الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أصعب وأعقد وأخطر بكثير...

أصعب وأعقد وأخطر بكثير...

22.05.2013
الياس الديري

الياس الديري
النهار
الاربعاء 22/5/2013
ماذا يحدث في طرابلس؟
هل هو مجرد مناوشات عادية تبقي الفيحاء فوق نار خفيفة، أم إن في الأمر توطئة وتمهيداً لما هو أعظم وأخطر؟
وأنا أتابع تطوّر الاصطدامات في عاصمة الشمال، تناهى الى مسمعي صوت عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربيّة وهو يحذّر بصوت جامد ومرتفع من يعنيهم الأمر: إذا حصل التقسيم في سوريا، فسيحصل في لبنان في الوقت نفسه.
وسط هذا الصمت المريب الذي يلفّ دول المنطقة، ودول أوروبا القديمة الود والصداقة مع لبنان والعالم العربي، وكذلك الدول العظمى والشرعيّة الدولية والمجتمع الدولي، وسط هذا الصمت الغريب المريب والدماء تصل أحياناً الى ما تحت الركبة أو بمساواتها، من البديهي أن تتكاثر التكهّنات والاستنتاجات، التي تصبّ في خانة التقسيم ومتفرعاته.
لن نتوقّف عند تنبيهات الأمين العام للأمم المتحدة، وقوله ان وضع سوريا بدأ يؤثر سلباً على لبنان والأردن.
ذلك ان لبنان دائم التأثر بكل ما يحصل في سوريا، وبكل ما تقرّره سوريا، وحتى بتغيّر المناخ يتأثر. ليس من اليوم بل منذ الاستقلال. فالمستر بان كي – مون لم يخترع البارود. ومثله أولئك الذين يقولون اليوم عن الحروب السورية ما كان سواهم يقوله عن الحروب اللبنانية.
أي، إنها معقّدة. وطويلة. وصعبة. وقد يكون التقسيم أحد الحلول التي تعتبر شرّاً لا بد منه. حتى الظهور العسكري المكثف والمدجّج لـ"حزب الله" في القصير، والذي اعتبر "فوق الدكة شرطوطة"، فانه سيزيدها تعقيداً وصعوبة. وعلى خطين متوازيين: لبنانياً – لبنانياً، وسورياً - لبنانياً.
من حسن المصادفات التقيت ظهر أمس ما هو أقرب الى الهديّة، أو البشارة السارة: صديقاً سورياً معتّقاً واصلاً للتوّ من أرض المعركة. ومن جهة الشمال. ومن حيث تكثر الشائعات هنا عن "مشاريع مشبوهة" هناك.
قلت فوراً: من أولها؟ القصير، حمص، اللاذقية، تلك "الدنيا" التي يرشحونها لتكون العلامة الفارقة اذا ما كان من تقسيم...
ابتسم: أي تقسيم، أية أوهام؟ المسألة هناك أعقد وأخطر.
ما من سوريّ يبحث عن تقسيم أو عن حصة. هذه سوريا لا تنسى. لا، لا صحة لكل هذه الخبريات. هذا كلام سهل جداً والقضية أصعب بكثير. ولكن، الى أين اذاً؟
الى مزيد من القتال والدمار والدماء. والذين يستهينون بقوة النظام لا يعرفون الرئيس الأسد جيداً.
والملاحظ، فضلاً عن ذلك، ان الدول العظمى لم تقل للنظام حتى الآن ما أحلى الكحل بعينك. تماماً، كما ترك الوضع اللبناني طوال 15 عاماً نسْياً منسيّاً! حتى جاءه شولتز واقترح ادخاله الكرنتينا؟
الفارق الكبير ان العالم العربي متفرّق أيدي سبأ في هذه المرحلة، ولا أمل في طائف أو جامعة عربية، أو الأمم المتحدة.