الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أصدقاء سوريا و"جنيف2"

أصدقاء سوريا و"جنيف2"

14.01.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاثنين 13/1/2014
جاءت تأكيدات سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية امام اجتماع اصدقاء سوريا بالامس فى باريس، باعتبار أن الحل السياسي المنبثق من مؤتمر (جنيف1) هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة في سوريا. بمثابة رسالة تجديد لموقف قطر الثابت الذى انتهجته قيادتها السياسية بوضوح حيال الازمة السورية منذ تفجرها قبل نحو ثلاث سنوات، وهو موقف ينطلق بالاساس من مبادئ دعم الدوحة لتطلعات الشعب السوري المنتفض ضد سياسات النظام الحاكم، وتمسكه بضرورة رحيله عن سدة الحكم، لبناء سوريا جديدة تحترم فيها حقوق الانسان وتعلو فيها قيم الحرية والمواطنة، بعيدا عن الطائفية التى استشرت واوشكت ان تدمر سوريا. فالمدقق فى صيغة "جنيف1" يجدها تطالب باستبعاد الاسد من المرحلة الجديدة، والتى يفترض ان يؤسس لها مؤتمر (جنيف2) المنتظر انعقاده فى22 يناير الجاري.
لقد اعلنها الاصدقاء بالامس من باريس ان "جنيف2" هو السبيل الوحيد للحل السياسى، وحثوا المعارضة على المشاركة فى المؤتمر، وعليه فان جميع اطراف الازمة السورية مطالبون بالتقاط تلك الرسالة الدولية، وعليهم تحضير انفسهم الى (جنيف2) بروح تتحلى بالمسؤولية الوطنية والبعد عن المصالح الحزبية والطائفية الضيقة التى كلفت للاسف سوريا حتى الآن حوالى 130الف قتيل واكثر من اربعة ملايين مشرد ولاجئ فضلا عن الدمار الذى لحق بالوطن جراء عناد حكام دمشق واستكبارهم وتمسكهم بالبقاء فى الحكم بالدم والحديد والنار!
رموز المعارضة السورية تقع على عاتقها مسؤولية البدء فى رص الصف،وتشكيل موقف موحد من "جنيف2"، لكى يصمدوا امام مناورات ممثلي النظام ويجتازوا مراوغاته المتوقعة خلال المؤتمر. فضلا عن ضرورة تعجيل المعارضة المسلحة بوقف الاقتتال الداخلى بينها ونبذ اعمال العنف التى اساءت اليها مؤخرا، بضوء وجود اطراف مسلحة على الساحة نسبت
اليها تجاوزات على الارض، وعمد النظام الى استغلالها فى تشويه صورة الحركة الثورية المسلحة.
يبقى على اصدقاء الاسد ممن يدافعون عنه ليل نهار، غير عابئين بمسلسل القتل والدم الذى يستيقظ على وقع احداثه المأساوية السوريون كل صباح، فانهم مطالبون اليوم بالضغط على صديقهم فى دمشق، لحثه على احترام ارادة شعبه وتلبية مطالبه، والالتزام بما يسفر عنه "جنيف 2"،باعتباره الفرصة الاخيرة للحل السياسى، للجم آلة الموت التى تعربد وسط ارواح ودماء السوريين.