الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أصدقاؤك يا سوريا

أصدقاؤك يا سوريا

23.05.2013
حسين درويش

حسين درويش
البيان
الخميس 23/5/2013
في الوقت الذي ينعقد فيه اليوم مؤتمر لأصدقاء سوريا في الأردن، يصبح عدد السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدة نحو خمسة ملايين إنسان بين الداخل والخارج والعالقين على الحدود الذين يحتاجون الرغيف والسقف وقبلهما يحتاجون الأمان والطمأنينة.
خلال العامين الماضيين عقدت عدة مؤتمرات حملت اسم أصدقاء سوريا أو أصدقاء الشعب السوري، وجميعها ذات محتوى إنساني سرعان ما يتحول إلى سياسي، مؤتمرات يقاطعها أصدقاء ويصالحها أصدقاء، وتتغير حرارتها بتغير المناخ السياسي في المنطقة أو في البلد المضيف.
حال الشعب السوري حال المثل الصيني: (علمني الصيد ولا تطعمني سمكة كل يوم)، السوريون ليسوا بحاجة إلى سلة غذاء يوزعها عمال الإغاثة، السوريون يحتاجون موقفاً دولياً قوياً وجريئاً فيه حل للأزمة وليس لأحد أطرافها، والذين لا يريدون ذلك لن تتأخر النار عن مسهم.
في كل المؤتمرات السابقة اتُّخذت قرارات وتوصيات معظمها بقي حبيس الأدراج وقليلها رأى النور، في حين كانت الأزمة تزداد تعقيداً وتشعباً والمؤتمرات تزداد عدداً.
لم يشهد التاريخ موقفاً بهذا المستوى من التخاذل الدولي في الشأن السوري، والتاريخ ذاته يذكر الطريقة التي تعامل بها العالم (الغرب تحديداً) مع حرب البلقان، حيث السرعة والجرأة كفلتا عدم امتداد النار إلى الجوار الآمن، ترى لو كانت سوريا ملاصقة للحدود الأوروبية هل كانوا سيتخاذلون في نجدتها؟!
لا تطعموا السوريين رغيف خبز، بل امنحوهم الأمل وساعدوهم على حل أزمتهم وهم كفيلون بإطعام أنفسهم.