الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أكبر عشرة أخطاء ترتكبها إيران .. الصفوية !!

أكبر عشرة أخطاء ترتكبها إيران .. الصفوية !!

11.04.2015
عدنان سليم أبو هليل



الشرق القطرية
الخميس 9-4-2015
لا شك أن إيران قد حققت الكثير من الإنجازات حتى الآن وأن الكثير مما قررت أنها تريده قد حصلت عليه ، ولكن هل ما تفعله هو الصواب ؟ ولا أقصد هنا بتحكيم منطق الأخلاق والانطباعات العامة ولا حتى بمفهوم الدين فهذه كلها على وجاهتها وجديتها ليست في وارد إيران ولا ينفع الحديث معها بها لحظة ؛ ولكن بتحكيم منطق السياسة والمصالح والصورة الإجمالية التي صدرتها عمن تنتسب إليهم تاريخيا من مذهب ورموز وحضارة ..
وهذه أكبر عشرة أخطاء استراتيجية تاريخية وقعت فيها إيران وشيعتها حتى الآن وأدت لما نرى من ثقوب في صورتها لا أظنها ستستطيع رتقها في القريب ولن تملك دفعها دون خسارات كبيرة قد تطيح بكل إنجازاتها ..
1- فإيران غرها أن التاريخ ضحك لها بقيام الدولة الصفوية الجديدة وامتداد نفوذها لأكثر من عاصمة عربية حتى صرح بعض رموزها من السياسيين بما كان متطرفو المذهب دائما يتَّقون عنه ويخبئونه من عقائد دينية وولاءات وبراءات مذهبية ومواقف سياسية .
2- وإيران تمددت في أكثر من اتجاه داخل الإقليم فكثرت معاركها وتعدد أعداؤها وتطاولت خطوط إمدادها العسكرية واللوجيستية في وقت تكاد تشهد انهيارات اقتصادية ( نزول أسعار البترول وتعدد الجبهات ) فصعب تماما أن تستطيع الدفاع عن كل ذلك .
3- وإيران استهانت بطريقة مغرقة في الغرور والمغامرة بدول المنطقة وشعوبها وبمجموع وعي الأمة وقدرتها على المقاومة وامتلاك قرار الحرب عند اللزوم .. كعاصفة الحزم التي تقودها ضدها السعودية الآن .
4- وإيران وثقت بأمريكا وتوهمت أن رضا أمريكا عنها وعن مغامراتها وخوضها معاركها بالإنابة وإغماضها عن جرائمها ومن تدعمهم في أكثر من مكان .. بأنه كاف لتفعل ما تشاء فيما يمكن تشبيهه بثقة صدام بأمريكا قبيل غزو الكويت الذي أوصله إلى الحصار ثم التصفية ..
5- وإيران احتكت بشدة بمعادلات الاستقرار في دواخل دول عربية وبالأخص الخليجية وتعجلت بقلب الحوثيين على داعميه وأن يحشد على حدود السعودية قبل أن تتوطد قوتهم في اليمن وهذه خطيئة فوق أنها جريمة بالمعنى السياسي والبراجماتي فهي خطيئة غباء سياسي وغياب للوعي .
6- وإيران تصرفت بنرجسية وعُجْب بالنفس مع سوء تقدير لإمكانات الذات بشكل مَرَضيٍّ موغلٍ في العته النفسي ولم تأخذ الدرس من عجزها عن مواجهة تنظيم بحجم داعش في العراق والشام .
7- وإيران استغلت الغياب الأمريكي من المنطقة ونزوع أمريكا لعدم خوض حروب جديدة على الأرض فيها فحاولت ملء الفراغ الأمريكي دون حساب لما تبقى من الأطماع الأمريكية في المنطقة ودون رؤية خطوط أمريكا الحمراء فيها ودون حساب للفوارق الجيوسياسية بين المناطق المستهدفة وأن ما تقبله أمريكا من إيران في مكان ليس بالضرورة أن تقبله أو يتساوى مع ما تقبله في مكان آخر ..
8- وإيران تخلت عن القضية الفلسطينية وعن المقاومة وعن حسابات الدعاية الثورية وغرقت في مقابل ذلك أو بديلا عنه في الحروب الطائفية الشاملة والمكشوفة التي جمعت الخصوم وعقدت المشهد .
9- وإيران تشارك وتتحالف اليوم مع النظم الكارهة لشعوبها والمكروهة من شعوبها ( نظم علي عبد الله صالح والسيسي وبشار والعراقي وتكفيريي الشيعة .. ) ما ألقى التبرير الكثير على ما تقوم به القاعدة وداعش بقدر ما أسقط الكثير من شعارات الثورية والحرية والإسلامية التي كانت ترفعها .
10- وإيران توهمت أن معاركها لن تخرج سياسيا من أروقة مجلس الأمن الدولي الذي ضمنت فيه الفيتو الروسي والصيني ، ولن تتجاوز ميدانيا وعسكريا قتال عصابات وأشتات وتنظيمات متفرقة ومنبوذة وبدعم أمريكا وستين دولة معاونة .. وأجزم هنا أن إيران لم تتخيل لحظة أن دول الخليج يمكن أن تجمع تحالفا ضدها لحرب عسكرية صريحة كالتي يدور رحاها على الحوثي اليوم ..
آخر القول : إيران اليوم تقع في أخطاء وخطايا ما كانت لتقع فيها لو لم تكن تحت طائل الخلط بين العقدية المذهبية والبراجماتية السياسية والوهم الخيالي واحتقار الأمة .. بقي أن على الأمة أن تمسك رأس خيط الحكمة لترد إيران أو لتواجهها ..