الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أفق الحل السياسي في ظل المباحثات الأمريكية الروسية الأخيرة

أفق الحل السياسي في ظل المباحثات الأمريكية الروسية الأخيرة

24.07.2016
هادي البحرة


السوري الجديد
السبت 23/7/2016
 من الواضح جداً من خلال نقطة البداية لحديث وزير الخارجية الروسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكية بعد لقائهما الأخير في موسكو، أن روسيا تريد من الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بما فرضته سياسة الأمر الواقع في أوكرانيا، وبالتالي الاعتراف والقبول بالمكتسبات التي حققتها روسيا هناك.
لقد سعى السيد لافروف لتثبيت نقاط رئيسة في افتتاحيته:
– تكلم عن أرمينيا وأذربيجان وأوكرانيا.
– تكلم عن آخر التطورات حول مباحثات حلف الناتو- مع روسيا
– أفاد بأن المباحثات شملت “قضايا الاستقرار الاستراتيجي الذي يتطلب حوار إضافي، أولا وقبل كل شيء، بين دولتينا. وآمل أن هذه المناقشات أن تتطور وتتطور في المستقبل” وفق تصريحه. (اقرار بوجود خلافات تتطلب العمل على حلها بينهما أولاً)
– أكد أنه كان هناك تغييير انهما في لقائهما الأخير عن الاجتماعات السابقة التي اقتصرت على التعبير عن مخاوف كل طرف، حيث تقدمت إلى “وضع خارطة طريق من شأنها أن تركز على الخطوات البسيطة للتغلب على الوضع الصعب في السياق الثنائي لدينا.” وفق تعبيره.
– تحدث عن الإرهاب بشكل عابر، من خلال ذكر زيارتهما المشتركة للسفارة الفرنسية لوضع اكليل من الورود احتراماً لمن سقطوا نتيجة العملية الارهابية في نيس.
– أكد على أن المجتمع الدولي بحاجة روسيا والولايات المتحدة لحل الأزمات العالمية (تثبيت موقع روسيا كدولة عظمى وعلى الندية بينهما). كما أكد على حاجة الولايات المتحدة لروسيا لحل الأزمات الحالية (اعتراف بضرورة التعاون مع الولايات المتحدة، ورسالة للولايات المتحدة بأنها لن تستطيع حل هذه الأزمات دون الشراكة مع روسيا).
– تأكيده على ضرورة زيادة فاعلية العمل بين روسيا والولايات المتحدة على مستوى وزراء الخارجية ورؤساء البلدين. (الحث على ضرورة تواصل الرئيس اوباما مع الرئيس بوتن شخصياً)
– ركز على أهمية روسيا والولايات المتحدة للمحافظة على الاستقرار والتعاون العالميين. (تأكيد على الزعامة المشتركة الندية)
وختم افتتاحيته بالقول بأن نتائج هذه اللقاءات ليست مهمة فقط “لمعالجة المشاكل الدولية ولكن أيضا في منع الاختلالات والتشوهات في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.”
من الواضح جداً انه تعمّد عدم ذكر القضية السورية في افتتاحيته، معبراً وبشكل مبطن عن الأولويات التي ترى روسيا وجوب الحصول على تنازلات وتفاهمات بخصوصها من ومع الولايات المتحدة الأمريكية. والجدير بالذكر انه لم يتحدث عن الموضوع السوري الا في إطار الاجابة على سؤال وجهه أحد الصحفيين، وفي إجابته على السؤال لم يقدم أي جديد في الموقف الروسي تجاه القضية السورية، الذي مازال يقف في اطاره التقليدي المعروف.
 
أما بالنسبة لوزير الخارجية الأمريكي فقد كانت مقدمته واضحة من حيث أهمية القضية السورية في مباحثاته مع الرئيس بوتن ووزير الخارجية لافروف، حيث قال “أعتقد أننا كنا هناك حتى حوالي 1 في الصباح نغطي العديد من القضايا ولكن مع التركيز بصفة خاصة، وبطبيعة الحال، على سوريا.”
كما قال “بدأت محادثاتي مع الرئيس بوتين وهنا اليوم مع سيرغي لافروف بالتأكيد على اهمية احراز تقدم ضد الإرهابيين، وحل الصراع في سوريا بشكل خاص هو في غاية الأهمية.”، ثم تكلم في باقي افتتاحيته عن اوكرانيا، وتطبيق اتفاقية مينسك وأذربيجان، واليمن والشرق الأوسط وليبيا. وختم افتتاحيته بالتذكير بمرور عام على الاتفاقية بخصوص البرنامج النووي الايراني وانه نتاج تعاون دولي.
فمن الناحية السياسية مازالت الولايات المتحدة واضحة بموقفها من روسيا على ضرورة تقديم تعاون في الملف السوري قبل منحها أي تعاون او تنازلات جدية في الملفات التي تهمها. وروسيا مازالت غير جادة بالتعاون الجدي لحل سياسي في سوريا دون الحصول على تنازلات في تلك الملفات أولاً.
الأولوية التي طرح فيها الموضوع السوري في اجتماعهما انصبّت حول إعادة فرض وقف اطلاق النار وتثبيته، وفق آلية مشتركة لمحاربة تنظيمي داعش والنصرة عبر خارطة طريق للتنسيق العسكري والمخابراتي بينهما وفق خطوات محددة، وصرح السيد لافروف ضمن إجاباته على الأسئلة أنه تم التوافق على خارطة الطريق تلك كخطوات محددة، وحالياً لا يمكن اعتبارها بنفسها كنتائج، انما يقتضي أن يعمل خبراء الطرفين على القيام بمهمتهم بشكل سريع مع الوعي لمسؤوليتهم أخذين في الاعتبار الرئاسة المشتركة لبلديهما للمجموعة الدولية لدعم سوريا؛ هذه اشارة واضحة الى وجود بنود ونقاط ضمن الاتفاق المقترح يقتضي توضيحها او تطويرها بشكل مفصل،  وأوضح قبل ان يمكن تطبيق ذلك الاتفاق، مما يعني عدم توقع نتائج سريعة لأي توافقات تم الوصول اليها، كما أنه في حال تنفيذ ذلك الاتفاق فإنه لم يتوصل لرؤية مشتركة ومحددة للحل السياسي، وانما نصّ عليه وتركه لعملية تفاوضية بينهما على الغالب ان تستمر لحين استلام الرئاسة الأمريكية الجديدة لمهامها بعد أكثر من 180 يوماً.