعية والاقتصادية والمالية في مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما يمكن أن يمتد إلى كثير من الدول، كما أصبح التصنيف الإرهابي لحزب الله قاب قوسين أو أدنى، هذا بالإضافة إلى إرسال المزيد من المقاتلين لمناصرة الجيش الحر والمعارضة السورية وإمدادها بالأسلحة النوعية مما سيترك أثره على المعركة. والحرب سجال.. والنصر في نهاية المعركة للجيش الحر.