اخر تحديث
الخميس-25/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أصحاب الأفكار يحلمون ويتجادلون.. ولصوص الحكم يأكلون الدجاج !
أصحاب الأفكار يحلمون ويتجادلون.. ولصوص الحكم يأكلون الدجاج !
05.07.2017
عبدالله عيسى السلامة
1) اثنان يحلمان ، والثالث يأكل الدجاجة :
تقول الطرفة : إن ثلاثة رجال كانوا في سفر . وكانت معهم دجاجة مشويّة . وقد تعبوا ، وجلسوا للاستراحة والطعام . وحين فكّروا بأمر الدجاجة ، وجدوا أنها لا تكفيهم جميعاً ، فاقترح أحدهم أن يناموا ، ومَن يَحلم منهم حلماً ، أغربَ مِن حلمَي صاحبيه ، يأكل الدجاجة وحده . وافقوا على الاقتراح وناموا . وحين أفاقوا ، روى أحدهم حلمَه ، وهو: أنه رأى نفسه في السماء السابعة . ثم روى الثاني : أنه رأى نفسه في الأرض السابعة. وحين جاء دور الثالث ، قال لهم معتذراً : إنه أفاق من نومه جائعاً ، وأراد أن يوقظهما، ليأكلوا الدجاجة معاً ، فلم يجدهما .. وحين نظر إليهما، وجد الأول في السماء السابعة، والثاني في الأرض السابعة .. فاضطرّ أن يأكل الدجاجة وحده !
2) هل تعني هذه الطرفة شيئاً ، للمعارضات السياسية ، التي تتصدّى لأنظمة الحكم المستبدّة ، في بلادها !؟ أجل .. نحسبها تعني الكثير:
أصحاب الأفكار والنظريات ، والفلسفات والآراء .. يتناقشون فيما بينهم ، ويتجادلون، ويتشاتمون أحياناً، ويتبادلون التهم ، بالجهل، أو التقصير، أو قلّة الفهم، أو سوء النية، أو ضعف الإخلاص .. أحياناً !
بينما لصوص الحكم ، الذين سطوا على السلطة في بلادهم ، لا يملكون شيئاً من النظريات والفلسفات والآراء والأفكار.. التي يتجادل حولها هؤلاء ، ويتصارعون ..!
وإذا وُجِد بعض حملة الأفكار والنظريات ، في صفّ هؤلاء اللصوص المتسلطين ، فإنّما هم مثلهم ، مجرّد لصوص صغار، يخدمون لصوصاً جهلة كباراً ، ويسوّغون لهم ما يفعلون ، من عمليات سرقة ، ونهب ، وخيانة ، وتدمير للبلاد ، وسحق للعباد..! أيْ أنهم ( مرتزقة بالكلام ) ! وهم يختلفون ، بالطبع ، عن مرتزقة السلاح، الذين يكونون ، في العادة ، جَهلة مغامرين ، يقامرون بحياتهم ، لقاء دريهمات يقبضونها ، ممّن يستأجرهم لخدمة أهدافه ومآربه !
3) مَن يتابع ، اليوم ، حركة السياسة ، في الدول المحكومة بالاستبداد ، وكلها من دول العالم المتخلف ، الذي كان يسمى ثالثاً ، حين كان في العالم (عالمان) : العالم الرأسمالي الحرّ ، والعالم الاشتراكي .. من يتابع حركة السياسة ، يشاهد هذه الصورة متجسّدة في أكثرية هذه الدول ، إن لم يكن فيها كلها : حكّام جَهلة ، يستأثرون بمقاليد السلطات في بلادهم ، ويسخّرون قوى الدولة والمجتمع للمحافظة على سلطاتهم.. ومعارضات متنوعة المشارب والتوجهات ، موزّعة الأهواء ، تتصارع فيما بينها، حول أفكار ليس لها أي تأثير، على الحكّام اللصوص ، صنّاع القرارات ، في الدول التي سرقوا الحكم فيها ..!
4) والطريف ، أن لصوص الحكم ، يتبادلون الخبرات فيما بينهم ، حول كيفية سرقة الكراسي ، وكيفية المحافظة عليها ..! ( وقد وردت طرائف كثيرة ، حول هذا الأمر، قديماً وحديثاً !) .. بينما تعجز أكثر المعارضات ، عن الإفادة من تجارب المعارضات الأخرى ، في دول أخرى ، سواء في الأخذ بالتجارب الناجحة ، أو في تجنّب التجارب المخفقة ..! ولو أردنا أن نعدّد التجارب المخفقة ، التي كرّرتها المعارضات ، في مساعيها لتحرير بلدانها من الاستبداد ، في الكثير من الدول ، لوجدناها كثيرة ..! بينما لا نرى إلاّ القليل من التجارب المخفقة ، التي تمّ تجنّبها، أو تحاشي الوقوع في مَهاويها المهلكة ! وحسْبُ المتابع، أن يستعرض في ذاكرته ، ما جرى في السنوات العشر الأخيرة ، من تجارب مكرّرة ، ناجحة ومخفقة .. ليتأكّد من حقيقة الأمر ! فهل جاء هذا كله ، على سبيل المصادفات العشوائية ، أم أن له أسباباً متشابهة ، تتعلق بطبائع الشعوب ، وطبائع اللصوص المغامرين ، وطبائع المعارضات .. منها ما ذكِر آنفاً ، ومنها ما يحتاج إلى مزيد ، من المتابعة والتدقيق ، وأخذ العبَر !؟