الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ألا يجمع المجتمع الدولي على "إغاثة"؟

ألا يجمع المجتمع الدولي على "إغاثة"؟

23.02.2014
الوطن السعودية


السبت 22/2/2014
إجابة السؤال الأكثر ضعفا ـ التي ستخرج صبيحة هذا اليوم من مجلس الأمن الدولي حيال التصويت على مشروع قرار يطالب بإنشاء ممرات إنسانية في سورية لوكالات الأمم المتحدة وشركائها ـ وإن خرجت بالموافقة فستكون فاصلة موهنة وبرهانا على تحديد الحد الأدنى من الإحساس والشعور بالشعب الأقل حظا في فلك الإنصاف الإنساني.
يدعو نص المشروع جميع الأطراف إلى "السماح ومن دون تأخير بإنشاء ممرات إنسانية سريعة وآمنة ومن دون عوائق، بما في ذلك عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود". القارئ لمنعطفات السياسة ودهاليزها يستطيع اكتشاف أن ثمة ما سيُفشل هذا المشروع - الذي لم يكن مشروعا، بل هو حل عابر لإدخال القليل من الضوء في الحجرة الأكثر عتمة في التاريخ اللا إنساني مع القتل والجوع والبرد والدمار، لأنه ـ من خلال قراءة بنوده ـ أبعد ما يكون عن محاولة إنهاء النزاع و إيقاف شلال الدم السوري، بل جاء كفاصل إعلاني وتسويقي للدول العظمى، التي مما لا شك فيه أنها هي المستفيد الأول والأخير حيال إطالة أمد النزاع السوري.
روسيا لم تعلن موقفها حول هذا النص "الذي كان مدار مفاوضات صعبة بينها وبين الدول الغربية. ولم تصدر عنها أية إشارة حول نواياها بشأن مشروع القرار، بعد أن طلب سفيرها في المجلس مهلة للتشاور مع حكومته"!
التشاور في إغاثة شعب منكوب بطاغية ـ سيلفظه التاريخ وسيكون "الناب الأطول" والأكثر دموية في تاريخ البشرية ـ يحتاج لمزيد من المهل والوقت كي يقرر الضمير الروسي مدى اتساع صدره لإنقاذ المشردين والأرامل.
في هذه اللحظات، التي يتشاور الروس خلالها مع الشيطان والضمير العالمي مع مدى فاعليته ـ التي لا تتجاوز قبة مجلس الأمن ـ لقي العشرات مصرعهم وأصيب 200 آخرون 20 منهم في حالة حرجة، وذلك في تفجير سيارة مفخخة هز مخيماً للاجئين بمعبر باب السلامة بين تركيا وسورية.
قتلى النظام الدموي يتناثرون في كل جانب على الأرض السورية ومجلس الأمن ما زال حتى اللحظة يصوت على إيصال كأس من الماء لشعب يحتضر!
أخيرا، "ألغيت من المسودة الجديدة مواد كانت تدين النظام السوري عارضتها روسيا والصين، كما خففت اللغة التي صيغ بها مشروع القرار، لا سيما عند الإشارة إلى الحكومة السورية". إنها السياسة حين تدار من خلف الكواليس، وحين تتأبطها المصالح المشتركة واللا مشتركة وحين تُجمع الدول العظمى على أن تخفف اللغة التي يخاطب بها "الطاغية" ولا تستطيع الإجماع على كأس ماء.