الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ألا يخجل هؤلاء؟!

ألا يخجل هؤلاء؟!

07.09.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الجمعة 6/9/2013
سيعض الذين إختاروا الوقوف في صف المؤيدين لنظام بشار الأسد حتى بعد جريمة إستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد أبناء الشعب السوري أصابعهم ندماً وسيحارون في إيجاد مأوىً يختبؤون فيه من أنفسهم ومن أصدقائهم وأهلهم وأقاربهم وستبقى اللعنة الإنسانية تلاحقهم طوال ما تبقى لهم من الأعمار فهذا حصل عبر التاريخ القريب والبعيد، مع كل الذين إنحازوا إلى القتلة والسفاحين فوجدوا أنفسهم في النهاية غير قادرين على النَّدم لأنه لم يعد مقبولاً منهم مثل هذا النَّدم.
إن على هؤلاء الذين ذهبت بهم هواجسهم الطائفية المفتعلة والكاذبة التي لا يمكن تبريرها ولا فهمها إلى حدِّ الوقاحة في تبرير قتل الآلاف من أبناء الشعب السوري من بينهم حسب التقديرات الدولية نحو ربع هذا العدد من الأطفال الأبرياء الذين هم في أعمار الورود،.. إن على هؤلاء أن يتذكروا أن أهم الذين ساندوا حافظ الأسد قبل إنقلابه العسكري في عام 1970 وبعد ذلك، ومن بينهم مصطفى طلاس وعبد الحليم خدام ورفعت الأسد شقيق حافظ الملطخة يداه بدماء قتلى مذبحة حماة الشهيرة في عام 1982، يعيشون الآن في المنافي وإنَّ على هؤلاء أيضاً أن يدركوا أنَّ هذا النظام قد إقتربت لحظة رحيله وأن رموزه سوف يساقون إلى المحاكم لينالوا العقاب الذي يستحقونه على ما فعلوه وأن مؤيديه لن يستطيعوا النظر إلى إنعكاسات صورهم في مرايا منازلهم.
ولعل ما يعرفه هؤلاء وغيرهم أنَّ الذين كانوا باعوا ولاءاتهم وأقلامهم وإنحيازاتهم للرئيس العراقي صدام حسين مقابل «البونات» البترولية وكل حسب سعره قد هربوا بـ»بوناتهم» عندما حانت لحظة الحقيقة وذابوا في هذا الزحام الكوني الصاخب ولم يعد أحد يذكرهم ولم يعودوا هُمْ يذكرون صاحب هذه «البونات» ولو بمجرد قراءة «الفاتحة» في الذكرى السنوية لتعليقه على حبل المشنقة.
لا يوجد أي وجه شبه بين «نهَّازي» الفرص هؤلاء وبين من وقفوا إلى جانب أدولف هتلر وأمثاله حتى اللحظة الأخيرة وبعد اللحظة الأخيرة فهناك وعلى مدى حقب التاريخ من كانت قناعاتهم خاطئة لكنهم لم يتخلوا عنها ودفعوا أعمارهم من أجلها ولذلك فإن المؤكد أن بعض «رفاق» بشار الأسد لن يتخلوا عنه حتى بعد إنهيار نظامه والدليل أن بعض أنصار صدام حسين ما زالوا يقاتلون في العراق ولا زالوا يفجِّرون ويقتلون الأبرياء رغم قناعاتهم بأن تلك الحقبة المظلمة لن تعود وأنَّ ما فات..فات وأن التاريخ لا يمكن أن يعود إلى الخلف.
إنَّ هذه الحالات آنفة الذكر معروفة ومفهومة لكن المشكلة أن معظم الذين يصطفون الآن إلى جانب بشار الأسد ونظامه عن بُعد ومن الخارج يدركون أنَّهم بمواقفهم البائسة هذه يؤيدون ذبح أبناء الشعب السوري بهذه الطرق الهمجية وهم يدركون ويعرفون أيضاً أن كل الحجج التي يسوقونها غير مقنعة وأن بعض هذه الحجج تستند إلى دوافع طائفية مخجلة ومعيبة وأن الشطط في إبداء المخاوف من «النصرة» والمجموعات الإرهابية هو من قبيل الكذب على النفس وعلى الناس لأنهم يعرفون أولاً أن هذه المجموعات بالأساس هي من صناعة هذا النظام ومخابراته وإستخباراته وأنهم يعرفون ثانياً أن الإنشقاقات في الجيش النظامي قد وصلت إلى عشرات الألوف وأن الذين قُتلوا في سوريا على مدى العامين الماضيين وصلت أعدادهم، حسب التقديرات الدولية، إلى مائة ألف وأكثر وهذا بالإضافة إلى المعتقلين والجرحى والمفقودين.
لقد أشارت الدوائر المعنية في الأمم المتحدة إلى أنَّ أعداد المهجرين إلى الخارج، إلى الدول المجاورة والبعيدة، قد وصلت إلى نحو مليونين وهذا غير أعداد مهجّري الداخل ثم وأن المعروف أن معظم المدن السورية، حمص وحماه وحلب وأدلب والرستن، قد أصبحت أطلالاً.. فمن الذي فعل كل هذا يا ترى.. أليس هو هذا النظام الذي يدافع عنه هؤلاء الذين سيندمون ذات يومٍ قريب ولكن يوم لا ينفع الندم.. والمعروف أنَّ الندم لم ينفع أولئك الذين إنحازوا إلى طغاة الأرض وأن بعضهم قد هرب من عيون الناس وربما من وجع ضميره أيضاً إما إلى الإنتحار أو الإختفاء كمطارَدٍ في الزوايا البعيدة المظلمة من الكرة الأرضية