الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أطفال سوريا.. اغتيال للبراءة

أطفال سوريا.. اغتيال للبراءة

22.03.2014
رأي البيان


البيان
الخميس 20/3/2014
    منذ اندلاع الثورة في سوريا وحتى اليوم، يدفع الأطفال ثمن انتهاكات نظام لم يستوعب بعد أن الحرية والكرامة فوق الجميع، وأن إرادة الشعب لا تقهرها الأسلحة ولا القنابل ولا حتى البراميل المتفجرة.
حيث لم يتوقف النظام السوري الذي يقوده الرئيس بشار الأسد عن انتهاكاته الممنهجة لكافة اتفاقيات وبروتوكولات الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف، فأطفال سوريا يواجهون ما يواجهه الراشدون من تعذيب وتنكيل وقتل وتشريد، بشكل أكثر بشاعة ووحشية، لأن الأمر يتعلق باغتيال براءة أطفال.
إذ استطاعت لجان التنسيق المحلية في سوريا بالتعاون مع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، توثيق 1612 طفلاً قضوا برصاص قوات الأمن وأسلحة الجيش، وأن 120 قضوا في إعدامات ميدانية، و33 قضوا تحت التعذيب في فروع الأمن المختلفة.
لقد قدمت حمص باقة ورد من 553 طفلاً، فيما أطفئت في حماة 224 شمعة، وفي إدلب تحلق الآن فوق المدينة 181 روحاً، أما في درعا فلم يعد 178 طفلاً يلونون جدران مدارسهم بعبارات الحرية، وفي ريف دمشق لن يخرج 176 طفلاً للعب في ساحة الحرية، أما دير الزور فقد قدمت 92 طفلاً، وفي حلب غادر 73 طفلاً منازلهم دون رجعة، أما دمشق فقد قدمت 55 طفلاً على طريق الحرية.
تدل جميع التقارير الأممية والمنظمات الإنسانية والحقوقية، على انتهاكات نظام الأسد ضد الأطفال بطريقة تقشعر لها الأبدان، وترسم صورة مرعبة لمعاناة الأطفال السوريين منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام.
إذ اشتملت هذه التقارير على روايات مرعبة لأعمال القتل والتعذيب والتشويه، والاعتداء الجنسي، وتجنيد الأطفال، واستخدامهم كدروع بشرية، ومهاجمة المدارس والمستشفيات واستخدامها لأغراض أخرى، ومنع وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
لا شك أن حال الحصار الذي تخضع له آلاف الأسر في سوريا، وما يترتب عليه من حرمان من المساعدات الإنسانية والضروريات الأساسية، وإجبارهم على الاختيار بين الاستسلام أو الموت جوعاً، يدعو إلى تحرك إنساني عاجل، بعد أن ظهر عجز مجلس الأمن الذي أتقن الرقص على حبال الحرب السورية وضحاياها.
إن ما يجري في سوريا من أعمال وحشية وانتهاكات لحقوق الإنسان، يستحق تضافر جهود كافة أطراف المجتمع الدولي، للوقوف مع الشعب السوري لوضع حد لهذا الوضع المأساوي.