الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أخطر ممّا تظنّون !

أخطر ممّا تظنّون !

19.11.2013
نبيل بومنصف


النهار
الاثنين 18/11/2013
إذا كانت الحدود الشرقية للبنان قد بدأت واقعيا الانخراط المبكر في تلقي تداعيات بدايات معركة القلمون السورية كما تثبت ذلك موجات النزوح الكبيرة الوافدة الى عرسال والعرقوب فأي جدوى بعد من الدفاع عن "اعلان بعبدا" والمضي في التبشير به قاعدة لتحييد لبنان؟
حصل ذلك ويحصل وسيحصل على وقع مواجهة مفتوحة هذه المرة بما يهدد فعلا بقايا متهالكة مما يمكن ان يبقي على شعرة وحدة وطنية لم يعد انهيارها مجرد مخاوف نظرية، بل اضحت الخطر الداهم المحقق والمنذر بما يتجاوز الفوضى الشاملة في لبنان ككلفة حتمية لربط مصيره بمصير الازمة السورية.
كان الرئيس ميشال سليمان يذكّر بموافقة جميع الاطراف على "اعلان بعبدا" لدى وضعه، في حين كانت التقارير الاخبارية والميدانية تتحدث عن حشد "حزب الله" آلاف المقاتلين على جبهة القلمون. لم تعد ظروف وضع الاعلان ولا اشتداد الحاجة الى التزامه تقيم اي اعتبار جدي حاسم لوقف دورة الانخراط الشامل للحزب في القتال في سوريا ما دام السيد حسن نصرالله بلغ ذروة مواقفه الواضحة في اسقاط هذا الاعلان مع رفضه الانسحاب من سوريا رفضا لا جدل في صدقيته. إذاً ماذا تراه بقي من الاعلان حتى لو بلغ قمة توهّجه لدى تبنيه من الامم المتحدة ومجلس الامن ومجموعة الدعم الدولية للبنان؟
كادت محاولة متقدمة جدا تنجح في تدوير الزوايا حول تشكيل حكومة جديدة بصيغة يشترطها فريق ٨ آذار لكنها سرعان ما سقطت في غياهب تصعيد ورفع اصابع وتهديدات لان نشوة الاستقواء بالانجازات الميدانية السورية املت ان يرفع خصوم النظام السوري في لبنان رايات الاستسلام الشامل. ولعل كثيرين يخطئون ان ظنوا ان حصيلة عاصفة عاشوراء وما شهدته من مواجهة مباشرة بين الرئيس سعد الحريري والسيد نصرالله كانت مجرد تعبير عن حرب المحاور الاقليمية. أخطر ما في هذه المواجهة هو بعدها الداخلي حصراً وتحديداً بالدرجة الاولى مع كل ما يختزنه رمزاها وقطباها. لكأننا امام استحالة حقيقية غير مسبوقة لأي توافق او تفاهم او تسوية بين مفاهيم ومشاريع لا يمكن ان تلتقي على مشتركات الحد الادنى الوطنية الى أمد لا يدرك احد مداه. ثم ان الامر لا يقف عند قطبي المواجهة وحدهما فثمة في العودة المفاجئة للعماد ميشال عون الى نعي اتفاق الطائف اكثر من مؤشر الى الطابع الذي يراد للاستحقاق الرئاسي ان يتظلله وان يستدرج المسيحيين اليه. فهل ترانا امام ملامح مشروع "حسم" انتحاري على غرار ما اريد لعاصفة التهويل ان ترسله من رسائل؟ ومن تراه يعتقد بعد ان اضغاث وحدة وطنية ستكون قابلة لترميم او احياء على ركام فائض الاستقواء وعرض القوة والتهويل الانقلابي؟