الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أشبعتهم سبًا وراحوا بسوريا!

أشبعتهم سبًا وراحوا بسوريا!

02.11.2015
محمد أحمد الحساني



عكاظ
الاحد 1/11/2015
طغت سياسة التلاسن على زعماء الكتلة الغربية في جدالهم السياسي حول الأوضاع في سوريا، واكتفوا بالتلاسن مع الروس في كل محفل ولقاء وعبر وسائل الإعلام، فلم يكتف الروس برد الصاع عليهم صاعين، بل أتبعوا تلاسنهم الحاد بالعمل على الأرض وباتوا أسياد المنطقة يتبوأون منها حيث يشاؤون، فدخلوا سوريا دخول الفاتحين وبدأوا من اليوم التالي لدخولهم في ضرب خصوم السفاح بشار الذي استعان بهم ضد شعبه الأعزل بعد أن استعان بإيران وأحزاب الشيطان، فلم يستطيعوا حمايته على الرغم من كل ما سفك من دماء وما قام به من تدمير لوطنه الذي يتبرأ منه ومن أمثاله وإن ظن أنه يمثله فهو تمثيل عمالة ونذالة وتبعية وبيع للأوطان وستكون نهايته بإذن الله أسوأ نهاية.
لقد فرض الروس أنفسهم على المنطقة مستغلين عجز المتلاسنين معه من الغربيين، لأنه علم بعد نحو خمسة أعوام من التعامل معهم حول سوريا أنهم عاجزون أو متعاجزون عن فعل أي شيء يردع طموحاتهم الغاشية، وأن أقصى ما سيقومون به هو التلاسن معه على طريقة الأعرابي الذي سرق اللصوص إبله فراح يتلاسن معهم ويشتمهم ويندد بما قاموا به من سطو وسرقة، فقال مصورا الموقف الذي مر به مع أنه موقف مخز يدل على ضعف وقلة حيلة: "أوسعتهم سبا وراحوا بالإبل!"
والغرب يوسع حاليا الروس سبا وهم يسخرون من سبه، لأنهم راحوا بسوريا أو أنهم يخططون لالتهامها بعد أن كانوا قبل الضعف الغربي الحالي يدورون حول الغنائم ومناطق النفوذ الغربية كما تدور الضباع الجائعة لعلها تحصل على بقايا جيف تركتها لها الأسود والسباع الضارية.
إن الغرب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لم يشهد في تاريخه ضعفا وهوانا كما يشهده الآن، وذلك على الرغم من أن روسيا "المتحدية" تعيش في أسوأ عصورها من الناحية الاقتصادية وعملتها في الحضيض، فكيف لو أن أوباما جاء في عهد القوة السوفياتية؟!.