أصدقاء إد ميليباند، أصدقاء الأسد

الجارديان
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
في اجتماع لتحالف أوقفوا الحرب في البرلمان يوم الأربعاء, احتفل أنصار المجموعة في مجلس العموم بدورهم الرئيس في التصويت الذي أبقى بريطانيا خارج الموضوع السوري.
وقالت النائبةعن حزب العمال ديان أبوت "إن مئات السوريين على قيد الحياة الآن لأننا أوقفنا الهجوم الأسبوع الماضي".
وهاجم بيتر هين الوزير السابق موقف الحكومة البريطانية الداعي إلى تغيير النظام.
وكان هين كتب قبل ذلك بيوم بأن "الخلل الرئيس في موقف الحكومة هو النظر إلى سوريا على أنها معركة ما بين دكتاتور بربري وشعب مقموع".
بطبيعة الحال لم يوقف النواب الحرب. ولكنهم قرروا في واقع الأمر بأنها يجب أن تستمر دون أي رقابة إلى ما لا نهاية. ولكن دور أوقفوا الحرب من خلال القرار الذي اتخذ كان حقا كافيا. لقد كان موقف زعيم العمال إد ميليباند في اللحظة الأخيرة هو ما صنع الفارق – وأوقفوا الحرب ومناصروها قاموا ببعض الدفع في هذا الاتجاه.
وكانت السيدة أبوت هددت بالاستقالة ما لم يشدد ميليباند من موقفه.
وكما أوضح السيد هين فإن ميليباند "طرح في البداية التعاون مع الحكومة ولكن حتى نواب المقاعد الأولى والخلفية في حزب العمال كانوا غير مستعدين للموافقة على ما ذهب إليه رئيس الوزراء.
ربما كان الأمر بنفس الأهمية إذا علمنا أن أربعة من أكبر ممولي السيد ميليباند هم اعضاء رئيسيون في أوقفوا الحرب وهم: اتحاد عمال الاتصالات الذي يرأس السياسيات فيه السيد ستيف بيل وهو امين صندوق أوقفوا الحرب, ويونيسون و اتحاد تي أس أس أي و يونايت الذي يرأسهم أندرو موراي وهو نائب رئيس أوقفوا الحرب والرئيس السابق.
هذه هي النقطة التي بدأت بها الأمور تثير الاهتمام. بالطبع, أولئك الذين عارضوا العمل العسكري الشهر الماضي يمثلون طيفا سياسيا واسعا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. الغالبية العظمى, بما فيهم العديد من أعضاء أوقفوا الحرب, قاموا بذلك لدوافع محترمة تماما.
ولكن في قلب أوقفوا الحرب هناك العديد من المجموعات المشكوك في أمرها. حيث تبين أن الحملة نفسها والعديد من حلفاء السيد ميليباند الجدد مرتبطين بشكل وثيق مع هيئات تدعم دكتاتورية الأسد بصورة صريحة وتعارض أي تحرك بغض النظر عن ماهيته ضد النظام, حتى بعد الهجوم الكيماوي الذي أدى إلى مقتل المئات في 21 أغسطس.
نائب رئيس أوقفوا الحرب كمال ماجد, وهو شيوعي مخضرم وأحد مؤسسي جمعية ستالين التي أنشئت عام 1991 "للدفاع عن ستالين وإنجازاته ورفض الحملات الدعائية الرأسمالية والرجعية والانتهازية والتروتسكية الموجهة ضده".
متحدثا في مؤتمر الحزب الشيوعي الجديد العام الماضي, وصف السيد ماجد عائلة الأسد بأنهم حكام "لهم تاريخ طويل من مقاومة الإمبريالية, ويجب أن يدعموا لأن هزيمتهم سوف تمهد الطريق لنظام موال للغرب والولايات المتحدة".
الانتفاضة ضد الأسد, كما قال, هي جزء من "خطة إمبريالية لاستبدال الحكومة السورية بدولة دمية على غرار ليبيا, سوف تكون خاضعة للأمريكان والصهاينة". السيد موراي نائب رئيس أوقفوا الحرب ورئيس يونايت هو عضو آخر في هذه المجموعة وهو عضو في الحزب البريطاني الشيوعي, الذي يرأسه روبرت غريفثز الذي عارض قبل أسبوع فقط "تغيير التوازن العسكري ضد نظام الرئيس الأسد على الأرض لأن ذلك سوف يؤدي إلى إزالة أحد منتقدي سياسة الولايات المتحدة الخارجية والاحتلال غير الشرعي للأراضي السورية واللبنانية و الفلسطينية".
الأمين العام الدولي للحزب جون فوسترطالب "باحترام سيادة واستقلال سوريا و إنهاء تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية". وهو الوصف الذي يطلقه النظام على معارضيه. وعادة ما يتبع الحزب الشيوعي البريطاني لأوقفوا الحرب.
العديد من قيادات أوقفوا الحرب من بينهم كايت هدسون وكارول تيرنر لديهم أو كان لديهم علاقات مع مجموعة العمل الاشتراكي, وهي عبارة عن مجموعة تروتسكية صغيرة يتم تشيجع مؤيديها على إخفاء علاقتهم معها. أحد مساعدي السيد ميليباند المقربين وهو سايمون فليتشر المسئول عن الاتصال مع النقابات هو أحد أعضاء العمل الاشتراكي السابقين.
العمل الاشتراكي تدعم الأسد أيضا, حيث هاجم موقعها اللالكتروني الأسبوع الماضي "أولئك الموجودون في اليسار والذين كانوا يحملون رؤية خاطئة خلال العامين الماضيين حول المعركة في سوريا ويصورنها على أنها ثورة تقدمية ... وإذا نجح العمل العسكري في إسقاط الأسد, فإنه ليس الشعب السوري فقط ولكن الشرق الأوسط برمته سوف يتراجع".
في مايو, وقف على منصة أوقفوا الحرب في اجتماعها العام أحد أبرز الداعمين للأسد في لندن وهو عيسى الشاعر الذي تحدث إلى جانب نائب رئيس المجموعة الستالينية السيد ماجد. السيد الشاعر محاضر في جامعو ساوث بانك ويدير النادي الاجتماعي السوري وهي عبارة عن مجموعة داعمة للنظام, ويظهر بصورة مستمرة مع القنوات الصديقة للأسد للدفاع عن الدكتاتور. العام الماضي, وصف على قناة برس التابعة للحكومة الإيرانية الأسد بأنه "شخص يوحد البلاد. ولدى السوريين الثقة في الرئيس الأسد وهذه الثقة تعطي الرئيس الأسد القوة للاستمرار".
أحد الأفرع الرئيسة لوقف الحرب هي الحملة ضد العقوبات والتدخل العسكري في إيران, التي يرأسها عباس إديلات, وهو عضو في اللجنة التوجيهية لأوقفوا الحرب. إيران وهي أهم حليف لسوريا في المنطقة, تقدم دعما عسكريا وماليا كبيرا لنظام الأسد.
الحملة وفي حين أنها مستقلة ظاهريا عن الحكومة الإيرانية, إلا أن لديها عددا من الروابط القريبة منها. أحد أعضاء مجلسها الاستشاري وهو كافيه أفراسيابي رافق الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في الوفد الذي توجه إلى الأمم المتحدة عام 2010.
عضو آخر من أعضاء أوقفوا الحرب وهو شامويل جواردير يمثل أصدقاء الأقصى وهي منظمة أخرى تابعة, تدفع عن حركة حماس الإرهابية وتناصر حملات لمقاطعة إسرائيل وكل شيء صهيوني.
تحت تأثير مثل هؤلاء الأفراد, شددت أوقفوا الحرب موقفها من سوريا, ولم تعارض العمل العسكري فحسب ولكن أي شكل من أشكال العقوبات ضد النظام. تصريح المجموعة ردا على تصويت مجلس العموم دعا بريطانيا إلى تطوير سياسة لسوريا قائمة على "حق السيادة الوطنية". وهذا الموقف بحد ذاته ليس بعيدا كثيرا عن تأييد حق بشار الأسد في البقاء في السلطة. ربما لأول مرة على الإطلاق, كان لجمع أوقفوا الحرب للناشطين من اليسار البريطاني تأثير كبير على قرار قومي مهم, ولا زالوا هم أنفسهم لا يصدقون ذلك. تقول ليندساي جيرمان وهي ناشطة في أوقفوا الحرب "لا تسمحوا لهم أبدا أن يقولوا أن التظاهر لم يكن مجديا, تظاهرتنا نجحت". كما باركت النصر الذي تحقق لحركة مناهضة الحرب خصوصا في مظاهرة "أرفعوا أيديكم عن سوريا".
العديد من الحجج التي يسوقها أصحاب الحملات المناهضة للحرب مشوشة, خصوصا بالتشابهات التي يضعونها مع العراق. ذلك الهجوم لم يكن مبررا على بلد يعيش بسلام, وتم تبريره بالكذب وتجاهل الأمم المتحدة كما وضع استقرار المنطقة على المحك. ولكن في سوريا, تم استخدام أسلحة الدمار الشامل فعليا؛ كما أن جهود الأمم المتحدة وصلت إلى نهايتها والشرق الأوسط يشهد حالة من عدم الاستقرار أصلا والكثيرون في العالم العربي يؤيدون شكلا من أشكال التدخل, وعلى الرغم من وجهات نظر السيدة أبوت التي أثرت على القرار المتعلق بسوريا فإن المئات من السوريين قتلواعلى أي حال, وفقا لمراقبين حقوقيين خلال الأيام العشرة الأخيرة التي تلت تصويت مجلس العموم, وهذه الأعداد تضاف إلى 100000 قتيل سابق.
على كل حال فإن وجهات نظر بعض ممن في اوقفوا الحرب تحمل وحشية واضحة, وإحداها هي أن الأسد على حق ويجب أن ينتصر. بعد التصويت بعشرة بأيام, اتهم وزير الدفاع فيليب هاموند ووزير اتصالات داوننغ ستريت كريغ أوليفر بغضب السيد ميليباند بتقديم "العون" للأسد. ربما لم يكن هذا ما أراده زعيم العمال برغم أن تأثيره كان كبيرا. ولكن تقديم العون للنظام كان ولا زال هو النية الحقيقية للكثير من الأصدقاء الجدد للسيد ميليباند.

Ed Miliband’s friends of Assad
Andrew Gilligan:the guardian
At a meeting of the Stop the War Coalition in Parliament on Wednesday, the group’s Commons supporters celebrated their key role in the vote that kept Britain out of Syria.
“Hundreds of Syrians are alive today because we stopped the military attack last weekend,” said the Labour frontbencher Diane Abbott.
Peter Hain, the former cabinet minister and deputy leadership contender, attacked the Government’s demand for regime change.
“The fundamental flaw in the position of the Government is to see Syria as a battle between a barbaric dictator and a repressed people,” he had written the day before.
MPs hadn’t, of course, stopped the war. In fact, they had decided it should continue unchecked indefinitely. But Stop the War’s role in their decision was real enough. It was the Labour leader Ed Miliband’s last-minute change of position which made the difference — and Stop the War and its supporters which did some of the pushing.
Ms Abbott threatened to resign unless MrMiliband hardened his stance.
As MrHain explained, “Miliband initially offered to cooperate [with the Government]” until “back-bench and front-bench Labour MPs made it clear they were unwilling to go along with the Prime Minister”.
Perhaps just as importantly, four of MrMiliband’s biggest donors are also key members of Stop the War: the Communication Workers’ Union, whose head of policy, Steve Bell, is Stop the War’s treasurer, Unison, the TSSA union and Unite, whose chief of staff, Andrew Murray, is Stop the War’s deputy president and former chairman.
And that is where things start to get interesting. Of course, those who opposed military action last month cover a vast political spectrum from the hard Right to the far Left. The great majority, including many members of Stop the War, did so from perfectly respectable motives.
But at the heart of Stop the War lies a number of much more questionable groups. It turns out that the campaign itself, and several of MrMiliband’s new allies, are closely associated with bodies which explicitly support the Assad dictatorship and oppose any action whatever against the regime, even after the chemical attack which killed hundreds on August 21.
Stop the War’s vice-president is Kamal Majid, a veteran communist and founding member of the Stalin Society, created in 1991 to “defend Stalin and his work” and “refute capitalist, revisionist, opportunist and Trotskyist propaganda directed against him”.
Speaking at a meeting last year of the New Communist Party, MrMajid described the Assad family as rulers “with a long history of resisting imperialism” who must be supported “because their defeat will pave the way for a pro-Western and pro-US regime”.
The uprising against Assad, he said, was part of an “imperialist plan to replace the Syrian government with a puppet state, à la Libya, which will do the bidding of the Americans and Zionists”. Mr Murray, Stop the War’s deputy president and Unite chief, is a member of another group, the Communist Party of Britain, whose leader, Robert Griffiths, only last week opposed “tipping the military balance against President Assad’s regime” on the grounds that it would “remove a critic of US foreign policy and the illegal Israeli occupation of Syrian, Palestinian and Lebanese land”.
The party’s international secretary, John Foster, has demanded “respect for the sovereignty and independence of Syria” and “an end to the arming and financing of terrorist groups”, which is what the regime calls its opponents. The Communist Party of Britain is formally affiliated to Stop the War.
Several members of Stop the War’s leadership, including Kate Hudson and Carol Turner, have or have had links to Socialist Action, a tiny Trotskyite sect whose supporters are encouraged to conceal their links with it. One of MrMiliband’s close aides, Simon Fletcher, responsible for liaising with the unions, is also a former member of Socialist Action.
Socialist Action is also pro-Assad, with its website last week attacking “those on the Left who have mistakenly viewed the past two years’ battles in Syria as a progressive revolution… Should [military action] succeed in overthrowing Assad, not only the population of Syria, but the whole Middle East, will be set back”.
In May, Stop the War gave a platform at one of its public meetings to a leading pro-Assad Syrian in London, IssaChaer, who spoke alongside the group’s Stalinist vice-president, MrMajid. MrChaer, a lecturer at South Bank University, runs the “Syrian Social Club”, a regime supporters’ group, and has regularly appeared on Assad-friendly TV channels to defend the dictator. Last year, on the Iranian government’s Press TV, he described Assad as “the person who is now uniting the country. The Syrian people have confidence in President Assad and this confidence gives President Assad the strength to carry on”.
Another key affiliate of Stop the War is the Campaign Against Sanctions and Military Intervention in Iran (CASMII), whose chairman, Abbas Edalat, is a member of Stop the War’s steering committee. Iran, Syria’s most important ally in the region, is providing extensive military and financial support for the regime.
CASMII, though ostensibly independent of the Tehran government, has a number of close links to it. A member of its advisory board, KavehAfrasiabi, accompanied the then Iranian President Mahmoud Ahmedinejad in a delegation to the United Nations in 2010.
Another officer of Stop the War, ShamiulJoarder, represents Friends of al-Aqsa, another affiliated organisation, which defends the Hamas terrorist group and campaigns for boycotts of Israel and all things Zionist.
Under the influence of such individuals, Stop the War has hardened its position on Syria, opposing not just military action but also any form of sanctions against the regime. The group’s statement in response to the Commons vote called on Britain to develop a Syria policy based on “the rights of national sovereignty,” itself not too far off an explicit endorsement of Assad’s right to remain in power. For perhaps the first time ever, Stop the War’s collection of activists from the further shores of the British Left has had a real impact on a major national decision, and they still can’t quite believe it. “Never let them say demonstrations don’t work – our demonstration has worked,” said Lindsey German, Stop the War’s convener, hailing the “victory” for the anti-war movement at a special “Hands Off Syria” demonstration last weekend
Many of the arguments of mainstream anti-war campaigners are muddled, especially the parallels they draw with Iraq. That was an unprovoked attack on a country at peace, justified with lies, ignoring the UN and putting the whole region’s stability at risk. But in Syria, the weapons of mass destruction have actually been used; the UN process is effectively at an end; the Middle East is rapidly being destabilised already; most of the Arab world supports some form of action; and despite Ms Abbott’s views on the effect of Britain’s decision, “hundreds of Syrians” have died anyway, according to human rights monitors, in the 10 days since the Commons pronounced, to add to the existing 100,000 death toll.
Against all this, however, the views of some in Stop the War have at least a certain brutal clarity: Assad is right and must win. After the vote 10 days ago, the Defence Secretary, Philip Hammond, and Downing Street’s director of communications, Craig Oliver, angrily accused MrMiliband of providing “succour” to Assad. That may not have been the Labour leader’s intention – though it was certainly the effect. But providing succour to the regime was, and is, quite clearly the intention of many of MrMiliband’s new friends