الرئيسة \  مشاركات  \  أساتذتنا السادة العلماء

أساتذتنا السادة العلماء

12.10.2013
د. محمد دامس كيلاني




أحكام الاسلام و شريعته هي أمر الحق سبحانه و تعالى و هو  الذي أمر و أوجب اقامة أحكامه .... وان تطور الحياة المعاصرة الني نحيا في كل جوانبها ... وتجدد أشكالها .... واختلاف أوضاعها ... وفقا لاختلاف الزمن .... انما هي سنة من سننه سبحانه ... ومن المستحيل اذا أن يتصادم أو يصادم شرع الله سننه .
المستجدات كثيرة و متعددة و المسار الواقعي و الحقيقي بذات الوقت و العقلاني أن يكون أساتذتنا العلماء على الدوام بكامل جاهزيتهم و على أهبة الاستعداد للتصدي لأي جديد سواء كان هذا الجديد موقفا أو نظاما عصريا مستحدثا و ذلك ليقوم – علماؤنا  بوركت هممهم – بقياسه على مبادىء اسلامنا الحنيف حيث نصوصه و مقاصده العامة ... فما شهد له شاهد منها (قبلوه) ... و ألحقوه به .... لعلهم يرفعون عنا و عن جيلنا المعاصر الحرج حال القبول له ... وان منعه مبدأ من مبادىء اسلامنا .... او اصطدم اصطداما لاسبيل لرفعه ... بنص من النصوص ... (رفضوه) بيقين منهم و سارعوا الى اثبات ذلك للعالم أن المصلحة هي رفضه ... و أشهروا و أعلنوا ذلك للناس كافة ... وان لم يشهد له شاهد من نصوص ... ولم يصطدم مع ذلك بشيء ... (تركوه على اباحته الأصلية) وفقا لما فهمه العلماء ... وعندها يكون أمام الناس كافة الخيار الكامل فمن شاء أخذ به ومن شاء تركه مستدلين بأخذهم أو تركهم بما يرون فيه المصلحة العامة و الرعاية لمصالحهم وعندها لن يكون عليهم اثم ولا حرج في كلتا الحالتين .
أساتذتنا العلماء الأجلاء عندما يتصدون لهذا القياس يجتهدون ( يبذلون جهدهم ) في بعض الأمور ... يجتهدون في فهم المبادىء و تفسير النصوص ... و الموقف أو الحال المستحدث ... الذي يقيسونه على تلك المبادىء و النصوص ...ومن ثم يبذلون الجهود مع الجماعة كلها سعيا لاكتشاف وجود مصالح او مفاسد التي تتحقق بقبول الجديد من النظم و أشكال الحياة و الأوضاع ... هل تقومون بهذا أساتذتنا العلماء الفاضل؟؟.
ان ترددكم معاشر السادة العلماء أو رفضكم جميعكم أو بعضا منكم للقيام بهذا الواجب فكيف تروننا سنتمكن من ازالة الأسباب ؟؟؟.
الأمثلة للمسائل التي تحتاج بل هي بحاجة ماسة الى رأي قاطع  كثيرة و متعددة ولعل ما ألمس كثرة الشكوى منه على سبيل المثال لا الحصر .... البنوك ... المؤسسات المالية ... المؤسسات الائتمانية ... الفائدة التي يتعامل الجميع معها !!! هل لعلماء الاسلام من لقاء يجمعهم و فقهاء و أساتذة علماء الشريعة و اقتصاديون و سياسيون !!! مافتىء الجميع حتى اللحظة اما أنه ممسك عليه ماله ... واما يسير مع الواقع فوق استشعاره بأن شبهة تلاحقه ... مواقع التواصل الاجتماعي و الانترنت و الفضائيات ..... الموسيقى و المعازف بحديثها و ما كانت عليه بقديمها .... الزكاة –وهذه حالة تشمل  نسبة عالية من مجتمعنا تستحق اتخاذ أولويات البحث -بين أدائها و بين الضرائب الحكومية التي تزيد بكثير عن نسبتها !!!.
اذا التزمتم علماؤنا بالصمت الذي لاتزالون عليه !! فبماذا تجيبون عن أن الاسلام بروعته و تميزه و خلوده و الاجتهاد فيه ... صالح  لكل زمان و مكان ...؟؟؟.
لئن كان بعضكم أو جميعكم عاجزون عن الاجتهاد – لاقدر الله -....أو أنكم مترددون في ممارسته ..... فاسمحوا لي تذكرتكم  أن في مسألة الاجتهاد أمر هام جدا ... بأن صاحب الرأي اذا وافق برأيه فريقا فلابد و أنه قد خالف فريقا آخر وهنا لابد من أدب القول : أن أخانا اجتهد فأخطأ فهو مأجور باذنه تعالى أو معذور ... وليس من المنطقي وما أظنه من الشرعي ما نسمعه من اجهاز على الرأي المعارض و اتهام صاحبه بالاثم و الخطأ و العداوة.
انها قضايانا برمتها وهي ليست بالقضايا التي تخص العلماء فحسب ... وليست بقضايا الجيل المعاصر فقط ... بل هي قضايا الأمة بأكملها ... واننا والله طال انتظارنا للكلمة الفصل من علمائنا الأجلاء ... لأنها ستكون الكلمة الدالة على الهدى ... ليقيم الجيل المعاصر و من معه الحياة بناء عليها دونما احساس بأي تناقض أو حرج أو مخالفة  لأمره سبحانه و تعالى ... أليست هي أمانة من ضمن العلم الذي حملتموه .. أساتذتنا !!!.
أستحلفكم بالله أن لاتتركونا أساتذتنا العلماء الأجلاء بلا رأي منكم كي لايبق الهوى أمامنا فتفترق به السبل أو نقلد فيتجمد فكرنا .