الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا-  تقييم لمؤتمر الناتو- حرارة الحرب الباردة ؟

ألمانيا-  تقييم لمؤتمر الناتو- حرارة الحرب الباردة ؟

13.07.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏11‏/07‏/2016
عقد زعماء حلف شمال الاطلسي / الناتو / يومي الجمعة والسبت المنصرمين 8 و 9 تموز / يوليو الحالي مؤتمرهم بالقاعة نفسها التي تم التوقيع بها عام 1955  على قيام حلف / وارسو / العسكري تحت قيادة ما كان يُطلق عليه بـ / الاتحاد السوفييتي /  لمواجهة حلف / الناتو / هذه القاعة التي تقع بقصر الجمهورية البولندية . نتائج المؤتمر كان بمثابة نذير اضفاء حرارة على برودة الحرب الباردة ، هذه الحرب التي اعلن سياسيون وعسكريون اوروبيون وامريكان من قادة / الناتو / انتهاءها رسميا عام 1989 الا انها  عادت للواجهة منذ بداية القرن الواحد والعشرين وبالتحديد عام 2008 بجورجيا جراء تحريض الولايات المتحدة الامريكية رئيس تلك الدولة السابق بارسال فرق عسكرية الى اقليم جنوب ايستونيا / جنوب القوقاز / لضمه الى جورجيا نجم عنه تدخل روسيا لحماية حدودها وفقدان جورجيا اقليم ابخازيا وجنوب ايستونيا اللتين اعلنتا استقلالهما عن جورجيا بدعم قوي من موسكو  .
يرى الكثير من السياسيين من بينهم رئيس روسيا السابق ميخائيل جورباتشوف ومسئول ملف العلاقات الالمانية الروسية بالحكومة الالمانية خبير السياسة الاوروبية والشرق الاوسط جيرنوت ايرلر الذي كان يشغل وزارة الدولة بوزارة الخارجية الالمانية بالقرار الذي اتخذه زعماء / الناتو /  باضفاء حوالي 1000 جندي  من عناصر فرقهم العسكرية بدول بحر البلطيق / ليتلاند وليتوانيا وايستونيا / التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي اضافة الى قاعدة لطائرات الرقابة في بولندا ليصبح عدد عناصر فرق / الناتو / بتلك الدول الى حوالي 4 الاف جندي مع اسلحة وعتاد عسكري متطور  تحضير لحرب حقيقية بين / الناتو / وروسيا . واعتبر ايرلر بلقاء مع المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني هذا اليوم الاثنين 11 تموز / يوليو  قرار زيادة عدد الفرق العسكرية للحلف بدول بحر البلطيق / شرق اوروبا / انتهاكا خطيرا لاتفاقيات عام 1997 بين / الناتو / وروسيا التي تكمن بعدم اثارة موسكو من اي سياسة جديدة بالشرق الاوروبي ، ذلك الاتفاق عدم توسعة رقعة / الناتو / الى الضفة الشرقية من نهر / البه / الذي ينبع من التشيك مرورا ببولندا ويصب ببحر الشمال عبر المانيا ، كما ينص الاتفاق المذكور عدم تمرينات عسكرية للـ / ناتو / عندما تنضم دول البلطيق الى / الناتو / مبديا قلقه عن اجراءات عسكرية وسياسية تتخذها موسكو ضد ذلك القرار .
القرار المذكور لم يلق ارتياحا من وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي نائب المستشارية الالمانية زيجمار جابرييل وسياسيون أشتراكيون آخرون في المانيا واوروبا ، فوزير الخارجية يرى بالقرار صب الزيت على النار وان الاوروبيين لا يريدون انهاء القطيعة مع روسيا  بسبب الازمة الاوكرانية ومحاولة اعادة الثقة بين الاوروبيين ومعهم / الناتو / مع روسيا مؤكدا ان قرار / الناتو / بمثابة ترويع العسكريين لموسكو التي يمكن ان تخذ قرارات عسكرية لمواجهة / الناتو / وتفاقم الوضع العسكري وغيره باوكرانيا وتركيا ودول بحر البلطيق اضافة الى بولندا ، بينما رأى نائب المستشارية الالمانية جابرييل / الناتو /  انه يسير بطريق خاطئ .
ويؤكد رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر بمؤتمر / الناتو / مؤتمر اعلان حرب ضد روسيا بسبب اوكرانيا وبحر البلطيق لا أكثر وبمثابة تقاعس عن انهاء مأساة الشعب السوري لعدم تطرقه بشكل مسهب عن الوضع في سوريا مشيرا انه بالرغم من التقارب التركي الروسي من جديد الا ان التهديد الروسي لتركيا العضو الهام بـ / الناتو / قائم وربما يؤدي قرار زعماء / الناتو / بترويع روسيا ترويع موسكو لانقرة مثل ما يقال / العين بالعين والسن بالسن / معربا عن رايه قطيعة خطيرة بين / الناتو / وروسيا ينجم عنها مناوشات عسكرية محدودة على حد هذه الآراء  .