الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أسئلة وتساؤلات عن "داعش" !

أسئلة وتساؤلات عن "داعش" !

01.02.2016
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاحد 31-1-2016
لا يمكن حصر أعداد الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات التي عُقدت من أجل القضاء على تنظيم "داعش" وكل هذا بينما هذا التنظيم الإرهابي يزداد قوة ويزداد انتشاراً وباتت خلاياه النائمة والمستيقظة مُنتشرة في كل قارات الكرة الأرضية وبات من السهل الاتصال به والعثور عليه على الشبكات العنكبوتية بل أنَّنا غدونا نسمع في كل يومٍ عن التحاق فتاة أو سيدة ليس في منطقتنا فقط وإنما في معظم دول الغرب عبر وسائل الاتصال الحديثة التي غدت نقمة وليس نعمة للبشرية كلها في هذا العصر الذي أصبح يفاجئنا بجديد غريب ومستغرب مع مطلع شمس كل يومٍ ومع غروبها .
 هل من الممكن تصديق أنَّ هذا التنظيم غدا قوة كونية تعجز حتى الدول العظمى, وفي مقدمتها الولايات المتحدة, عن مواجهتها والقضاء عليها وتخليص البشرية من شرورها.. هل من الممكن أن نصدق أن "الموصل" و"الرقة" أصبحا بؤرتين عالميتين غير قادرة عليهما حتى الدول ذات الإمكانيات العسكرية الهائلة وذات القدرات النووية.. ؟!
 هناك مستفيدون من استخدام اسم هذا التنظيم الإرهابي فعلاً, الذي ارتكب جرائم لم تعرفها البشرية إلَّا في عهد هولاكو والمغول وفي عصور الظلام القريبة والبعيدة, وهؤلاء دولاً وتنظيمات وأجهزة مخابراتية واستخبارية بالإمكان معرفتهم وتحديد أسمائهم بكل سهولة لكن هذا يتطلب على صعيد الدول التحلي بالجرأة والشجاعة وقول الحقيقة علناً وعلى رؤوس الأشهاد وبدون خوف ولا خجل ولا وجل.. ؟!
 هل يمكن أن يصدق حتى من: "من لا يعرف الخَمْس من الطَّمسِ" وحتى أعمى البصر والبصيرة أنْ يرفع الداعمون لنظام بشار الأسد, بالجيوش وبطائرات: "سوخوي34 " وبالسياسة وبكل شيء, أن الأولوية ليست لإسقاط هذا النظام وفقاً لـ "جنيف1" وإنما للقضاء على الإرهاب ثم عندما تحتدم وتتفاقم الأزمة السورية وتدخل عنق الزجاجة يفاجأ العالم بالجرائم التي أُرتكبت باسم "داعش" في باريس وفي العديد من الدول الأوروبية وأيضاً في الولايات المتحدة ولا تجري تحقيقات جدية حول المستفيد الحقيقي وحول المُخَطِّط الفعلي وحول من أوصل القتلة إلى العاصمة الفرنسية وأنشأ لهم أوكاراً في العاصمة البلجيكية.. ؟!
 لقد تواصل استهداف "داعش" لمدينة عدن, عاصمة اليمن المؤقتة, منذ إخراج مجموعات الحوثيين وعلي عبد الله صالح منها ومنذ عودة الشرعية إليها بينما لم يقُمْ هذا التنظيم ولو بمجرد إلقاء قنبلة دخانية وصوتية في صنعاء وصعده وحجَّه والمناطق التي لا يزال يسيطر عليها التحالف الإيراني.. ثم وهل أنه أمرٌ عاديٌ يا تُرى أنْ تحتل روسيا, الدولة العربية والإسلامية سوريا, ولا يحاول التنظيم, الذي يطلق على نفسه اسم: "الدولة الإسلامية", ولو إلْقاء حجر صغير في اتجاه قاعدة "حميميم" في اللاذقية.. هل هذا هو مجرد "مصادفة".. أم أن وراء الأكمة ما وراؤها ؟!
 إنه مرفوض بل هي جريمة مثلها مثل الجرائم الأخرى, التي ارتكبت في عرض الكرة الأرضية وطولها, أن يستهدف "داعش" روسيا وأن يستهدف حتى إيران التي ولغت في دماء العرب حتى الثمالة لكن أليس ما يبعث على طرح ألف سؤال وسؤال أن يُرفع شعار: "إنَّ الأولوية هي لمواجهة الإرهاب" في وجه "جنيف1" ثم بعد ذلك تتعرض باريس وبعض العواصم الأوروبية الأخرى وتتعرض الولايات المتحدة للعمليات الدامية التي تعرضت لها فتطرأ تغييرات على المواقف السابقة ونبدأ نسمع من يردد: "فعلاً.. إن الأولوية هي لمواجهة الإرهاب" !!.. هل هذه مجرد "مصادفات" أمْ أنَّ هذا التنظيم قد أعطي انتصارات مجانية وأنه جرى النفخ فيه كثيراً وأنه لم يُواجهْ حتى الآن مواجَهةً فعلية وكل هذا من أجل هذه الغاية.. أي من أجل القول: "إن الأولوية ليست لإسقاط هذا النظام السوري بل لمواجهة "الدولة الإسلامية" التي أصبحت عاهة كونية ؟!