الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أسباب لخشية أوغلو على العلاقات وفصلٌ بين خطف الطيارَين وإعزاز

أسباب لخشية أوغلو على العلاقات وفصلٌ بين خطف الطيارَين وإعزاز

14.08.2013
خليل فليحان

النهار
الاربعاء 14/8/2013
نُقل عن وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو قوله خلال اتصاله بنظيره اللبناني عدنان منصور ان تداعيات سلبية قد تصيب العلاقات الثنائية، فهل يعتبر هذا الكلام بمثابة أول تحذير تركي رسمي وعلني للبنان بعد مرور خمسة أيام على خطف الطيار التركي ومعاونه على طريق المطار خلال انتقالهما في حافلة الى فندق "ريدسون" في عين المريسة؟
مصادر ديبلوماسية تركية في بيروت أكدت لـ"النهار" قول أوغلو لمنصور انه يخشى انعكاسات سلبية على العلاقات الثنائية لأسباب يعود بعضها الى حرصه على ابقاء الحركة التجارية والسياحية مزدهرة بين البلدين واستمرار حركة الطيران التركي الى بيروت (اربع رحلات يومياً) على رغم حادثة خطف الطيار ومعاونه فجر الجمعة الماضي. فمن يضمن عدم تكرار ما حصل في محيط مطار بيروت للعاملين في الخطوط الجوية التركية؟ وتمنى أن تنجح جهود السلطات الأمنية في الافراج عن "المرادين".
واستغربت المصادر ما اشيع عن تحضير السلطات التركية لفرض قيود على الحركة التجارية بين البلدين، لأن تركيا تستفيد أكثر من بيروت من تلك الحركة، بدليل الخلل في الميزان التجاري بين البلدين لمصلحتها. وقد أصغى أوغلو بامعان الى ما اطلعه عليه منصور من اجراءات واستقصاءات لتحديد مكان المخطوفين تمهيداً للافراج عنهما، مؤكداً أن لبنان يعارض خطف الأجانب على أراضيه وانه يحرص مثل نظيره التركي على ابقاء العلاقات الثنائية بين البلدين على متانتها.
وأفادت أن الحكومة التركية تميز خطف الطيار ومعاونه وتعتبرها مستقلة عن قضية مخطوفي اعزاز. ويقول اوغلو في هذا السياق أن لا علاقة لبلاده بالقضية الثانية لأن اللبنانيين التسعة خطفوا على ارض سورية وعلى أيدي سوريين كما ان السلطات المختصة في بلاده سعت ولا تزال تسعى الى انقاذ هؤلاء المخطوفين. وأكدت مصادر تركية أيضاً أن المساعي مستمرة لاطلاقهم بمعزل عن عملية الخطف في بيروت، وكذلك يتواصل بذل الجهد للافراج عن الطيار ومعاونه نظراً الى الصدى السلبي لهذه الحادثة على نفوس الطيارين الآخرين العاملين على خط بيروت في شكل خاص، وعلى القيادة التركية في شكل عام.
وذكرت أن أوغلو اتصل بنظيره الايراني محمد جواد ظريف طالباً التدخل لدى "حزب الله" للمساعدة في الافراج عن التركيين، كما أن الاتصالات التركية لم تنقطع مع المسؤولين في لبنان من حكوميين وزعماء سياسيين، كما ان تركيا على اتصال مع "حزب الله" بواسطة السفارة في لبنان من اجل تضافر الجهود للافراج عن الطيار ومعاونه في اقرب وقت.
وذكرت ان الافراج عن المخطوفين التركيين لا يمكن إلا أن تؤثر ايجاباً في قضية المحتجزين اللبنانيين في اعزاز، وقد تلقى مسؤولون أتراك نصيحة من احد الساعين الى حل لهذا الملف تقضي بأن تتمحور الجهود التركية على الافراج عن جميع معتقلي اعزاز دفعة واحدة واغلاق الموضوع بما يريح الأهالي وتركيا التي تتأثر الحركة التجارية والسياحية معها في حال استمرار الاحتجاز، ومع النصيحة اشارة الى ان من يستطيع الافراج عن مخطوفين لبنانيين في اعزاز يستطيع اذا أراد أن يمارس ضغطه الفعلي على الجهة السورية الخاطفة التي تتنفس من الرئة التركية.