الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أصدقاء سوريا.. جولة أخرى من الإحباط

أصدقاء سوريا.. جولة أخرى من الإحباط

21.04.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية
الاحد 21/4/2013
تعقد دول مجموعة أصدقاء سوريا اجتماعاً اليوم في تركيا، وبالنظر إلى الاجتماعات السابقة، والاحباطات الشديدة التي سببتها للشعب السوري والشعوب العربية المساندة لثورته، لا يبدو أن اجتماع اليوم سوف يتمخض عن أي جديد في دعم الشعب السوري. بل إن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت مسبقاً أن وزير الخارجية جون كيري سوف يعلن عن تقديم مساعدات «غير قاتلة» للثورة السورية. وهذا التصريح لا يجعل السوريين يرفعون القبعات امتناناً لأقوى قوة في العالم، بقدر ما يثير بهجة نظام الأسد وداعميه في طهران وموسكو الذين يغدقون على النظام أكثر المساعدات «قتلاً ووحشية» لإنجاح خطة التطهير العرقي والطائفي الذي يمارسه النظام في صفوف السوريين.
وكي نعرف كم هي المساعدات الدولية للسوريين، مثيرة للشفقة، نجد ان داعمي نظام الأسد انتقلوا من مدارات مساعداتهم الحربية، إلى الإعلان صراحة عن مد النظام، أيضاً بالرجال المسلحين، بما في ذلك ميليشيات إيرانية ولبنانية محترفة للاغتيالات والترويع، وإرهاب الناس.
ويفترض ان الثورة التي يدعمها ويؤيدها أكثر من نصف أعضاء الأمم المتحدة، ومن بينها أقوى الاقوياء، سوف تحقق نصراً سريعاً على نظام يتآكل ويحمي وجوده بقوة النار والسلاح. ولكن هذا المنطق انعكس تماماً في الثورة السورية، لأن مساندة المجتمع الدولي للثورة السورية لم تنتقل بعد من الخطابيات، والمساعدات الإنسانية، بينما مساندو النظام يسهرون ويجتهدون، على مدى شهور طويلة، في مد النظام بكل ما يملكونه من القوة والأسلحة الفتاكة، ويقدمون حماية دبلوماسية نشطة لكل جرائمه وارتكاباته. ولهذا يرتفع عدد القتلى والضحايا في صفوف السوريين، بل إن تردد المجتمع الدولي في اتخاذ قرار حاسم لإنهاء النظام، شجع نظام الأسد، في الآونة الأخيرة، أن يطلق المئات من صواريخ سكود المدمرة على المدن السورية، وهو لا يتوقع أي رد من المجتمع الدولي إلا زيادة «المساعدات غير القاتلة» للثوار العزل. وهي مساعدات لا تصد الصواريخ التي تهدم المنازل على أصحابها، ولا تصد الميليشيات التي تداهم القرى والمدن وتفتك بالناس وهم نيام، ولا تسقط طائرات النظام التي لا تتوقف عن القصف ليل نهار. ولا نعلم ماذا ينتظر المجتمع الدولي، حتى يقتنع بضرورة التدخل لوقف المأساة، أكثر من مئات الآلاف من القتلى والمفقودين والجرحى وملايين النازحين السوريين، وعشرات المدن المدمرة، وعار سوف يسجله التاريخ في جبين القوى العظمى.