الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أخطأ "حزب الله" كثيراً باعتباره معركة القصير انتصاراً

أخطأ "حزب الله" كثيراً باعتباره معركة القصير انتصاراً

23.07.2013
ايلي الحاج

النهار
الثلاثاء 23/7/2013
كيف التعامل مع القضايا الشائكة التي يطرحها علينا "حزب الله"؟ كل يوم يسأل خصوم هذا الحزب. ماذا نفعل بالحكومة التي لا تولد بعدما كُلف برئاستها مرشح 14 آذار بالإجماع؟ ما هو وضع هذا الحزب اليوم؟
بعفوية وصراحة أجاب نائب بارز في مناسبة اجتماعية بعض من تحلقوا حوله سائلين عن المستقبل، وعن "المستقبل" أيضاً. قال إن الإنتظار الذي انتظرناه لم يكن منه بد. ولكن سيأتي يوم، غير بعيد، نضطر فيه إلى الفصل. إما تتشكل حكومة أو نذهب إلى خيارات أخرى. حتى هذه اللحظة يريد رئيس الجمهورية حكومة يمكنها نيل الثقة في مجلس النواب. يحيل ذلك الموضوع بين يدي وليد جنبلاط (رئيس جبهة النضال الوطني). وجنبلاط لا يمشي بحكومة يرفضها "حزب الله". لا نزال ندور في الدوامة.
سألوه عن كل الإحتمالات. حسناً، ولكن لماذا لا يضع تشكيلة حكومة، الرئيس تمام سلام، ويسلمها إلى رئيس الجمهورية، وليتحمل بعد ذلك المسؤولية؟
"ليس هذا اتجاهنا. نحن نريد في المقابل تقوية موقع رئيس الجمهورية وهذه الخطوة تضعفه. ثم، إفتراضاً أن سلام أقدم على هذه الخطوة ورفض رئيس الجمهورية التوقيع. لن يبقى أمام الرئيس المكلف سوى الإعتذار. تحدثت أكثر من مرة مع سلام في هذا الموضوع وهو ليس متشبثاً بالإستمرار في هذا الوضع إلى ما لا نهاية. ليست هنا المسألة بل في ما يلي. ماذا نفعل إذا اعتذر؟ ما هي خطتنا البديلة؟".
كان الرجل يتحدث قبل أيام من اجتماع جدة الذي جمع الرئيس سعد الحريري مع أركان تياره. إجتماع يُفترض أنه وضع تصورات للتعامل مع التطورات وكذلك الإحتمالات الآتية، بالتالي جواباً عن السؤال: ما هي خطتنا؟
"فلننتظر قليلاً بعد"، قال أيضاً النائب، "هناك مؤشرات إلى أن حزب الله بات في حاجة إلى حكومة وأن حكومة تصريف الأعمال هذه لم تعد تناسبه. قد ينزل سقف مطالبه وشروطه. أما الآن فلن نستطيع أن نعطيه الثلث المعطل، ولا حتى أن نجلس معه إلى طاولة واحدة بينما يرتكب ما يرتكب في سوريا. وإذا صدر قرار عن الإتحاد الأوروبي بإدراجه في لائحة التنظيمات الإرهابية فسيصير الوضع أصعب".
كان النائب يجيب أحد الحضور عن سؤال فحواه "أنتم لن تستطيعوا تأليف حكومة لا ترضي حزب الله. لماذا لا تعطونه الثلث المعطل وتأخذون الثلث المعطل أنتم أيضا؟ إذا كنتم تريدون أن تتألف حكومة حقاً، لا يبدو أن هناك مخرجاً غير ذلك".
قال النائب السابق أيضاً: " علينا أن ننظر إلى الأمور من كل جوانبها. هل أتى تمام سلام رئيسا مكلفاً بالإجماع لرئاسة حكومة سياسية يتمثل فيها الأطراف مباشرة وبثلثين معطلين؟ وهل يعتقد أحد أن حكومة كهذه تستطيع الإتفاق على بيانها الوزاري؟".
وختم بأن "للحديث صلة. ولكن اطمئنوا. لن تستمر هذه الحال حتى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية كما يخشى بعضكم. لن يطول الأمر إلى هذا الحد".
تحيل أجوبة النائب الحديث على سياسي آخر، كان يؤكد لجلسائه أمس أن إعادة إحياء ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة" من رابع المستحيلات، خصوصا بعد إدراج الحزب في لائحة الإرهاب الأوروبية . وقيل له : في المقابل من رابع المستحيلات أن يتخلى الحزب عن هذه الثلاثية التي تؤمن له غطاء شرعياً هو في أمس الحاجة إليه.
"أخطأ حزب الله" أجاب. وتابع: "بعد معركة القصير اعتبر أنه حقق انتصاراً. في السياسة كانت خسارة كبيرة له. لم يعد سياسي سُنّي يستطيع حتى إلقاء السلام عليه. لاحظوا كيف التف الرئيس نجيب ميقاتي إلى حد التماهي في مواقفه مع مواقف الرئيس فؤاد السنيورة".