الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أزمة الكيماوي في سورية تتجدد

أزمة الكيماوي في سورية تتجدد

05.09.2016
جونول تول


الوطن السعودية
الاحد 4-9-2016
 منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وافقت الحكومة السورية على التخلي عن برامج الأسلحة الكيماوية وتدمير المخزون الذي لديها من تلك الأسلحة. وفي حين اُشيد بالصفقة كخطوة هامة في نزع سلاح النظام السوري البغيض، كان هناك اتفاق مثير للجدل - ليس بسبب نتائجه، ولكن لأنه كان بديلاً لعمل عسكري، حيث إن الرئيس الأميركي باراك أوباما هدد حكومة دمشق بعمل عسكري إذا استخدمت تلك الأسلحة الكيماوية في الحرب الأهلية.
في الأسابيع الأخيرة، أصبح من الواضح أن سورية لم تتخل عن تلك الأسلحة، واستخدامها في ساحة المعركة مرة أخرى. كما اتضح الآن أن هناك تردد من جانب الرئيس الأميركي يُمثل فشلاً ذريعاً ويثير تساؤلات خطيرة حول مصداقية الولايات المتحدة، فضلاً عن الالتزام بشروط اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.
بدأت الأزمة في أواخر خريف 2012، حيث كانت هناك تقارير تؤكِّد هجمات بالأسلحة الكيماوية في سورية. ولكن لم يتضح وقتها من المسؤول عن استخدام تلك الأسلحة. وفي حين أن هناك اعتقادا بأن سورية تمتلك ثالث أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم، فإن قوات من العناصر المعارضة هاجمت مصنعا للأسلحة الكيماوية وسرقت 200 طن من غاز "الكلور".
وفي عام 2012 حذَّر الرئيس أوباما نظام بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في الصراع الدائر في سورية وأساليب القمع التي يستخدمها ضد شعبه، معتبراً أن استخدام هذه الأسلحة "خط أحمر" بالنسبة لواشنطن، مما قد يدفعها في تغيير حساباتها في موقفها تجاه الوضع السوري.
يُشكل ذلك البيان تهديداً ضمنياً بأن مثل هذا السلوك من شأنه أن يُجبر تدخل الولايات المتحدة العسكري في النزاع. لكن على الرغم من الأدلة التي تُظهر أن النظام السوري مسؤول عن العديد من الهجمات الكيماوية التي حصدت أرواح المئات ودمَّرت العديد من الممتلكات، إلا أن أوباما قد تقاعس عن تنفيذ تهديده.
فبدلاً من اتباع طريق التهديد بعمل عسكري، توصلت الولايات المتحدة وروسيا وأطراف أخرى، إلى اتفاق مع النظام السوري يتم بموجبه التخلص من أسلحته الكيماوية والانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية. ولقد أدى ذلك الاتفاق إلى تدمير 1200 طن من المواد الكيماوية. وصرح أوباما، بأن الاتفاق وفَّر كثيراً من الأرواح مما كان قد يحدث إذا "استخدمنا" الهجمات العسكرية.
في الأسابيع الأخيرة، خلصت تقارير من الوكالات التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك تقرير من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، إلى أن سورية مستمرة في تطوير الأسلحة الكيماوية، واستخدمت غاز "الكلور" في ساحة المعركة. ويقال إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية استنتج أن معظم العينات الكيماوية التي أخذت من "مواقع متعددة" في سورية "تشير إلى استعمال غير مُعلن للأسلحة الكيماوية المحظورة". وقال متحدث باسم الحكومة الأميركية إنه "من المستحيل الآن أن ينكر النظام السوري أنه قد استخدم مراراً وتكراراً غاز الكلور الصناعي كسلاح ضد شعبه".