الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أزمة اللاجئين السوريين أكثر من تضامن إنساني!

أزمة اللاجئين السوريين أكثر من تضامن إنساني!

02.04.2016
اليوم السعودية


كلمة اليوم
الخميس 31/3/2016
ما الذي يعمله التضامن الدولي مع أزمة اللاجئين السورين، غير دعوات للاستيعاب، وزيادة في الاعداد في الدول المستضيفة، وزيادة في المعاناة والموت، والاتهامات غير البريئة لهم بالارهاب؟، وهل هذه مهمة الامم المتحدة، بعدما فقدت دورها كمنظمة مسؤولة في الدفاع عن حقوق الشعوب، وحقوق المظلومين والمشردين؟، ولم يجد الامين العام للامم المتحدة سوى مطالبة الدول لاستقبال مزيد من اللاجئين.
الحل لن يكون بفتح المخيمات لاستقبال الشعب السوري، وترك الاسد وميليشياته يعملون على تفريغها من المواطنين، واثارة الدول الغربية بأنها ستدفع الثمن غاليا ما لم تعترف به حاكما لسوريا، رغم المجازر التي ارتكبت وترتكب كل يوم؛ لأن الحل الحقيقي في ان تحترم دول المجتمع الدولي ارادة السوريين، وان تحترم مفقوديه ومشرديه، وقتلاه الذين تاهوا في العراء والرفض والذين تاهوا في عرض الدنيا وطولها، بلا مأوى، وبلا مستقبل، وأن يقال للاسد كفى ارهابا واستخداما ومتاجرة بدماء السوريين.
إن الحديث عن الحاجة لدول مضيفة خلال السنوات الثلاث المقبلة هو نوع من الاستهتار بالقيم الانسانية، وهو تنازل مريع للقانون الدولي، وهو صمت ومهادنة للقتلة والمجرمين والمأجورين، تحت راية الشرعية الدولية، التي لا تنادي بضرورة اتخاذ قرارات حازمة، إزاء آلة الدمار والقتل التي يمارسها الأسد، دون تجريم، حتى أصبح اللاجئون مادة للمتاجرة الدولية، بينما الاجدى ان تحل قضيتهم في وطنهم، وأن تتحمل الامم المتحدة والمجتمع الدولي فرض حلول سياسية تسهم بضمان إنسانيتهم وحقوقهم، بعد سنوات من القمع والحرمان والتهجير والعدوان.
وكذلك الحديث عن قمم انسانية تعني استمرار عمليات القتل، والابادة، والاقصاء والتهميش والتجريف الديمغرافي لمواطنين عزل، لم تتحرك انسانية البعض الا عندما أصبحت الدول تتخوف القيام بمسؤولياتها ناحيتهم، والآن تأتي مواسم التباكي عليهم، في وقت لم تستقبل فيه دول كبرى، ولم تفتح ابوابها امامهم، والبعض منها اختارتهم بتمييز.
إن المشكل الحقيقي لن يكون بالقمم الانسانية، وخطابات التباكي على من فقدوا ذويهم، أو القول إنها أكبر مأساة لجوء انساني شهدها المجتمع الدولي؛ لأن البكاء الحقيقي هو على من طردوا قسرا وحرموا من وطنهم، طردا تعسفيا فيه انتهاك لكل القيم الانسانية والبشرية، من أجل ان يبقى الاسد رئيسا لسوريا، وكي يبقى علامة فارقة على الانتهازية الدولية، ووصمة عار في جبين التاريخ الانساني الحديث.
إن التلذذ بعذابات السوريين، والقول إنهم أيدٍ عاملة رخيصة، وإنهم يقومون بخدمات استثنائية يؤكد على تراجع حاد في منظومة القيم والاخلاقيات الدولية، فالأولى أن ينعم السوريون بالامن والاستقرار في بلدهم ووطنهم الذي حرموا منه بقوة السلاح.
إن دخول الازمة السورية عامها السادس يؤكد على فشل التنظيمات الدولية كافة، فستة اعوام مرت أليست كافية حتى يتم الالتفات لمأساة السوريين، واتخاذ القرارات الحازمة، مع من تجرأ على نحرهم، وتهجيرهم وترويعهم، حتى باتوا مكروهين في دول العالم الغربي؟، الدول التي لطالما تغنت بالحرية واحترام حقوق الانسان.
على العالم أن يعلم أن تنظيم داعش الارهابي وجبهة النصرة الارهابية ليست سوى منتجات ايرانية اسدية، هدفها الرئيس اثارة هواجس الغرب من الارهاب، وعندما هُجِّر السوريون للخارج دفعوا بإرهابييهم للنيل من الدول والمجتمعات الغربية، لدفع هذه الدول للاستعجال بالحرب على الارهاب، بالتعاون والنظام الدموي القاتل في دمشق وطهران، ولكي يتم تشويه صورة السوريين في العالم، وتشويه صورة الاسلام بأنه قتل ودماء، وكي يبقى الاسد وميليشيات ايران دون محاكمة أو مساءلة.