الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أخطر من الأسلحة الكيميائية!

أخطر من الأسلحة الكيميائية!

11.06.2013
راجح الخوري

النهار
الثلاثاء 11/6/2013
مع وصول صواريخ "الباتريوت" ومقاتلات "الفانتوم" الاميركية الى الاردن تبدأ تلك المناورات التي تشارك فيها 17 دولة والتي تبدو بمثابة عرض وقح للقوة لأنها تجري على تخوم مذبحة العصر في سوريا، مكتفية بمراقبة بلد يدمر حجراً حجراً وشعب يقتل بعشرات الآلاف، وهو ما يشكل ادانة لعجز الامم المتحدة والشرعية الدولية.
عندما تعلن واشنطن تكراراً ان الهدف من المناورات هو الاستعداد للانقضاض على ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية كي لا تقع في ايدي المتطرفين الاسلاميين، فانها تبدو عملياً وكأنها لا تفهم ان ما يتشكل من وقائع سيكون في النهاية اشد خطراً حتى من هذه الاسلحة، ذلك ان سوريا تتحول صومال كبيرة وساحة لحرب اقليمية بغيضة ذات ابعاد مذهبية بين السنّة والشيعة ستحرق المنطقة.
ومن الواضح ان ادارة باراك اوباما لم تهتم [او انها لا تريد الاهتمام] بنظرية رئيس لجنة العلاقات الخارجية السناتور الديموقراطي روبرت منينديز الذي سبق له ان حذّر من ان عدم تسليح المعارضة السورية خوفاً من وصول هذه الاسلحة الى المتطرفين سيؤدي الى نتائج عكسية: "اذا وقفنا جانباً ولم نفعل شيئاً فان مثل هذه المخاوف ستصبح نبوءة تحقق نفسها بنفسها"، ولكن هل هناك من يريد ان يتنبه الى ان انفجار الاحقاد يمكن ان يكون اشد خطراً من الاسلحة الكيميائية، ونحن في زمن تستطيع الكراهيات ان تحول الطناجر قنابل في ساحات العالم؟!
تطلق واشنطن على تلك المناورات اسم "الاسد المتأهب" في حين لم تتأهب ابداً بل اكتفت دائماً بتصريحات اوباما المراوغة "الاسد انتهى... وعلى الاسد ان يرحل"، ومنذ بداية المذبحة التي انغمس الروس والايرانيون في دمائها ووحولها حتى آذانهم واظبت واشنطن على سياسة التغاضي وهو ما يذكّرني بما قاله لينين يوماً: "إعط الاميركيين ما يكفي من الحبال وهم كفيلون بشنق انفسهم في افريقيا". فهل يتعمد اوباما اعطاء الروس والايرانيين ما يكفي من حبال الصمت والتغاضي ليشنقوا انفسهم في سوريا والعالم الاسلامي الاوسع؟
عندما تنشر وسائل الاعلام الايرانية صور المتطوعين امام مقرّات التعبئة التابعة للحرس الثوري يستعدون للانضمام الى مقاتلي "حزب الله" و"عصائب اهل الحق" في الحرب الى جانب النظام السوري، ويتأجج الغضب في صدور اهل السنّة في المنطقة والعالم وتعلو الدعوات الى الجهاد بعد سقوط القصير واشتعال جبهة حلب، من السخف ان يقول مسؤول اميركي لصحيفة "الواشنطن بوست" لقد تحّول النزاع في سوريا حرباً اقليمية، ومن الفظاظة ان يبدأ الاميركيون مناورات في الاردن هدفها منع سقوط الاسلحة الكيميائية في ايدي المتطرفين، وخصوصاً بعدما تعمّدوا جعل سوريا حلبة للأحقاد المذهبية المتأججة سيغرق الروس والايرانيون طويلاً في وحولها الدموية!