الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أفق مجهول

أفق مجهول

16.07.2013
رأي البيان

البيان
الثلاثاء 16/7/2013
كلما تأخر حسم الموقف الدولي من الأزمة السورية، انفتحت على أفق مجهول ينذر بالمزيد من الكوارث، على الشعب السوري أولاً وعلى عموم المنطقة ثانياً.
لقد ساعد الصمت الدولي على تدخل حزب الله والميلشيات الطائفية القادمة من أكثر من مكان، وتشجيع حركة طالبان باكستان على إعلان قدومها إلى سوريا وفتح معسكرات لها بغية قتل النظام. ولكن الملاحظ أن هذه التنظيمات التي تتلبس لبوس طالبان لا تقاتل النظام في سوريا بل تقتل الجيش الحر وتقيم الحدود وتفرض وجهة نظرها على السوريين في المناطق التي تستولي عليها في غفلة من الزمن.
ومنذ انطلاق الثورة السورية قبل عامين ونصف العام، أعلن السوريون أنهم ليسوا في حاجة إلى دعم بشري من أحد، وخرج الكثير من المراجع الدينية في أكثر من بلد عربي وأعلنوا أن السوريين بحاجة إلى دعم مادي وليس دعم بشري، ومع ذلك لم تتوقف هذه التدخلات وتحت ذرائع شتى عن حرف الثورة السورية عن مقاصدها المحقة إلى مناطق لا علاقة للسوريين بها، مثل الصراع الطائفي والمذهبي، وحروب تنظيمات الجهاد العالمي وغير ذلك من قضايا ونزاعات تتجاوز حدود سوريا.
وقد بدا واضحاً أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ على الصعد كافة في سوريا، طالما بقي الموقف الدولي متردداً، فهذا التردد يسمح للمزيد من القوى التدميرية بالتسلل إلى سوريا، واتخاذها قاعدة لها بالإضافة إلى الاعتداء على مطالب السوريين التي لا تختلف عن مطالب الشعوب العربية التي خرجت ضد ديكتاتورية حكم الفرد ونهب الثروات والإفقار.
إن التردد الذي يبديه المجتمع الدولي هو دمار لسوريا وللسوريين، وحتماً هناك جيل كامل سيعاني من ويلات هذه الحرب المدمرة، فعدد السوريين اللاجئين في دول الجوار يزيد على الملايين الأربعة، والنازحون الداخليون سيبلغ عددهم قريباً أكثر من عشرة ملايين، ولذلك تبدو الكارثة السورية أكبر كوارث العرب في العصر الحديث بعد كارثة فلسطين.