الرئيسة \  مشاركات  \  أصدقاء الشعب السوري أم أعداء الثورة السورية

أصدقاء الشعب السوري أم أعداء الثورة السورية

18.06.2016
د. محمد أحمد الزعبي




30/10/2015
15/06/2016
بينما كنت استمع مساء هذا اليوم ( الجمعة ٣٠/١٠/٢٠١٥ ) الى وزير خارجية إحدى الدول العظمى (!!) ، حول " مخرجات " مؤتمر ال " 4+ 15 " حول سوريا ، وقع اختياري على هذا العنوان ، رغم معرفتي بالإشكالية السياسية ، التي يمكن أن يمثلها هذا الإختيار ، وترددت كثيراً قبل أن ينتهي بي المطاف بوضعه في رأس هذه الفقرة ،
كما و لابد من الإشارة ، ونحن بصدد الكلام عن مؤتمر فيينا 2 , إلى أن طيران بشار الأسد ، وطيران أحد الإرهابيين المتواجدين في المؤتمر إيّاه ، قد كانا يحصدان أرواح أكثر من 150 ضحية في دوما وحدها ، معظمهم من الأطفال والنساء ، في نفس الوقت الذي كان يبحث فيه المنقسمون كذبا بين أنصار النظام وأنصار الثورة ، سبل الوصول إلى حل سياسي كاذب أيضاً ( انظر الفقرة الثانية ) للمسألة السورية ، بل إن جدول أعمال مؤتمر فيينا 2 حسب تصريح مضحك لأحد المؤتمرين لا يحتوي سوى بند واحد فقط لاغير ، هو بحث مصير بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي نصت عليها جنيف 1 . وبالذات متى سيرحل هذا البشار ؟ وكيف سيرحل ؟ . بخ بخ ياابن العم ، فهل أنت من المضحوك عليهم ، أم أنك من الذين يضحكون علينا ؟
أعرف أنني أضع العنب والزبيب والحصرم في سلة واحدة ، وأعرف أنني أطلقت عليهم جميعاً ودونما استثناء صفة " الكذابون " ، وأعرف أن هذا " التعميم " لن يعجب بعض الإخوة الطيبين ، ولكن ما حيلتي أيها الأخوة الطيبون إذا كان لايوجد في السلة سوى الحصرم ، وفي أحسن الأحوال لايوجد سوى " العنب الحامض " حسب عنوان مسرحية الكاتب البرازيلي غيليرميه فيجوريدو ، والتي عرضها المسرح السوري بعد حرب حزيران١٩٦٧ ( التي كان والد بشار الأسد مهندس هزيمتها ) على مسرح أبو خليل القباني ، فالعنب الحلو أيها الطيبون ، هو العنب " الدوماني " الأصيل ، الذي حرمتنا منه - كما تعرفون. - طائرات و براميل بوتن وبشار ، إن لم أقل ومعهما طائرات التحالف أيضاً !! .
ثانيا : قراءة في مخرجات مؤتمر فيينا 2 ،
بين يدي الآن النقاط العشر التي توصل إليها حراس " الديموقراطية " و " الأقليات " في سوريا في فيينا ، يوم الجمعة " الدامي " بتاريخ 30.10.2015 ، والتي تمثل البيان الختامي الذي تم التوافق حوله بين المجتمعين وسوف أكتفي هنا بالتعليق عليها بالجملة وليس بالمفرّق :
١. لم يقم البيان سوى بتوكيد عدد من الأمور التي سبق أن توافقت عليها مختلف فصائل المعارضة السورية في مؤتمراتها ولقاءاتها المختلفة الأمكنة والأزمنة و الممتدة من درعا آذار ٢٠١١ وحتى فيينا اكتوبر ٢٠١٥ . ولكن بعد اللعب والتلاعب على مضامينها الحقيقية ، والتي لايجمعها جامع مع ماكانت تسعى إليه " جوقة " ال ١٧ ( أو ال ١٩ بعد توسيعها ) أي جوقة.
 ال ( ٤ + ١٧ )
٢. جاءت صياغة نصوص بعض الفقرات صياغة حربا وية / رمادية متعمدة . لكي تسمح لكل من المعارضة والنظام بالتفسير المرغوب من كل منهما .
٣. لم يتم التعرض للمشاكل والإشكالات الجوهرية والأساسية في الأزمة السورية ، ألا وهي :
٣.١ ، الإبادة المتعمدة للمدنيين بواسطة البراميل المتفجرة وأسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا
٣.٢ ، وجود القوات الإيرانية وقوات حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية التي تحارب علانية إلى جانب النظام ،
٣.٣ ، تشريد أكثر من نصف الشعب السوري بين النزوح والهجرة الخارجية القريبة والبعيدة ، وموت حوالي أربعة آلاف منهم غرقا في البحار ،
٣.٤ ، أكثر من ٢٠٠٠٠٠ معتقل رأي ، ومثلهم من المفقودين ،
٢.٥ ، موت المئات تحت التعذيب الوحشي وغير الإنساني ،
٢.٦ ، اغتصاب النساء والفتيات الصغيرات ،
٢.٧ ، تدمير المدارس والمستشفيات والمخابز واستهداف الأطباء والمسعفين وسيارات الإسعاف
٢.٨ ، التدمير المتعمد للمساجد والكنائس .
لقد ورد في البيان إيّاه ، أن أصحاب السعادة والسيادة سيلتقون مجددا بعد أسبوعين لمتابعة النقاط التي بقيت عالقة (!!)
ولكنهم لم يشيروا إلى هذه النقاط التي ماتزال عالقة . إنهم يعنون بالنقاط العالقة مصير بشار الأسد طبعا . ذلك أنهم يعلمون أن بشار بات بحكم المنتهي ، ولم يعد يمثل بالنسبة للمعارضة شيئا مذكورا . فالثورة السورية لم تقم ضد بشار كشخص ، وإنما ضد نظامه الديكتاتوري العسكري الطائفي ، ولمن لايعرف من " أصدقاء الشعب السوري !!" في فيينا ٢ ، فإن شعار الثورة السورية هو ومنذ نهاية ٢٠١١ ، " الشعب يريد إسقاط النظام " وليس " الشعب يريد إسقاط بشار " .
فلكم يا سادة العالم أن تجتمعوا متى وأين تشاؤون ، ولكم أن تقرروا ما تشاءون ، ولكن حذار من استغفال الشعب السوري وثورته الرائدة ، وكمايقول المثل العربي " اتقواغضبة الحليم إذا غضب " .
ملاحظة : قرأت قبل قليل مقالاً أرسله إليّ أحد أصدقائي للكاتب الفلسطيني سلامة كيلة وهو بعنوان " أصدقاء الشعب السوري هم الأعداء " وتاريخ ١٤/٦/٢٠١٦ ، أي قبل يومين فقط فقلت بعد انتهائي من قراءة مقال الأخ كيله " ماأشبه اليوم بالبارحة " . وقررت أن أعيد نشر مقالي عن مؤتمر / لقاء فيينا ٢ الذي كان أحد درجات سلم " أصدقاء الشعب السوري " !! في الصعو د إلى جنيف ٣ ، وربما في النزول منه إلى الصفر أيضاً . ولكن مع بعض التعديل . والله أعلم .