الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أشهُر الستاتيكو السوري؟

أشهُر الستاتيكو السوري؟

24.09.2013
علي بردى


النهار
الاثنين 23/9/2013
أحدث الاقتراح الروسي تفكيك برنامج الأسلحة الكيميائية السوري اختراقاً جزئياً لكنه استثنائي. أدرك نظام الرئيس بشار الأسد أخيراً أنه لم يعد قادراً على الاحتفاظ بما كان يدعي أنه "ترسانة رادعة" ضد اسرائيل. قايضها بضربة أميركية كانت تبدو وشيكة. اشترى بها حاجته الى الوقت. باع اعتقاده الخاطئ أن "الحل الأمني" ممكن.
من المفترض ألا تشهد الأشهر التسعة المقبلة مفاجآت ميدانية تعكر عملية جمع هذه الترسانة في سوريا والشروع في تدميرها بطريقة آمنة. تقتضي هذه المهمة المعقدة ابقاء الوضع القائم على الأرض، أو "الستاتيكو"، كما هو، على رغم غياب العملية السياسية حتى الآن. يأمل مسؤولو الأمم المتحدة في انجاز الاتفاق بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في شأن تصفية البرنامج الكيميائي العسكري السوري بحلول منتصف 2014. يخشى بعضهم أن ينضم تفسير هذا الاتفاق الى سلسلة الخلافات الأميركية - الروسية على تفسير بيان جنيف في 30 حزيران 2012، وخصوصاً فقرته التي تدعو الى تأليف هيئة حكومية انتقالية تحظى بكامل الصلاحيات التنفيذية. يسعى أكثرهم الى أن يكون تخليص سوريا من الأسلحة المحرمة دولياً منطلقاً لمباشرة عملية سياسية ملحّة من طريق عقد مؤتمر جنيف – 2 للعمل فعلاً على انهاء المأساة الانسانية الكبرى التي يشهدها القرن الحادي والعشرون على المستوى العالمي. يأسى كثيرون لأن أحداً - في سوريا قبل الخارج - لا يكترث لاعادة هذا البلد الى القرون الوسطى.
أدى انضمام سوريا الى معاهدة حظر تطوير وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها الى تحوّل جوهري في اتجاه الولايات المتحدة نحو القيام بعمل عسكري كان يبتغي أصلاً وبدرجة أولى منع النظام السوري من استخدام هذا السلاح "الكاسر للتوازن" وفقاً لما يطيب للبعض أن يسميه. بدأت عملية جديدة "خففت" عملياً وطأة تقرير مهمة تقصي الحقائق الدولية برئاسة آكي سالستروم لمصلحة التركيز على امتثال النظام السوري لواجبات المعاهدة واستجابته مع طلبات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كي يتسنى لها القيام بالمهمة الموكولة اليها ضمن الاطار الزمني المحدد. لن يتضح على الفور ما اذا كان ينبغي لهذه المهمة أن تكون تقنية ليس الا، أو اذا كان يجب أن تحصل على تفويض من مجلس الأمن، أو حتى من الأمانة العامة للأمم المتحدة. هل يكفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزام الأسد عملية التدمير المطلوبة منعاً لتجاوز الخطوط الحمر التي تحدث عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما؟
الأشهر التسعة قوّالة قبل الوصول الى موعد منتصف 2014. الانتهاء من هذه المهمة يسبق استحقاقات كثيرة، أبرزها على الاطلاق انتهاء الولاية الحالية للرئيس الأسد. آنذاك سيكون لكل حادث حديث. قليلون يعرفون ما اذا كان الأسد يضحك الآن كثيراً. غير أن كثيرين يعتقدون أنه لن يضحك أخيراً.