الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ألا يجب وضع حدٍّ لتطاول هذا السفير؟!

ألا يجب وضع حدٍّ لتطاول هذا السفير؟!

26.08.2013
صالح القلاب

الرأي الاردنية
الاثنين 26/8/2013
يجب وضع حدٍّ لهذا السفير «المنفلت من عقاله» فالسكوت شجَّعه على التمادي حتى بات يتصرف وكأن الأردن ضاحية بيروت الجنوبية فيها دويلة طائفية تابعة للدولة السورية-الإيرانية-الروسية والواضح أن ضابط الإستخبارات السابق هذا قد فهم الصمت الأردني المستند إلى خلقٍ عظيم وإلى الترفع عن الصغائر على أنه من قبيل الضعف وعلى أنه تحاشٍ لعنف «الشبيحة» الذين باتوا يتحكمون بمصير دولة عربية يحرص عليها بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية حرصه على نفسه.
إنه لا يجوز حسب الأعراف الدولية ووفقاً للعلاقات الدبلوماسية بين الدول أن يُحوِّل سفير دولةٍ ذبح قادتها شعبهم من الوريد إلى الوريد «سفارته» إلى دولة داخل الدولة الأردنية وأن يتمادى في شتم البلد الذي يستضيفه ويواصل إلصاق التهم به و»التمرجل» عليه وكأنه في غوطة دمشق يقف بين جثث مئات الأطفال الذين تم إغتيالهم بالأسلحة «الكيماوية» وليس في عمان التي ،لو راجع هذا ملفات الإستخبارات التي كان يرأسها والتي يبدو أنه لا يزال على «ملاكها»، لوجد أنها كانت ولا تزال وستبقى عصية على شراذم الذين أداروا فوهات بنادقهم ومدافعهم عن الجولان في إتجاه المدن السورية.. سابقاً في حماه وتدْمر والآن من «الباب» شمالاً وحتى درعا في الجنوب ومن البوكمال في الشرق وحتى اللاذقية في الغرب.
إنه لابد من هزِّ «رَسَنِ» هذا السفير المنفلت من عقاله والذي ذهب به التطاول إلى حدِّ الإساءة اليومية للأردن البلد والشعب والذي لو أنه بمستوى المراجل التي يتحدث عنها لكان إستبدل هذه البطولات الرخيصة التي شجَّعه التسامح الأردني إلى التمادي فيها بالعودة إلى ملابسه العسكرية والتصدي للإهانات التي دأبت إسرائيل ،التي تجاوز إحتلالها لهضبة الجولان الستة والأربعين عاماً، على توجيهها لعاصمة الأمويين وآخرها الغارة الأخيرة على مخازن الصواريخ في اللاذقية وقبلها الغارة على قاسيون التي مَنْ يُطلُّ من فوقها الآن لا يرى إلاَّ دمشق التي تغرق في الدماء والدخان والدمار وروائح المواد «الكيماوية».
إنَّه على مَنْ بلده في هذا الوضع ،الذي أوصله إليه نظام «الممانعة والمقاومة»!!، أن يخجل من أن يتطلع في عيون الآخرين وعليه أن يكف عن هذه التهديدات المضحكة وأن يتذكر أن من يحرس أسوار دمشق الآن ليس «الجيش العقائدي» ولا سرايا البعث وإنما حراس الثورة الإيرانية وميليشيات حزب نصر الله و»فيلق أبو الفضل العباس» الذي يضم المجموعات الطائفية القادمة من العراق وبعض المتطوعين القادمين من بعض المناطق الحدودية التركية بدوافعهم المذهبية المعيبة للسلب والنهب.
إنَّ أذناب الصهيونية «يا سعادة السفير» ،الذي لم يحترم الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والذي أغراه تسامح الأردن والشعب الأردني على التطاول أكثر من اللزوم، هُمْ الذين بقوا يحرسون إحتلال الجولان كل هذه السنوات الطويلة وهم الذين وقفوا إلى جانب الخميني وبدوافع مذهبية مخجلة ضد بغداد العباسيين وهم الذين «تدْعَس» إسرائيل يومياً على أنوفهم ولا يستطيعون إطلاق ولو صرخة توجعٍ محبوسة.
إنَّ على هذا الجنرال السابق ،الذي لم يخض في حياته أي معركة إلاَّ هذه التي يخوضها الآن على صفحة الـ»فيس بوك» والذي لم يعرف المراجل التي يعرفها الرجال إلاَّ في أقبية كان يقودها،.. إنه على هذا الجنرال أن يتذكر أن قوات «الكوماندوس» الأردنية لم تنطلق من عمان في إتجاه دمشق إلاَّ في عام 1973 عندما ذهب جنود وضباط الجيش العربي إلى جبهة الجولان للدفاع عن عاصمة الأمويين التي أصبحت حالها هي هذه الحال التي لا تسرُّ الصديق ولا تغيظ العدا.. ثم وإنه على هذا السفير ،الذي لابد من وضع حدِّ لتماديه بعد أن شبَّ كثيراً عن الطوق، أن يتذكر أن من قاتل تحت إمرة القيادة الأطلسية هو «الجيش العقائدي» وأنه لم تنطلق ولن تنطلق من عمان أي مفرزة إلاَّ للدفاع عن «جلَّق» التي هي اليوم تنام بين اليأس والكمد !!.