الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أسئلة تبحث عن معجزة!

أسئلة تبحث عن معجزة!

18.05.2014
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
السبت 17/5/2014
اجتماعات «أصدقاء سوريا» لا تختلف عن انتخابات الرئاسة السورية.. فهما يلتقيان في عبثية،.. حقيقتها اشباع شهوة قتل السوريين وتدمير وطنهم!!.
كنا نتمنى نشر شروط صداقة «اصدقاء سوريا»، هل تشمل اطعام الجياع وايواء المشردين والنازحين السوريين؟. وإذا كان من السهل اصطناع زيارات الخيام وتجمعات الهاربين من جحيم وطنهم، في لبنان، والأردن، وكردستان العراق، وتركيا، والتصوير أمام شاحنات تنقل «المعونات»، فليس من السهل فهم الصداقة الأخرى.. صداقة «السلاح القاتل» أو السلاح الذي لا يصح وضعه في مستنقع الموت الذي يُغرق سوريا منذ ثلاث سنوات!
السلاح القاتل هو المضاد للدروع، والمضاد للطائرات التي تطير على علو منخفض. وهذا محرّم على المعارضة خوفاً من تسربه إلى الفئات الإرهابية!!. والكلام يشبه حوار الطرشان. فالأصدقاء - ومنهم أغنياء العرب - يعرفون لمن يدفعون.. فلماذا لا يسلحون المقاتلين غير الإرهابيين.. ويقال إن عدد المنشقين عن جيش النظام بلغ أربعين ألف جندي وضابط؟!
من يقرر من هو الإرهابي؟ من يقرر من هو المحروم من السلاح؟!. أغلب الظن أنهم الأميركيون والإنجليز.. فالعرب الأصدقاء قادرون على شراء صواريخ مضادة للدروع، وصواريخ مضادة للطائرات. فهي موجودة في السوق، ويستطيع أي تاجر في حجم الخاشقجي أن يشتري للسوريين آلاف قاذفات الصواريخ!
ولنتفق أن الحرب ليست أسلحة قاتلة، وأسلحة غير قاتلة:
- فهناك رواتب المقاتلين. وطعامهم. وذخائرهم وتنقلاتهم، ومستشفياتهم. وهذه تحتاج إلى عشرات الملايين يومياً. في الجانب الحكومي وفي جانب الثوار، الأبرياء منهم والإرهابيين!!. فمن أين تجيء حكومة دمشق بهذه الملايين، وحقول النفط مقفلة، وضرائب الدخل مقطوعة، والمصانع متوقفة ولا قمح في الصوامع، ولا تجارة خارجية؟!.
ومن أين يجيء الثوار بهذه الملايين وكوادرهم السياسية المنتشرة في فنادق الجهات الاربع؟! هل عند داعش والنصر مطابع تطبع الدولارات؟!
في سوريا لا يوجد متظاهرون, وشرطة قمع الشغب.
في سوريا حرب حقيقية. الحرب تقسم دمشق واريافها, وتقسم حلب, وتقسم حمص وحماه وادلب ودير الزور والميادين ودرعا. وهناك حسب الصور الفضائية دمار مدن, ومصادر مياه وكهرباء. فحين يحتل الثوار قرية او جزءاً من مدينة تتكفل الطائرات والدبابات ومدافع وصواريخ النظام بتدميرها. وحين ينسحب الثوار منها فإنه لا مجال لاعادة بنائها واعادة الناس الذين غادروها, لألف سبب!! والحرب تستمر. أي أن دمار المدن والقرى والدساكر مستمر. ولعل مخيم اليرموك الفلسطيني نموذج لهذا النوع الممنهج من الدمار!
يستمتع اصدقاء سوريا باجتماعات لندن وباريس ويستمتع النظام والثوار بالقتل والتخريب ووجع الملايين. فهل تستطيع الكارثة السورية الاستقالة.. على طريقة المستقبل الاخضر الابراهيمي؟!