الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- ارتفاع نبرة الفتور الأوروبية التركية

ألمانيا- ارتفاع نبرة الفتور الأوروبية التركية

03.08.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 02‏/08‏/2016
يجري رئيس مجلس الشورى والنصائح الاوربي وهو مجلس وساطة بين البرلمان والمفوضية الاوروبية يتخذ من شتراسبورج مقرا رئيسيا له يضم جميع دول القارة الاوروبية اضافة الى تركيا ودول وسط آسيا وبلاد المغرب العربي اضافة العراق والاردن ، توربجون ياجدلاند ، وهو رئيس وزراء سابق لفنلندا، يوم غد الاربعاء 3 آب /اوجسطس مباحثات مع الرئيس التركي رجب الطيب اردوجان ورئيس الوزراء علي يلدريم ووزير الخارجية مولود جاويش اوغلو ووزير العدل بكر بازداك تتعلق بشكل مسهب حول الخلاف الاوربي التركي والسبل الكفيلة لانهاءها كما ويريد الاطلاع على تطورات الوضع السياسي في تركيا ما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وحالة الطوارئ المعمول بها في تركيا حاليا .
وتعتبر زيارة سكرتير عام مجلس الشورى الاوروبي ضرورة مهمة لتهدئة التوتر بين الاوروبيين  وتركيا .
فالعلاقات الالمانية الاوروبية مع تركيا بسودها جو من الفتور والتوتر بدأت منذ التوقيع على الاتفاق الاوربي التركي لانهاء ازمة تدفق اللاجئين على اوروبا ، هذا الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في وقت سابق من شهر آذار /مارس من عام 2016 الحالي الذي يكمن استيعاب تركيا اللاجئين الذين كانوا في اليونان مقابل تعجيل معاوضات الاوروبيين مع انقرة للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي . الا أن الغاء تأشيرة دخول الاتراك الى دول اتفاقية منطقة / شينغين / الذي من المقرر أن يكون صالحا للتنفيذ في وقت لاحق من شهر تشرين اول / اكتوبر المقبل بعد أن تم تأجيله ومعارضة اعضاء بالبرلمان الاوروبي الغاء تأشيرة الاتراك بحجة مخاوف من وصول الارهابيين وحجج اخرى تعتبر بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالعلاقات الاوروبية التركية .
وكان الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان قد  أعلن يوم أمس الاثنين 1 آب / اوجسطس  انه اذا لم ينفذ اتفاق الغاء تأشيرة دخول الاتراك الى دول الاتحاد الاوروبي فان حكومته ستلغي اتفاق اللجوء ، الامر الذي  وصفه نائب المستشارية الالمانية وزير الاقتصادي رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي زيجمار جابرييل  تصريحات اردوغان بالابتزاز والمانيا واوروبا لن  ترضخا له ، بينما طالب نائب رئيس البرلمان الاوروبي عن كتلة احزاب الديموقراطيين الاحرار – الليبراليين / السياسي الالماني / الكسندر جراف لامبسدورف الذي يعتبر من مناوئي تركيا بين الاوروبيين ، الحكومة الالمانية ممارسة الضغط على انقرة مشيرا ان الاتفاق الاوربي التركي حول تعجيل المفاوضات الذي يكمن بنوده باصلاحات على السياسة الاجتماعية وحقوق الانسان لم تقم انقرة بتنفيذ مطالب الاوروبيين بشكل كامل ، بالرغم من توصية لجان توسعة الاتحاد الاوروبي الاوروبيين باستمرار المفاوضات اذ ان انقرة انجزت 66 بندا من مجمع 72 بندا من مطالب الاوروبيين . وعزا لامبسدورف مطالبه الحكومة الالمانية الضغط على انقرة للاجراءات التي تقوم به انقرة مصل اعتقال الصحافيين واغلاق بعض دور الصحافة معتبرا ذلك انتهاكات لحقوق الانسان .
الا ان وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير أكد ضرورة التزام الاوروبيين باتفاقيتهم مع الاتراك بشأن الغاء تاشيرة الدخول منتقدا التهديدات التركية  بالغاء اتفاقية اللجوء لانها تعتبر غير انسانية بالنسبة لمعاناة اللاجئين مطالبا الاوروبيين باستمرار مفاوضاتهم مع الاتراك لدخول عضوية الاتحاد الاوروبي اذ انها تعود لصالح الاوروبيين اكثر منها لصالح تركيا ، الا انه اعلن انهاء المفاوضات لعضوية تركيا بالاتحاد اذا ما تم اعادة عقوبة الاعدام ، كما أعرب  رئيس لجان شئون السياسة الاقتصادية بالمفوضية الاوروبية / السياسي الالماني /  ميشائيل اوتينجر /  رئيس وزراء سابق لولاية بادن فورتمبيرج / تأييده لتصريحات شتاينماير حاثا انقرة والاوروبيين بالمرونة والعمل على انهاء الفتور بينهما .
ومن ناحيته قثد  اعتبر الامير هانس جيرت فون برويسين وهو حفيد القيصر الالماني فيلهلم الثاني آخر القياصرة الالمان من الدولة البروسية الاعلام الغربي وخاصة في المانيا معاد لتركيا وينتهج عدم المصداقية بما يجري بتلك الدولة منتقدا اوروبي الاتحاد الاوروبي وقوفهم الى جانب محاولي الانقلاب بتركيا الذين حاولوا يوم الجمعة من 15 تموز / يوليو المنصرم القضاء على الديمقوراطية والحريات العامة بالدولة المذكورة .
واشار الامير المذكور  هذا اليوم الثلاثاء 2 آب /اوجسطس قبيل دخوله مبنى البرلمان الالماني لحضور جلسة مغلقة حول الوضع بتركيا التي قام بزيارتها زيارة تضامن ميدانية  خلال الفترة ما بين 20 و28 تموز / يوليو ان ما تذكره الصحافة الالمانية والغربية حول الوضع في تركيا من انتهاكات لحقوق الانسان ومصادرة الحريات العامة العامة مبالغ فيه للغاية وان على الاوروبيين إبداء رايهم بصراحة حول موقفهم من المحاولة الانقلابية قبل ان ينقلب السحر على الساحر / على حد تعبيره / حاثا بالوقت نفسه الاقتصاد الالماني زيادة استثماراته بتركيا صناعيا وعلميا اكثر من ذي قبل وذلك تضامنا مع الحكومة التركية التي جعلت من بلادها دولة اقتصادية وصناعية لا يستهان بها ومحاولة الانقلاب كانت من اجل ضرب ما حققته تركيا على مدى العشرة الاعوام الماضية موجها نصائحه  لمحبي الاجازات من الالمان وغيرهم قضاء اجازاتهم بتركيا اذ لا يوجد خطر عليهم مثل ما يدعيه الاعلام مطالبا الحكومة الالمانية بتقوية علاقاتها مع تركيا بشكل افضل من ذي قبل معربا عن أمله ان يستطيع الاوروبيون والاتراك تجاوز خلافاتهم على حد قوله .
والامير الالماني المذكور هو رئيس العائلة البروسية فاذا ما قرر البرلمان الالماني إعادة الملكية فانه سيكون ملك المانيا المقبل . ويشغل الامير البروسي  عضوية الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية ويشرف على وقف لرعاية اطفال يتامى الحروب ورئيس جمعية الصداقة الالمانية الجنوب امريكية .