الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أزمة المجتمع الدولي

أزمة المجتمع الدولي

08.10.2016
كلمة الرياض


الرياض
الخميس 6/10/2016
الوضع في حلب وضعٌ معيب في حق المجتمع الدولي الذي يقف صامتاً على ما يحدث فيها من مجازر بحق مدنيين أبرياء لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب إلا أنهم كانوا في المكان والزمان الخاطئين، والتجاذبات العسكرية والسياسية والاقتصادية ما زالت سيدة الموقف دون الوصول الى صيغة توافقية من الممكن أن تؤدي الى تسوية ولو مؤقتة في حلب على أقل تقدير، وإن كانت التسوية السياسية يجب أن تكون هي الحل الاساس للأزمة السورية برمتها، وليس في حلب فقط، ولكن كون الوضع في حلب لا يمكن السكوت عليه او انتظار انفراجة من هنا او هناك كان لتلك المدينة الأولوية.
المتابع للتصريحات الأميركية والروسية وردود الأفعال عليها يلاحظ أن الجانبين على طرفي نقيض، ولا توجد نقاط من الممكن أن تكون نقاط التقاء بينهما حالياً وإن كان الباب لم يغلق بعد الا أنه ظل موارباً لعل وعسى أن تحدث انفراجة يمكن من خلالها البناء على مواقف قد تقود الى وضع الحل السياسي موضع التنفيذ دون الحل العسكري الذي بالتأكيد صار متسيداً للمشهد السوري بامتياز منذ بدء الأزمة وحتى يومنا هذا.
الوضع في حلب وصف ب "جريمة حرب" رغم أن الوضع في سورية منذ بدايته هو جريمة دون أي مواربة، فالنظام الذي لايتوانى عن قتل شعبه للحفاظ على سلطته يقوم بجريمة حرب غير مسبوقة، وهذا ما حدث ويحدث في سورية، فالنظام السوري لم يقتل الشعب السوري فقط وإنما تفنن في ذلك باستخدامه للأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة التي تلقى يوميا على المدن السورية لا تفرق بين مدني وعسكري، ولا بين شيخ أو امرأة أو طفل، هذا عدا موجة النزوح داخل سورية وخارجها فراراً من نار الحرب التي لاترحم، والمآسي التي حدثت في ذلك النزوح والتي أصبحت تتصدر وسائل الإعلام العالمية.
الوضع في سورية متأزم أكثر من اي وقت مضى لأن القوى الدولية غير متوافقة على خطة سياسية لتجميد الأزمة على أقل تقدير لا إنهائها، وفي ظل ذلك تبقى حلب وسورية كلها تشهد واحدة من أسوأ الأزمات السياسية والإنسانية في التاريخ الحديث هي أزمة المجتمع الدولي برمته.