الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- آراء الصحافة حول زيارة أوباما لألمانيا والتضامن الأوروبي لمواجهة الأزمات

ألمانيا- آراء الصحافة حول زيارة أوباما لألمانيا والتضامن الأوروبي لمواجهة الأزمات

26.04.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
هانوفر ‏25‏/04‏/2016
حث الرئيس الامريكي باراك اوباما الاوروبيين على التضامن مع بعضهم البعض لمواجهة الازمات والمخاطر التي تحدق بهم .
جاء ذلك بكلمة القاها هذا اليوم الاثنين 25 نيسان /ابريل على هامش معرض مدينة هانوفر الدولي للاليات اذ تعتبر بلاده شريك معرض  هذا العام .
ورأى اوباما ان حوادث الارهابية التي وقعت بباريس وبروكسل مؤخرا دليل واضح على قوة الارهاب بشكل اكثر من ذي قبل فأذرعته طويلة تطول كل مكان في اوروبا والعالم والاتضامن الاوروبي ضروري للنظام الدولي وبدون هذا التضامن فالعالم سيبقى في قبضة العنف مؤكدا ان الولايان المتحدة الامريكية تريد اوروبا موحدة وحرة تعيش في سلام . وطالب اوباما تكثيف الاوروبيين  لجهودهم بمحاربة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلام / الذي اعتبره بربريا وخطرا محدقا على الامن والسلام الدوليين وان ادارته تريد تكثيف جهودها في سوريا والعراق لمحاربة التنظيم المذكور بلا هودة ، مطالبا اوروبا والناتو تكثيف جهودهما ايضا لاحلال السلام والهدوء بربوع العراق وسوريا والسعي لبناء تلك الدولتين من جديد ولا سيما بناء البنى الاقتصادية للعراق اذ سيساهم  دعم احياء الاقتصاد العراقي وضع حد لقوة ما أطلق عليهم  بالمتشددين مؤكدا ان الارهابيين يريدون استهداف حياة الناس في امريكا واوروبا على حد سواء وعلى الاوروبيين المساهمة بمحاربة الحقد الذي يحمله المتطرفون واصفا العالم انه يعيش في هذه الفترة بسلام لاول مرة منذ سنوات عديدة ومنظمات الارهاب الدولية التي تقوم بعمليات ارهابية في كل مكان باوروبا تريد زعزعة هذا الامن على حد قوله .
وكان الرئيس الامريكي قد افتتح  اوباما مع المستشارة انجيلا ميركيل مساء يوم أمس الاحد 24 نيسان / ابريل وبعد مباحثاتهما معرض هانوفر الدولي للاليات ، فالولايات المتحدة الامريكية شريك المعرض لهذا العام اذ تشارك به حوالي 14 آلف مجموعة صناعية من حوالي 70 بلدا بالعالم من بينهم السعودية والامارات العربية المتحدة ويصل عدد المجموعات الامريكية الى حوالي 56 مجموعة .
زيارة الرئيس الامريكي الى مدينة هانوفر ربما تكون آخر زيارة له الى المانيا كرئيس للولايات المتحدة الامريكية ، وقد أعرب خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع ميركيل عن حبه وتقديره للمستشارة الامر الذي اعتبرته بعض الصحافة الشعبية اعلان حب سياسي لميركيل . الا ان الصحف السياسية المرموقة اشارت بتعاليقها هذا اليوم حول تصريحات اوباما عن   السياسة الدولية وخاصة سوريا والحرب ضد تنظيمات الارهاب الدولية الى أن الرئيس الامريكي أبدى صفحة وجهه بصراحة بانه غير مهتم بقضايا العالم وخاصة سوريا ، فصحيفة زوددويتيشه تسايتونغ – جنوب المانيا / رأت برفض اوباما توجيه ضربة قاصمة لرئيس نظام سوريا بشار اسد بان اوباما لم  يهتم بماساة الشعب السوري منذ اندلاع انتفاضته عام 2011 وتهديداته بالويل والثبور لاسد اثر قصفه مناطق بغوطة دمشق بالاسلحة الكيمياوية عام 2013 بقيت فقاعات هوائية مثل وعوده بمصالحة الغرب مع الاسلام من خلال خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة عام 2009 بقيت حبرا على ورق  وامتناعه اقامة مناطق آمنة للاجئين السوريين مناطق الحدود السورية التركية ضربة موجعة للمستشارة ميركيل التي اعلنت تأييدها في وقت سابق لمطالب انقرة باقامة مناطق آمنة معتبرة اوباما وراء افول شمس الادارة الامريكية بهدوء والرئيس القادم لن يستطيع وقف افول شمس بلاده .
واعتبرت صحيفة / نويه اوسنابروكر تسايتونغ – صحيفة اوسنابروك الجديدة / الرئيس الامريكي انه لم ينتهج سياسة واقعية ، صحيح انه أعاد العلاقات الامريكية مع كوبا من جديد ويسعى لاغلاق سجن جوانتينامو الا انه لم يقف موقفا صارما تجاه الغطرسة الروسية ولم يثبت تضامنه مع اوروبا ومباحثاته مع ميركيل يوم أمس الاحد لن تسفر عن شيء .
اوروبا بحاجة الى امريكا وليست امريكا بحاجة لاوروبا على حد رأي صحيفة /دي فيلت – العالم / فبدون واشنطن لن تستطيع اوروبا وفي مقدمتها برلين انهاء الازمات الاوروبية والدولية ومحاربة الارهاب وعلى الاوروبيين كسب ثقة واشنطن بشكل اكثر لمواجهة الخطر الروسي الذي يريد فرض هيمنته على اوروبا من جديد ولا سيما دول بحر البلطيق .
اوباما ومعه الادارة الامريكية ضد الشعب السوري وشعوب مصر وليبيا والعراق فالادارة الامريكية التي وعدت بدعم الشعب السوري بانتفاضته من اجل الحرية كان بإمكان الشعب المذكور تحقيق طموحاته برؤية بلاده حرة كما ان الادارة الامريكية ساهمت بشكل فعال الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس مدني منتخب شرعيا من قبل شعبه وذلك من اجل ابقاء هيمنة امريكا بمنطقة الشرق الاوسط وتأكيد اوباما بمؤتمره الصحافي الذي عقده مع ميركيل بضرورة إنجاح محادثات جنيف لانهاء الصراع في سوريا تأكيد منه الابقاء على العنف في ذلك البلد على حد رأي صحيفة فرانكفورتر روندشاو / .