الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- آراء السياسة والصحافة حول أحداث مصر

ألمانيا- آراء السياسة والصحافة حول أحداث مصر

17.08.2013
هيثم عياش


برلين /‏15‏/08‏/13
تعتبر تطورات الاوضاع السياسية والامنية التي تشهدها مصر حاليا موضع انتباه السياسة الدولية واهتمام خبراء منطقة الشرق الاوسط اضافة الى تكهنات حول نتائج ما يُطلق عليه بـ/ الربيع العربي / ومستقبل انتفاضة الشعب السوري .
وقد أعربت الحكومة الالمانية ابتداء من ناطق المستشارة انجيلا ميركيل شتيفين زايبرت ووزير الخارجية جويدو فيسترفيليه عن استيائهم  اقدام الشرطة والجيش المصري يوم أمس الاربعاء 14 آب/ أوجسطس ممارسة العنف لانهاء الاحتجاج والاعتصام من اجل اطلاق الرئيس المصري محمد مرسي واعادته الى السلطة من اجل حماية الشرعية مطالبين الحكومة المصرية  بوقف اي1اء الشرطة للمواطنين المصريين ومطالبين قيادة الجيش باعادة جيشهم الى ثكناتهم من جديد والدعوة الى حوار بناء قبل سقوط مصر بهاوية العنف . كان هذا موقف الحكومة الالمانية .
وأجمعت آراء خبراء الشرق الاوسط مثل خبراء المنطقة اودو شتاينباخ  وميشائيل لودرز  وأستاذ اللغة العربية ومادة الاسلام في جامعة مدينة لايبتسيغ ايبرهارد شولتسه وأستاذة الشرق الاوسط في جامعة برلين الحرة جودرون كريمر بندوة طارئة دعا اليها بيت الثقافات الدولية بالعاصمة برلين مساء يوم أمس الاربعاء 14 آب/أوجسطس  ان بطش الجيش والعسكر بالمتظاهرين الذين يطالبون باعادة الشرعية لم يكن من اجل إعادة الهدوء والاستقرار بل من اجل القضاء على الحريات العامة وعودة مصر الى الحكم الفردي  من جديد وجذب أنظار العالم الى ما يجري في سوريا الى احداث مصر لاعطاء دعم قوي وحقيقي لرئيس نظام سوريا بشار اسد بمواجهته شعبه الذي يطالب بالحريات العامة واضطر الى حمل السلاح للدفاع عن نفسه فاتهام الاخوان المسلمين باحداث الشغب ليس له دليل قوي تستند اليه السياسة الدولية وعزل محمد مرسي جاء بأوامر امريكية على غرار ما وقع في الجزائر بداية التسعينيات عندما نجحت جبهة الخلاص الاسلامي بانتخابات نزيهة وحرة طلبت فرنسا من جيش تلك الدولة إفشال الانتخابات بانقلاب نجم عنه مقتل اكثر من مائة الف شخص وما يجري في مصر سيؤدي الى عودة العنف وانقسام الشارع المصري على نفسه اكثر مما عليه الآن فادعاءات جبهة الانقاذ وحركة تمرد جمع حوالي 20 مليون توقيع للاطاحة بمرسي لا يعتبر السواد الاعظم من المصريين بل هناك 34 مليون شخصا لا يزالون يؤيدون مرسي . ورأى هؤلاء الخبراء بتصريح وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم الذي اشار يوم أمس الاربعاء 14 آب/اوجسطس بأن ما جرى بالقاهرة وغيرها اعادة مصر ال ما قبل ثورة 25 كانون ثان/يناير من عام 2011 بمثابة عودة مصر الى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك والحكومة الحالية المؤقة هي حكومة مبارك الامر الذي يعني انه انقلاب على المصريين الذين انتفضوا على مبارك  لنيل حريتهم والغرب يتحمل مسئولية ما جرى بتلك الدولة من خلال دعمهم لعملاءهم بالغرب متوقعين بالوقت نفسه وقوع انقلاب عسكري جديد ضد العسكر الذين أطاخوا بالديموقراطية بتلك الدولة .
وأكد شولتس ومعه شتيانباخ ان محاولة القضاء على الاسلاميين في مصر وتونس وليبيا وأيضا في سوريا  مصيرها الفشل فالاسلام له جذور راسخة بشعوب الدول الاسلامية في مقدمتها العربية ومهما حاول الغرب تزيين الديموقراطية والحريات العامة في نظر مسلمي تلك الدول وتشجيعهم بنبذ الاسلام واقامة نظم علمانية ببلادهم مصيرها الفشل ايضا وتاريخ تركيا الحديث دليل واضح واضح على شغف الاتراك بالاسلام فبعد وقاة مصطفى كمال أتاتورك الذي أرسى نظام العلمانية ببلاده واستبدل الاحرف التركية العربية باللاتينية وجعل الدعوة الى الصلاة / الأذان / باللغة التركية الغى هذه الاشياء عدنان مندريس فعندما عادة الادان الى العربية ذبح الاتراك الأغنام ابتهاجا بذلك حاول جمال عبد الناصر القضاء على الاخوان فخرجوا أقوى من ذي قبل ومهما بذلت حكومة مصر الحالية ومعها الجيش جهودها بالقضاء على الاخوان فان هذه الجهود ستبوء بالفشل . 
واتفقت آراء بعض الصحف الالمانية التي ظهرت هذا اليوم الخميس 15 آب/اوجسطس على ان ما جرى يوم أمس الاربعاء بسقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل وجريج جراء سعي الجيش والشرطة لانهاء الاحتجاجات دليل قوي على فشل الانقلاب العسكري .
وبالرغم من أن صحيفة / دي فيلت / تعتبر بمقدمة الصحف الالمانية عداوة للاسلاميين وبوقا من ابواق الصهيونية في المانيا واوروبا وترحيبها بعزل الجيش للرئيس المصري محمد مرسي الا انها أعربت هذا اليوم  الخميس عن أسفها لما وقع بتلك الدولة مؤكدة ان الجيش والحكومة المصرية تتحمل مسئولية ما وقع جراء إعلانها في وقت سابق من الاسبوع الماضي فشل الجهود الدولية لانهاء الازمة السياسية بمصر مؤكدة بالوقت نفسه ضرورة بذل جميع الجهود الدولية للحيلولة دون انهيار مصر حتى لا تصبح صومال ثانية .
أما صحيفة / كولنر شتات أنتسايغر- أخبار مدينة كولونيا /  التي تعتبر اقدم صحيفة بالمانيا فقد طالبت الغرب وخاصة النمسا عدم اسقبال نائب الرئيس المصري للشئون الدولية محمد البرادعي الذي استقال من منصبه يوم أمس الاربعاء الذي عزا استقالته لمعارضته انتهاج القوة ضد المعتصمين بل اشارت الى ضرورة القاء القبض عليه لانه يتحمل مسئولية ما آلت اليه بلاده فهو كان وراء انتشار الفتن ضد مرسي والاخوان المسلمين واستقالتهخ هروبا من المسئولية وبالتالي شعوره الى احتال وقوع انقلاب عسكري مضاد للانقلاب العسكري الحالي .
وأعربت صحيفة / برلينر تسايتونغ / عن حزنها على الشعب السوري موضحة ان ما جرى في مصر من انقلاب ضد مرسي  وممارسة العنف ضد الذين يطالبون بإعادته الى منصبه  بمثابة استهداف انتفاضة الشعب السوري  فمصر دولة عربية كبرى لها وزنها الهام بمنطقة الشرق الاوسط واعلان الرئيس المصري محمد مرسي قبيل الاطاحة  به بأسابيع قليلة قطع علاقاته مع بشار اسد لقي ترحيبا كبيرا من اكثر الشعوب الاسلامية واعلان الحكومة المصرية الحالية اعادة سياستها تجاه بشار اسد دليل واضح ان الانقلاب ضد مرسي كان انقلابا على التضامن المصري مع السوريين مؤكدة انه بالرغم ما وقع بتلك الدولة فان عزل مرسي ومحاولة القضاء على الاحتجاجات ستبوء بالفشل .