أدلة جديدة تشير إلى جهود سورية للحصول على أسلحة نووية

دير شبيغل 9\1\2015

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
في تمام الساعة 11 مساء في 5 سبتمبر 2007, حلقت 10 طائرات اف-15 في السماء من قاعدة رامات دافيد الجوية الإسرائيلية, التي تقع إلى الجنوب من حيفا. توجهت المقاتلات فورا إلى البحر المتوسط, وذلك لأداء مهمة رسمية كما أعلن عنها. بعد نصف ساعة على ذلك, صدرت أوامر إلى ثلاثة منهم للعودة إلى القاعدة بينما غيرت الطائرات الأخرى مسارها, وتوجهت فوق تركيا باتجاه الحدود السورية. هناك, دمرت الطائرات محطة رادار مختصة بالتشويش الإلكتروني ومن ثم وبعد 18 دقيقة, وصلت المقاتلات إلى مدينة دير الزرو, التي تقع على ضفاف نهر الفرات. كان هدفهم مجموعة معقدة من المباني تعرف باسم "الكبر", تقع شرق المدينة. أطلقت الطائرات المقاتلة نيرانها ودمرت المنشأة باستخدام صواريخ مافريك و500 كيلوغرام من القنابل.
عاد الطيارون إلى القاعدة دون وقوع أية حوادث ومرت عملية "أوركارد" بنجاح تام. في القدس, كان رئيس الوزراء في ذلك الوقت إيهود أولمرت ومستشاريه المقربين في مزاج سعيد, وكانوا مقتنعين تماما بأن الرئيس بشار الأسد يسعى إلى الحصول على سلاح نووي وأن موقع "الكبر" كان منشأة شبه منجزة في ذلك المكان الذي كانت تجري فيه عمليات البناء. وكانوا يعتقدون بان عمليتهم الخطرة أنقذت العالم من خطر وشيك.
ولكنهم في ذات الوقت أرادوا منع الوضع من التفاقم, وهو السبب الذي حدا بهم إلى عدم إبلاغ الولايات المتحدة بخططهم المسبقة للقصف. أولمرت من جانبه أخبر واشنطن بأن العملية أنجرت. كما أن عملية "أوركارد" كان من الواجب أن تكون طي الكتمان في إسرائيل لتجنب أي أمر من شأنه الإشارة إلى إحراز النصر. كما أنهم لم يكونوا يريدون أن يعلم أمام العالم بأن خبراء من كوريا الشمالية كانوا موجودين في دير الزور يساعدون في بناء المفاعل. وكانوا يأملون في أن يوفروا فرصة للأسد للتقليل من شأن الحادث والامتناع عن شن أي هجمات انتقامية.
وهذا بالضبط ما حصل. تذمر الأسد من انتهاك الأجواء السورية وقصف "مستودع", الرواية الرسمية ادعت أيضا بأن قوات الجو السورية تصدت للمهاجمين. ولكن الرأي العام في ذلك الوقت لم يكن على علم بما حدث فعلا.
الآن, المعلومات السرية التي حصلت علىها دير شبيغل تشير إلى أن الأسد ضلل العالم مرة أخرى. دكتاتور سوريا لم يتخل عن حلمه بامتلاك السلاح الكيماوي ويبدو أنه يعمل على بناء منشأة نووية جديدة في موقع سري. إنها أخبار مقلقة للغاية.
جسيمات مشبوهة من اليوارنيوم:
بالعودة إلى عام 2007, ثبت أنه من المستحيل قطع الإشاعات حول مجمع المباني الغامض في الصحراء واستخدامه العسكري المحتمل. على النقيض من إسرائيل وباكستان, فإن سوريا من الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ولهذا فهي ملزمة باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية فقط. في يوينو 2008, خضع الأسد أخيرا لضغوط وكالة الطاقة الذرية وخبرائها تحت رئاسة أولي هينوين, الفنلندي الأصل, وسمح بتفتيش موقع الكبر المدمر.
وبدا بسرعة أن دمشق قامت بكل ما بوسعها لتدمير آثار ما كان يحدث هناك. ولكن المفتشين الذريين من الوكالة كانوا مع ذلك قادرين على إيجاد جسيمات يورانيوم مشبوهة – وهو الكشف الذي سعت الحكومة السورية إلى الادعاء بأنه عمل تخريبي محتمل. في حين أن الوكالة الدولية أشارت إلى أن عمليات التفتيش لم تصل إلى دليل قاطع بعد, إلا أنها طالبت بالوصول إلى ثلاثة مواقع بسبب شكوك لديها. اشتبهت الوكالة بأن ثلاثة من المواقع النووية ربما تكون مرتبطة بالكبر, خصوصا منشأة التخصيب المشتبه بها في مرج السلطان, الذي يقع على بعد 15 كم إلى شمال دمشق. رفض السوريين ذلك, وأغضبهم ما وصفوه بانه "ادعاءات لا أساس لها من الصحة".
الصورة الواضحة وخلفية العملية الإسرائيلية وتفاصيل غارة الكوماندوز لم يكن من الممكن الحصول عليها لولا عملية التدقيق والبحث الذي قامت به صحيفة دير شبيغل عام 2009, حيث جمعت المعلومات اللازمة بعد عدة مقابلات مع زعماء سياسيين وخبراء ذريين وخبراء في أجهزة الأمن. وللتأكيد فإن الأسد نفى وجود أي طموحات نووية في مقابلة أجرتها معه دير شبيغل عام 2009, وقال :" نريد شرقا أوسط خاليا من السلاح النووي, بما في ذلك إسرائيل", ولكن تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشارت في مايو 2011 إضافة إلى تقرير نشر في صحيفة نيويوركر عام 2012 جعل من الواضح تماما حتى للمشككين بان سوريا تلعب بالنار. حيث أشار التقرير الصادر عن الوكالة الدولية دون أي لبس بأن "الوكالة خلصت إلى أن المبنى المدمر كان على الأرجح مفاعلا نوويا".
بعد ذلك, توقفت جميع الأنشطة في الموقع المدمر, كما ظهر جليا من خلال صور الأقمار الصناعية التي تمت دراستها في المنطقة. ولكن هل كان ذلك يعني بأن الهجوم الإسرائيلي وضع حدا لجميع خطط سوريا لتطوير القنبلة النووية؟
استمرار السعي لامتلاك القنبلة النووية:
كانت المنشأة على وشك الاكتمال ويعتقد العديد من المراقبين أنه ربما كان هناك مخبأ سري للوقود النووي, يكفي على الأقل لعام, في وضع الاستعداد. وفقا لتحقيقات الوكالة الذرية, تمتلك سوريا 50 طنا من اليورانيوم الطبيعي, ما يكفي لثلاث قنابل من أصل خمسة بمجرد الانتهاء من عملية التخصيب.
معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن دي سي لديه هو الآخر مؤشرات قوية على وجود مثل هذا المخزون وعبر عن قلقه من ذلك في سبتمبر 2013. حيث ذكر المعهد:" هذا المخزون الكبير من معدن اليورانيوم يشير إلى احتمال وجود أخطار انتشار نووي. حيث يمكن أن تمتلكه منظمات مثل حزب الله أو القاعدة أو برامج نووية أخرى غير معلن عنها مثل برنامج إيران".
وفقا لنتائج أجهزة الاستخبارات الغربية, فإن الوضع أكثر عرضة للتفجر مما كان مفترضا من قبل. بناء على وثائق في حوزة دير شبيغل, فإن هذه الأجهزة مقتعنة تماما بأن الأسد مستمر في جهوده لبناء القنبلة.
يقول محللون بأن برنامج سوريا للسلاح النووي استمر في موقع تحت الأرض بشكل سري. وفقا للمعلومات التي حصلوا عليها, فإن هناك ما يقرب من 8000 قضيب نووي مخزنة هناك. إضافة إلى ذلك, هناك احتمالية كبيرة بأن هناك مفاعلا أو منشأة للتخصيب تم بناؤها هناك – وهو تطور له عواقب جيوسياسية كبيرة جدا.
يبدو أنه تم إخفاء بعض كميات اليورانيوم لمدة معينة في مرج السلطان قرب دمشق, وهو الموقع الذي تنظر إليه الوكالة الذرية بعين الريبة. تظهر صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في ديسمبر 2012 وفبراير 2013 نشاطا مشبوها في مرج السلطان. المنشأة, التي تقع بالقرب من قاعدة للجيش السوري, أصبحت نقطة محورية في القتال الدائر مع المتمردين. قوات الحكومة نقلت كل شئ له قيمة تقريبا. وقد قاموا بذلك وفقا لمسئولين مخابراتيين بمساعدة من حزب الله اللبناني. الميليشيا ذات التسليح العالي التي تحصل على الجزء الأكبر من تمويلها من إيران, والتي تقاتل إلى جانب قوات الأسد.
محادثات معترضة:
تشير النتائج التي توصلت إليها أجهزة المخابرات إلى نقل المواد إلى موقع سري تحت الأرض غرب مدينة القصير, على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية. وقد نجحوا في نقلهم في الوقت المناسب. في نهاية المطاف سقط مرج السلطان في يد المتمردين, ولكن القوات الحكومية استعادته مرة أخرى.
منذ ذلك الحين, أبقى الخبراء عيونهم على الموقع المذكور قرب القصير, وهو موقع كانوا تجاهلوه إلى حد كبير من قبل, معتقدين بأنه مستودع أسلحة تقليدية لحزب الله. قارن الخبراء صور الأقمار الصناعية التي التقطت من قبل ولاحظوا بعناية أدق التغييرات. وبسرعة, أصبح من الواضح لهم بأنهم وصلوا إلى اكتشاف مقلق للغاية.
وفقل لتحليل وكالات الاستخبارات, بدأ البناء في الموقع عام 2009. كما وجدوا أن العمل كان مموها منذ البداية, حيث تم التخلص من الرمال في مواقع مختلفة, لجعل الأمر أكثر صعوبة على المراقبين من الأعلى لمعرفة العمق الذي يتم الحفر فيه. علاة على ذلك, مداخل المنشأة محروسة من قبل الجيش, من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة. في ربيع عام 2013, شهدت المنطقة المحيطة بالقصير قتالا ضاريا. ولكن المنطقة المحيطة بالمشروع بقيت في يد النظام على الرغم من الخسائر التي شهدتها نخبة وحدات حزب الله المتمركزة هناك.
صور الأقمار الصناعية الأخيرة تظهر ستة هياكل: منزل حارس وخمس حظائر, ثلاثة منها تخفي مداخل للمنشأة في الأسفل. كما أن للموقع مدخل خاص لشبكة الكهرباء, متصلة بمدينة بلوشي. التفصيل المثير للشكوك هنا هو البئر العميق الذي يصل المنشأة مع بحيرة زيتا. التي تبعد 4 كم. مثل هذا الاتصال غير ضروري لمخبأ معد لأسلحة تقليدية, ولكنه ضروري لمنشأة نووية.
ولكن الدليل الأوضح على أن الموقع يحوي منشأة نووية يأتي من اعتراض قام به مؤخرا جواسيس على شبكة الراديو. حدد الصوت على أنه عنصر رفيع المستوى من حزب الله سمع وهو يشير إلى "منشأة نووية" وذكر القصير. واضح أن عنصر حزب الله مطلع تماما على الموقع. وكان يقدم تحديثات متواصلة لرجل مهم هو ابراهيم عثمان, رئيس الهيئة السورية للطاقة الذرية.
عنصر حزب الله عادة ما كان يستخدم اسما رمزيا للمنشأة وهو "زمزم", وهي كلمة معروفة تماما لدى المسلمين. وفقا للتقاليد الإسلامية فإن زمزم هو البئر الذي خلقه الله في الصحراء لزوجة النبي إبراهيم وابنه اسماعيل. البئر موجود في مكة وهو أحد المواقع التي يزورها المسلمون في الحج. وأولئك الذين لا يعرفون ما هو بئر زمزم لا يعتبرون مسلمين حقا.

هل هناك خبراء من كوريا الشمالية في سوريا ؟
العمل الذي يؤديه أعضاء من الحرس الثوري الإيراني ذكر أيضا في المكالمات التي تم اعتراضها. يعتبر الحرس الثوري منظمة شبه عسكرية تعمل تحت إمرة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. تسيطر المنظمة على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني وتلعب دورا هاما في نشاطات إيران النووية. البعثات الخارجية ليست جميعها تعمل بالتوازي مع حكومة الرئيس حسن روحاني المعتدلة. الحرس الثوري يعتبر دولة داخل دولة.
كما أن الخبراء مقتنعون تماما بأن كوريا الشمالية متورطة في "زمزم" أيضا. خلال عمليات بناء منشأة الكبر, عمل إبراهيم عثمان عن قرب مع تشاو جي بو, وهو المهندس الذي عمل على بناء مفاعل يونغبيون في كوريا الشمالية.
كان يعتقد لفترة طويلة أن تشاو اختفى. البعض اعتقدوا أنه ربما وقع ضحية لعمليات تطهير البلاد. ولكن, ومع ذلك, يعتقد خبراء الاستخبارات الغربية بأنه موجود تحت الأرض في دمشق. وفقا لهذه النظرية, لم يقطع عثمان الاتصال مطلقا معه. ويعتقد الخبراء أيضا بأن المنشأة النووية الجديدة لا يمكن أن تبنى دون دراية كوريا الشمالية. عملية الصناعة التي أظهرتها قضبان الوقود تشير إلى تورط كوريا الشمالية.
ما هو الأسلوب الذي سوف يتم التعامل به الآن مع زمزم؟ كيف سوف يرد الغرب والأسد جيران سوريا على ما تم الكشف عنه؟
الكشف عن المنشأة النووية المفترضة لن يكون موضع ترحيب من قبل أي من الأطراف السياسية الفاعلة. إنه أمر محرج للجميع. بالنسبة لسوريا وكوريا الشمالية, كل منهما يعملان على التغطية على صورتهما على أنهما منبوذتان دوليا.و بالنسبة لحزب الله, الذي يأمل أن يظهر على أنه أكثر قوة سياسية لبنانية تأثيرا.

تقييم جديد:
ولكن التطور الجديد يأتي في وقت غير مناسب للحكومة الأمريكية. على الرغم من النفي الرسمي, فإن واشنطن تعمل حاليا في المنطقة بتنسيق أعلى أو أقل مع الأسد في القتال الدائر ضد الدولة الإسلامية الإرهابية. وفوق ذلك كله, وبعد التدمير الذي تم براقبة كبيرة للأسلحة الكيماوية السورية, يعتقد كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بأن قدرة الأسد على شن حرب غير تقليدية دمرت تماما. التطور المحتمل على السلاح النووي الجديد, إذا ثبت فعلا, يمكن أن يؤدي بالضرورة إلى تقييم جديد للموقف العام.
كما يشكل الكشف الجديد معضلة صعبة أمام إسرائيل. إسرائيل مستمرة في قصف خطوط إمداد حزب الله, ولكنها لا تعرف شيئا على ما يبدو عن المنشأة النووية الجديدة المحتملة. زعماء إسرائيل سوف يواجهون قرارا حاسما ما بين تجاهل زمزم أو القيام بهجوم في غاية الخطورة ضد المنشأة التي بنيت تحت الأرض بعمق كبير. على نقيض ما حصل عام 2007, سوف تكون هناك حاجة لقنابل تخترق الأرض, مع وجود عواقب لا يمكن التوقع بها للبيئة. سوف يكون قرارا غير مسئول, ولكنه قرار ربما يتخذه المتشددون الإسرائيليون في نهاية المطاف.
المراقبون الدوليون في فيينا لا يبدون في وضع جيد بعد أن تعرضوا للخداع برئاسة يوكيا أمانو من قبل الأسد. في سبتمبر 2014, طالب الياباني أمانو " سوريا بالتعاون الكامل مع الوكالة فيما يتعلق مع القضايا العالقة". ولكنه لم يتلق أي رد على ذلك. العقوبات هي الملاذ الأخير الذي يمكن أن تستخدمه الوكالة الدولية, وهي خطوة من غير المحتمل أن يتم اللجوء إليها بالنظر إلى أن موسكو لا زالت مستمرة في حماية الأسد, في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما هو الحال في الأمم المتحدة.
دعت الدولة الإسلامية مفتشي الوكالة الدولية للتحقيق في المناطق التي تسيطر عليها. اجتاحت هذه المنظمة الإرهابية المنطقة المحيطة بدور الزور قبل أشهر وقدمت فرصة جديدة للوكالة الدولية لتقوم بالتحري مرة أخرى في منشأة الكبر. ولكن المنظمة التي مقرها فيينا رفضت ذلك, لأنها لا تريد أن تعطي الدولة الإسلامية أي فرصة للحصول على الشرعية.
إضافة إلى ذلك, لم تعد دير الزور هي النقطة المحورية. الخبراء الدوليون في فيينا يجدون أنفسهم الآن في مواجهة تحديات جديدة على امتداد البلاد على طول الحدود مع لبنان.

Assad's Secret: Evidence Points to Syrian Push for Nuclear Weapons

By Erich Follath
At 11 p.m. on Sept. 5, 2007, 10 F-15 fighter bombers climbed into the sky from the Israeli military base Ramat David, just south of Haifa. They headed for the Mediterranean Sea, officially for a training mission. A half hour later, three of the planes were ordered to return to base while the others changed course, heading over Turkey toward the Syrian border. There, they eliminated a radar station with electronic jamming signals and, after 18 more minutes, reached the city of Deir al-Zor, located on the banks of the Euphrates River. Their target was a complex of structures known as Kibar, just east of the city. The Israelis fired away, completely destroying the factory using Maverick missiles and 500 kilogram bombs.
The pilots returned to base without incident and Operation Orchard was brought to a successful conclusion. In Jerusalem, then-Prime Minister Ehud Olmert and his closest advisors were in a self-congratulatory mood, convinced as they were that Syrian President Bashar al-Assad was seeking to build a nuclear weapon and that Kibar was the almost-completed facility where that construction was to take place. They believed that their dangerous operation had saved the world from immense harm.

But they also wanted to prevent the situation from escalating, which is why they didn't even inform the US of their plan prior to the bombing run. Olmert only called Washington once the operation had been completed. Orchard was also to remain secret in Israel so as to avoid anything that smacked of triumphalism. Nor did they want it to become known that North Korean nuclear experts had been spotted in Deir al-Zor helping out with the construction of the reactor. They hoped to provide Assad an opportunity to play down the incident and to abstain from revenge attacks.
And that is in fact what happened. Assad complained about the violation of Syrian airspace and the bombing of a "warehouse," but the official version also claimed that the Syrian air force chased away the attackers. The public at the time did not learn what had really taken place.
Now, secret information obtained by SPIEGEL indicates that the world is once again being misled by Assad. Syria's dictator has not given up his dream of an atomic weapon and has apparently built a new nuclear facility at a secret location. It is an extremely unsettling piece of news.
Suspicious Uranium Particles
Back in 2007, it proved impossible to completely quell rumors about the mysterious building complex in the desert and its possible military purpose. In contrast to Israel and Pakistan, Syria is a signatory to the Treaty on the Non-Proliferation of Nuclear Weapons and is thus committed to using nuclear power only for peaceful purposes. And the International Atomic Energy Agency in Vienna demanded access to the site. In June 2008, Assad finally gave in to the IAEA's pressure and experts under the leadership of Olli Heinonen, a native of Finland, were allowed to inspect the destroyed Kibar facility.
It quickly became apparent that Damascus had done everything it could to destroy all traces of what had been going on there. But the atomic detectives from the IAEA were nevertheless able to find suspicious uranium particles -- a discovery that the Syrian government sought to explain away as a potential act of sabotage. Though the IAEA noted that its investigation did not turn up definitive proof, the organization requested access to three other facilities due to ongoing suspicions. The IAEA suspected that the trio of nuclear sites may be connected to Kibar, particularly the suspected enrichment facility Marj as-Sultan, located 15 kilometers north of Damascus. The Syrians refused, angered by what they called "unfounded defamation."

A clear picture of the background of the Israeli operation and the details of the commando raid was only made possible by a precise reconstruction by SPIEGEL in 2009, assembled following interviews with political leaders, nuclear experts and secret service experts. Assad, to be sure, denied having nuclear ambitions in a 2009 interview with SPIEGEL, saying: "We want a nuclear-free Middle East, Israel included." But the IAEA investigation report in May 2011 and a story in the New Yorker in 2012 made it clear even to skeptics that Syria had been playing with fire. "The Agency concludes that the destroyed building was very likely a nuclear reactor," the IAEA report notes with uncharacteristic clarity.
Afterward, all activity ceased at the destroyed site, as shown by regularly analyzed satellite images of the area. But did that mean that the Israeli attack really brought an end to all Syrian plans for the development of a bomb?
Continued Pursuit of the Bomb
The factory had been on the verge of completion and many observers believed at the time that there could be a secret cache of fuel, at least enough for a year, standing by. According to IAEA research, Syria possesses up to 50 tons of natural uranium, enough material for three to five bombs once the enrichment procedure is completed.
The Institute for Science and International Security in Washington D.C. likewise has strong indications for the existence of such stockpiles and expressed its concern in September 2013. "This large stock of natural uranium metal poses nuclear proliferation risks," the institute wrote. "It could be obtained by organizations such as Hezbollah or al-Qaida or undeclared nuclear programs of states such as Iran."
According to findings of Western intelligence agencies, however, the situation is much more explosive than previously assumed. Based on documents that SPIEGEL has in its possession, the agencies are convinced that Assad is continuing in his efforts to build the bomb.
Analysts say that the Syrian atomic weapon program has continued in a secret, underground location. According to information they have obtained, approximately 8,000 fuel rods are stored there. Furthermore, a new reactor or an enrichment facility has very likely been built at the site -- a development of incalculable geopolitical consequences.
Some of the uranium was apparently hidden for an extended period at Marj as-Sultan near Damascus, a site that the IAEA likewise views with suspicion. Satellite images from December 2012 and February 2013 show suspicious activity at Marj as-Sultan. The facility, located not far from a Syrian army base, had become the focal point of heavy fighting with rebels. Government troops had to quickly move everything of value. They did so, as intelligence officials have been able to reconstruct, with the help of Hezbollah, the radical Shiite "Party of God" based in Lebanon. The well-armed militia, which is largely financed by Iran, is fighting alongside Assad's troops.
Intercepted Conversations
Intelligence agency findings indicate that the material was moved to a well-hidden underground location just west of the city of Qusayr, not even two kilometers from the border with Lebanon. They managed the move just in time. Marj as-Sultan ultimately did fall to the rebels, but has since been retaken by government troops.
Since then, experts have been keeping a close eye on the site outside of Qusayr, one which they had largely ignored before, believing it to be a conventional Hezbollah weapons depot. Analysts compared earlier satellite images and carefully noted even the slightest of changes. Soon, it became clear to them that they had happened upon an extremely disconcerting discovery.
According to intelligence agency analysis, construction of the facility began back in 2009. The work, their findings suggest, was disguised from the very beginning, with excavated sand being disposed of at various sites, apparently to make it more difficult for observers from above to tell how deeply they were digging. Furthermore, the entrances to the facility were guarded by the military, which turned out to be a necessary precaution. In the spring of 2013, the region around Qusayr saw heavy fighting. But the area surrounding the project in the mines was held, despite heavy losses suffered by elite Hezbollah units stationed there.
The most recent satellite images show six structures: a guard house and five sheds, three of which conceal entrances to the facility below. The site also has special access to the power grid, connected to the nearby city of Blosah. A particularly suspicious detail is the deep well which connects the facility with Zaita Lake, four kilometers away. Such a connection is unnecessary for a conventional weapons cache, but it is essential for a nuclear facility.
But the clearest proof that it is a nuclear facility comes from radio traffic recently intercepted by a network of spies. A voice identified as belonging to a high-ranking Hezbollah functionary can be heard referring to the "atomic factory" and mentions Qusayr. The Hezbollah man is clearly familiar with the site. And he frequently provides telephone updates to a particularly important man: Ibrahim Othman, the head of the Syrian Atomic Energy Commission.
The Hezbollah functionary mostly uses a codename for the facility: "Zamzam," a word that almost all Muslims know. According to tradition, Zamzam is the well God created in the desert for Abraham's wife and their son Ishmael. The well can be found in Mecca and is one of the sites visited by pilgrims making the Hajj. Those who don't revere Zamzam are not considered to be true Muslims.
North Korean Expert in Syria?
Work performed at the site by members of Iran's Revolutionary Guard is also mentioned in the intercepted conversations. The Revolutionary Guard is a paramilitary organization under the direct control of Iran's Supreme Leader Ali Khamenei. It controls a large part of the Iranian economy and also plays a significant role in Iran's own nuclear activities. Not all of its missions abroad are cleared with the government of moderate President Hassan Rohani. The Revolutionary Guard is a state within a state.
Experts are also convinced that North Korea is involved in Zamzam as well. Already during the construction of the Kibar facility, Ibrahim Othman worked closely together with Chou Ji Bu, an engineer who built the nuclear reactor Yongbyon in North Korea.
Chou was long thought to have disappeared. Some thought that he had fallen victim to a purge back home. Now, though, Western intelligence experts believe that he went underground in Damascus. According to the theory, Othman never lost contact with his shady acquaintance. And experts believe that the new nuclear facility could never have been built without North Korean know-how. The workmanship exhibited by the fuel rods likewise hints at North Korean involvement.
What approach will now be taken to Zamzam? How will the West, Assad and Syria's neighbors react to the revelations?
The discovery of the presumed nuclear facility will not likely be welcomed by any of the political actors. It is an embarrassment for everybody. For Syria and North Korea, both of which have periodically sought to shed their images as international pariahs. For Hezbollah, which hopes to emerge as Lebanon's strongest political power.
A New Assessment
But the new development also comes at an uncomfortable time for the US government. Despite all official denials, Washington is currently operating in the region more-or-less in concert with Assad in the fight against the Islamist terrorist militia Islamic State. Furthermore, following the well-monitored and largely efficient destruction of Syrian chemical weapons, the US, Britain and France all believed that Assad's ability to wage unconventional warfare had been eliminated. The possible development of a Syrian atomic weapon, should it be confirmed, would necessarily lead to a new assessment of the situation.
The discovery presents a particularly difficult dilemma to Israel. The country has, to be sure, continued to bomb Hezbollah supply lines, but it apparently knew nothing of a possible new nuclear facility. Israeli leaders would be faced with the impossible decision between ignoring Zamzam or undertaking an extremely risky attack against a facility built deep underground. In contrast to 2007, bunker buster bombs would be required, with unforeseeable consequences for the environment. It would be an irresponsible decision, but one which Israeli hardliners could ultimately make.
The international monitors in Vienna also don't look good, with IAEA boss Yukiya Amano having been deceived by Assad. In September 2014, the Japanese national urged "Syria to cooperate fully with the agency in connection with all unresolved issues." He hasn't yet received a reply. A sanction of last resort would be that of expelling Syria from the IAEA, an unlikely step given that Moscow continues to protect Assad, in the IAEA as in the United Nations.

Islamic State recently invited IAEA inspectors to investigate in areas under their control. The terror organization conquered the area around Deir al-Zor several months ago and offered the IAEA the opportunity to have another look around the Kibar facility. But the Vienna-based organization declined, not wanting to provide Islamic State with any kind of legitimacy.
Plus, Deir al-Zor is no longer the focal point. The international experts in Vienna now find themselves confronted with new challenges across the country on the border with Lebanon.
http://www.spiegel.de/international/world/evidence-points-to-syria-still-working-on-a-nuclear-weapon-a-1012209.html