الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أصدقاء الأسد أكثر تأثيرا من أصدقاء سوريا

أصدقاء الأسد أكثر تأثيرا من أصدقاء سوريا

26.05.2013
باتر محمد علي وردم

 باتر محمد علي وردم
الدستور
الاحد 26/5/2013
أظهر مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي عقد في عمان بحضور وزراء خارجية بضع دول تتفق معا في أجندة تتراوح ما بين الحل السياسي للأزمة السورية وإبعاد بشار الأسد عن السلطة، أظهر مدى عجز هذه التركيبة من الدول على إحداث اي تغيير في المعادلات العسكرية في سوريا. في مقابل ذلك كان اصدقاء بشار الأسد يمنحونه كل الدعم المطلوب للهجوم على منطقة القصير واستعادتها من الثوار وبالتالي تحقيق تفوق عسكري استراتيجي قد يكون مقدمة لإعادة بسط القوات النظامية سيطرتها على معظم مناطق سوريا في الأشهر القادمة.
يقدم حزب الله لنظام الأسد المقاتلين العقائديين الطائفيين والمؤمنين بدورهم حتى النهاية، وتقدم إيران السلاح والمال الكافيين باستمرار تمتع نظام الأسد بالسيطرة والمزايا العسكرية على الثوار. تقدم روسيا والصين الدعم السياسي الدولي والذي يمنع الأمم المتحدة من تحقيق أي تقدم في مسعى سياسي لممارسة الضغط على النظام السوري. تقدم موسكو وبكين لنظام الأسد نفس الحماية غير الأخلاقية التي قدمتها واشنطن لإسرائيل طوال عقود طويلة من قرارات الفيتو، وفي كل الحالات الشعوب العربية هي التي تدفع ثمن هذا الخلل الأخلاقي في السياسة الدولية.
ما يحدث الآن على الصعيد العسكري في سوريا مقلق؛ لأن النظام بدأ يحقق تقدما في بضع مناطق. الأسباب في ذلك متعددة منها تراجع الدعم العسكري للثوار مقبال زيادة الدعم للنظام، وكذلك ظهور الاختلافات الكبيرة بين الثوار وخاصة الأصوليين المتطرفين والعلمانيين من الجيش الحر. السبب المهم الآخر هو التصرفات السيئة التي ظهرت من قبل بعض الثوار وخاصة من الأصوليين والتي تسببت بقلق كبير في المجتمع السوري الذي لا يريد استبدال دكتاتورية نظام إجرامي بدكتاتورية على الطريقة الدينية وعبر فوضى الفتاوى التي نشهدها في سوريا حاليا. المجتمع السوري مثل اي مجتمع في العالم يريد الأمن والاستقرار وهو الآن يخشى من ضياع قانون الدولة مقابل قانون الغاب وهذا يعني تقليل الدعم للثوار.
لم يستفد الشعب السوري من “أصدقائه” سوى التهييج الإعلامي والأسلحة غير المؤثرة التي ذهبت للتنظيمات الأصولية التي لا تقل خطرا على مستقبل سوريا من النظام نفسه، بينما استفاد نظام الأسد في كل جزئية من الدعم المقدم من اصدقائه في إيران ولبنان والصين وروسيا لإحداث أكبر قدر من التدمير والبطش الموجه للشعب السوري ولتنظيمات الثوار المختلفة طوال السنتين الماضيتين.
المرحلة القادمة هي جنيف 2 والتي سيشارك بها النظام محميا من الصين وروسيا ولكن ليس المعارضة على ما يبدو، ولا توجد في الآفاق مظاهر لحل سياسي يكون في مصلحة الشعب السوري. السيناريو الأكثر إيلاما هو استمرار النظام في الحكم بعد كل هؤلاء الشهداء والجرائم التي تم ارتكابها ولكن في ظل عزلة دولية وإقليمية إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا ويتم إزالة رموز النظام بطريقة أو بأخرى ولكن بعد أن تدفع سوريا من حاضرها ومستقبلها الكثير من الضحايا والخراب.