الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أكذوبة نظام الممانعة!

أكذوبة نظام الممانعة!

08.05.2013
تركي الدخيل

الرياض
الاربعاء 8/5/2013
    بحّت الأصوات القومية من كثرة إعادة الشعارات التي شبعت فشلاً خلال النصف قرن المنصرم. شعارات القومية والبعث والممانعة وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. أصوات قديمة عفى عليها الزمن تتحدث عن أن النظام السوري هو نظام الممانعة والمقاومة. وأشيد بمقالة الدكتور خالد الدخيل المميزة والمطولة في جريدة "الحياة" قبل أيام والتي تناول فيها مسألة انتقال حزب البعث إلى ولاية الفقيه. نظام قومي صمّ الآذان وأزعج العالم بالعربية والعروبة يرهن مصير شعبه كله للنظام الإيراني ولسكاكين حزب الله. بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة بدأت الأصوات بالصراخ والعويل شعارات متخشّبة حول المقاومة والممانعة. إسرائيل تمارس عملية الدفاع عن مصالحها، هذه هي الجزئية فقط. وهي تقوم بغارات يميناً وشمالاً وفي سنتين فقط تعرض السودان لست غارات إسرائيلية، وهذه الغارة الإسرائيلية هي الثانية خلال أشهر والثالثة منذ سنة.
إسرائيل كيان قوي، كيان حسابات واحد زائد واحد يساوي اثنين، والنظام السوري أعطاه ضمانات في بداية الثورة أن تبقى الجولان محفوظة لكن الآن أثبت النظام السوري فشله في ضبط المصالح الإسرائيلية الأمر الذي جعل إسرائيل تقوم بعنصر المباغتة من أجل حماية مصالحها وتأخير احتمالات التضرر الإسرائيلي من النزاع الحاصل في سوريا. الثورة السورية عظيمة ومشروعة رغم محاولات النظام لتشويهها من خلال تضخيم دور جبهة النصرة ومن خلال ادعاء التآمر الإسرائيلي. لو أن إسرائيل أرادت أن تستهدف النظام السوري فعلياً لأسقطته بعدة طلعات جوية فهي من أقوى الدول، لكن إسرائيل تحب التفرج على الأزمات العربية والشماتة بنا.
أعجبني تعليق الإعلامية اللبنانية ديانا مقلد حين قالت:"الضربة الإسرائيلية تفضح التقاعس العالمي عن نصرة المدنيين". التوقف الدولي عن التدخل في سوريا إنما يصب في مصلحة الطغيان والشر مستقبلاً ذلك أن بند التدخل العسكري لحماية المدنيين أساسي في الأمم المتحدة، لكن غلطة الثورة السورية أنها جاءت في عهد أوباما وأذكر هنا بمقولة جون ماكين في كلمةٍ له حين قال لأوباما:"أحمد الله أنك لم تأتِ أثناء حرب كوسوفو"!
بآخر السطر، الولايات المتحدة هي شرطي العالم وحين تخلت عن مسؤولياتها أكلت الذئاب الحملان وسط صمتٍ مخيف، وإسرائيل تتفرج لكنها شريكة في لعبة الشطرنج إذ تضع بصمتها إن أرادت وتصنع الألغاز أيضاً كما هو لغز الضربات الحامية قبل أيام.