الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أسئلة بريئة!

أسئلة بريئة!

25.01.2016
علي نون



المستقبل
الاحد 24/1/2016
يطلق تلويح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن من تركيا بـ"الحل العسكري" في سوريا إذا فشل "الحل السياسي"، وتأكيد استعداد بلاده لذلك الخيار، سؤالاً سريعاً (وبريئاً!) هو: إذا كانت واشنطن قادرة على، ومستعدة لاعتماد ذلك الحل، فلماذا تأخرت كل هذا الوقت؟ ولماذا تفرجت على مدى سنوات على واحدة من أمرّ وأقسى ويلات هذا الزمن؟ ولماذا سمحت بكل تداعياتها، التي منها تنامي ظاهرة الإرهاب من جهة، وانفجار أكبر أزمة لجوء في قلب أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، من جهة أخرى؟
وإذا كانت واشنطن في ظل إدارة مستر أوباما تعرف يقيناً أن بشار الأسد كان المغناطيس الجاذب لمعظم ظواهر الحالة الإرهابية على ما قال وزير الخارجية جون كيري بالأمس أيضاً، فلماذا تمسكت بسياسة الانكفاء السلبي التي اعتمدتها على مدى سنوات هذه النكبة.. وأصرّت على أدلجة وفذلكة انكفائها بطريقة لم يفهمها أحد، ولم يستوعبها حتى الكبار في إدارة أوباما نفسه؟ وهي التي اشتملت، ليس فقط، على عدم التحرك المباشر، وإنما على منع غيرها من التحرك باتجاهات كان يمكنها أن تقصّر عمر هذه النكبة وتقصّر عمر بقايا السلطة الأسدية، وتبطل مفعول المغناطيس الذي جعل من سوريا (أكثر من العراق) شبه ملاذ آمن لكل عدمي وعابث وإرهابي في هذه الدنيا!
المصيبة التي اسمها سياسة أوباما، جعلت عموم الشعب السوري يدفع ثمن الاتفاق النووي الإيراني! وذلك ما يفسر التكتيك المستحيل الذي اعتمده الرئيس الأميركي للوصول الى استراتيجية تشليح إيران إمكانية الوصول الى امتلاك سلاح الافناء الشامل.. لكن حتى لو تم التسليم بهذه الفرضية، فلماذا لا تزال السياسات نفسها معتمدة حتى الآن؟ ولماذا الاستمرار في التفرج على تحطيم ما تبقى من سوريا والفتك بمن بقي فيها من السوريين على أيدي الروس والملحقات الميليشيوية الإيرانية الفئوية والمذهبية؟ وهذه المرة، تحت ستار التحضير لما يسمى "الحل السياسي"؟
تصريح بايدن من تركيا، لا يخرج عن كونه جزءاً من شدّ الحبال الجاري مع الروس في شأن الحضور السوري المعارض في مؤتمر جنيف العتيد. لكنه فوق ذلك، يدلّ، أو يؤكد على أن عنتريات فلاديمير بوتين ما كانت لتتم لولا ضوء أخضر أميركي.. وان واشنطن، تتصرف بالفعل، بسوء نيّة خطير إزاء المنطقة ومعظم كياناتها الوطنية في الاجمال"، وليس إزاء سوريا وحدها!
وعلى الهامش: لماذا قال رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير بالأمس ان اتفاق "سايكس بيكو" انتهت مفاعيله! وانه وُضع في مطلع القرن العشرين عندما كان عدد سكان المنطقة أقل مما هو عليه الآن بكثير؟!
هل يعني ذلك، ان شعب سوريا، صار "شعباً زائداً" الآن مثلما كان شعب فلسطين "شعباً زائداً" غداة انتهاء الحرب العالمية الأولى؟ ولحساب من هذه المرة؟ لإيران؟! لروسيا؟! أم لبعض الأقليات المأخوذة ظلماً الى خيارات كبرى؟!