اخر تحديث
السبت-20/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أكَلة الحصرم بالأمس : مَن يَضرس بَعدهم اليوم؟ وأكَلتُه اليوم: مَن يَضرس حولهم اليوم.. وبَعدهم غداً ؟
أكَلة الحصرم بالأمس : مَن يَضرس بَعدهم اليوم؟ وأكَلتُه اليوم: مَن يَضرس حولهم اليوم.. وبَعدهم غداً ؟
03.03.2021
عبدالله عيسى السلامة
في المثل الدارج : الآباء يأكلون الحصرم ، والأبناء يَضرسون !
وإذا كان أهل سورية يضرسون ، اليوم ، فمَن أكل الحصرم ، من آبائهم وأجدادهم ؟
نظرة في تاريخ سورية الحديثة ، بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي :
حَكم سورية ، بعد الاستقلال عن فرنسا ، طبقة تسمّى : طبقة الأكابر .. وهم الأثرياء والمتنفذون في البلاد !
وكان بعض هؤلاء ، يتمتّع بلقب بيك ، أو باشا ، أو أفندي .. حسب الألقاب التي كانت سائدة ، في ذلك الحين !
وكان الكثيرون من هؤلاء ، يتعفّفون عن المال العامّ ، لأسباب شتى :
منها : الحرص على السمعة ، التي كان الكثيرون من أهل البلاد ، يخافون من أن تثلم ، أو تشاب بعيب ، يعيب صاحبها وأسرته !
ومنها : عدم الحاجة ؛ إذ كان الكثيرون من هؤلاء الأكابر، يملكون الأراضي والقصور والشركات .. وغيرها ؛ ممّا يجعلهم في كفاية من المال !
وقد كانت كلمة أكابر، تغري البسطاء من الناس ؛ ولا سيّما النساء ! فكانت الفتاة تخرج من بيتها حاسرة الرأس ، تشبّهاً ببنات الأكابر؛ ذلك أن الكثيرات من بنات الأكابر، كنّ يذهبن إلى الدول الغربية ، وأكثرهن كنّ حاسرات الرؤوس !
أهمّ شيء لدى الأكابر، هو التهرّب من خدمة العلم ؛ بَلهَ التطوّع في الجيش ! فقد كان هؤلاء الأكابر، الذين يمسكون بأزمّة القرارات في الدولة ، يصدرون قرارات بدفع البدل، عن الخدمة العسكرية ، عن دورات محدّدة ، ولمدد قصيرة .. كي يدفع بعض أبنائهم البدل، ولا يؤدّوا في الجيش خدمة العلم ؛ فضلاً عن العزوف التامّ ، عن التطوّع في الجيش ، برتب ضبّاط ، أو صفّ ضبّاط ! ولو سألتَهم : لمَن تركوا الجيش ؟ لقال قائلهم : تركناه للفقراء والبائسين ، الذين لا تتاح لهم فرص الدراسة الجامعية !
وهكذا ؛ امتلأ الجيش بالضبّاط وصفّ الضبّاط ، الذين لا تسمح لهم ظروفهم المالية ، بالدراسة الجامعية !
ثمّ توالت الانقلابات العسكرية ، على القيادات السياسية ، حتى آلت الأمور ، إلى ما وصلت إليه سورية ، في عهد الرفاق البعثيين .. ثمّ إلى ما وصلت إليه ، في عهد حافظ أسد ، وابنه بشار !
فهل كان الأكابر مخطئين ، في تسليم جيش بلادهم ، لغيرهم ، وهو أقوى قوّة في البلاد ؟
لسنا بصدد اللوم ؛ فلكل إنسان ظروفه ، وطريقته في حساب قراراته ، وحساب مصلحته.. لكنّا نشير، هنا ، إلى سيرورة التاريخ المعاصر، لسورية الحديثة .. وكلٌّ يحمل مسؤوليته، أمام ربّه ، وأمام شعبه ، عمّا يقول وعمّا يفعل ! ولا نشكّ ، في أن المروءات التي كانت عند أولائك ، تفوق ، بكثير، ماعند الآخرين ، الذين آلت إليهم أمور البلاد، وأمورالناس فيها ؛ هذا ، إن كان لدى الكثيرين ، من هؤلاء الآخرين ، شيء من المروءة ، أصلاً !