الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أسلمة تركيا وتنصير روسيا

أسلمة تركيا وتنصير روسيا

01.12.2015
عبد العزيز الكحلوت



الشرق القطرية
الاثنين 30/11/2015
لم يلتفت الكثير منا لخطورة التصريحات التي ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين اتهم أردوغان وحكومته بأسلمة تركيا. وقال بعد يوم من إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية: "المشكلة ليست المأساة التي شهدناها يوم الثلاثاء، المشكلة أعمق بكثير".
نلاحظ أن القيادة التركية الحالية على مدار عدد كبير من السنوات تتبع سياسة متعمدة لدعم أسلمة بلادها ودعم التيار الإسلامي المتطرف، "وتبدو خطورة هذه التصريحات في أمور عدة، منها أنه اعتبر الإسلام الخطر الأعظم لا إسقاط الطائرة الروسية، فإسقاط الطائرة رغم خطورته فهو أمر هين إذا ما قورن بخطر الإسلام والأمر الثاني ربطه ضمنيا الإسلام بالتطرف حين ربط بين دعم الأسلمة ودعم التطرف، فكأنهما متلازمة سبب ونتيجة وهذا الربط ظل يتصاعد في القارة الأوروبية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ونجم عنه ظهور مصطلح الإسلاموفوبيا الذي تضاعف ذكره في الصحف الأوروبية بعدها واستغلته الأحزاب اليمينية المتطرفة والحركات المناهضة للإسلام والمسلمين في أوروبا كرابطة الشمال في إيطاليا وحزب الشعب السويسري وحزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه مارين لوبان في فرنسا وحركة باجيدا في ألمانيا.. إلخ. وقد وقع ارتباط بين الأسلمة والإسلاموفوبيا، فالأسلمة مرتبطة في الذهنية الأوروبية بفرض الإسلام على أوروبا وعند البعض منهم بغزو المسلمين لأوروبا، سواء بالزيادة الطبيعية أو الهجرة أو الدعوة أو غيرها ومصطلح الأسلمة في الإنجليزية Islamization هو مصطلح شبيه بمصطلح التنصير Christianization، أي أنه بمعنى تحويل شخص من دينه إلى الإسلام، كما في الأسلمة أو إلى النصرانية، كما في التنصير واعتبار بوتين أن ما تفعله القيادة السياسية التركية من ترسيخ وتعميق للهوية الإسلامية في المجتمع التركي أسلمة اتهام لها بفرض الإسلام على المجتمع وهو اتهام عار عن الصحة، أجاب عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقوله: "يتهموننا بأننا نعمل على أسلمة تركيا رغم أن ‏تركيا مسلمه بنسبة 99% ونحن مسلمون ولا مشكلة لدينا في ذلك". والقيادة التركية لا تخفي تبنيها لبرامج مستقاة من الإسلام، باعتباره دينا أصيلا للأتراك وهي تعمل ليس على فرض الإسلام، فالإسلام موجود في قلوب الأتراك ولم يتوقفوا عن ممارسته.