الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- آراء بعض الصحافة حول عملية القدس وتدهور الأوضاع بفلسطين

ألمانيا- آراء بعض الصحافة حول عملية القدس وتدهور الأوضاع بفلسطين

20.11.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏19‏/11‏/14
يخشى الكثير من السياسيين الالمان ابداء رايهم بصراحة حول همجية الكيان الصهيوني وعنصريته التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني اضافة الى تدنيسه للمقدسات في مقدمتها المسجد الاقصى وسياسة التهويد وغيرها . وتكمن خشية السياسيين من انتقادات يوجهونها لسياسة الصهاينة اتهم الصهاينة لهم بالمعادة للسامية ، فالمعاداة للسامية تعتبر وصمة عار للصهاينة . فالسامية بمنظور الحركة الصهيونية العالمية العلو والسمو وانهم شعب الله المختار ولا يعني مفهوم السامية لدى الحركة الصهيونية العالمية  بان المستوطنين الصهاينة هم من سلالة سام بن نوح . وعدم انتقادات الحكومة الالمانية للسياسة الهمجية التي ينتهجها الصهاينة مثل تدنيس المسجد الاقصى وكنيسة القيامة اضافة الىالاعتقالات والقتل وهدم البيوت يعود الى المستشارة انجيلا ميركيل التي اكدت ومنذ انتخابها مستشارة لالمانيا عام 2005 والى وقتنا مسئولية المانيا على حماية الصهاينة ولذلك فان الاراء التي تصدر عن ميركيل ووزير خارجيتها الحالي فرانك فالتر شتاينماير والسابق جويدو فيسترفيليه حول ما يجري في فلسطين المحتلة تتهم الفلسطينيين وتبرئ الصهاينة وموقف برلين تجاه الحرب الاخيرة التي شنها الصهاينة ضد شعب غزة في صيف عام2014 الحالي أكبر دليل فميركيل وشتاينماير اكدا حق الصهاينة بالدفاع عن انفسهم والعملية الاخيرة التي استهدفت يوم أمس الثلاثاء 18 تشرين ثان/نوفمبر  كنيسا بالقدس وقعت جراء تدنيس الصهاينة المسجد الاقتصى وممارستهم عنصرية دينية  وغيرها فوزير الخارجية وصف العملية بالبربرية مستهدفة ابرياء بينما لم ينبث ببنت شفة ازاء ما فعله ويفعله الصهاينة ضد المسجد الاقصى .
وقد اثارت عملية القدس تعاليقا لبعض الصحف الالمانية هذا اليوم الاربعاء 19 تشرين ثان/نوفمبر ، فترى صحيفة / زوددويتشيه تسايتونغ- صحيفة جنوب المانيا / أن عملية القدس أظهرت مدى غضب الفلسطينيين من ممارسة الصهائينة بتدنيس المقدسات الاسلامية ولا سيما المسجد الاقتصى اولى القبلتين لدى المسلمين ، فالمسلمون لم يهدموا مسجدا وكنيسة وكنيسا بينما أقدم الصهاينة على هدم مساجد وكنائس كثيرة في فلسطين وتمادي الصهاينة حقدهم على المسلمين فلي فلسطين كان جراء صمت السياسة الدولية وبالتالي فشل جهود الولايات المتحدة الامريكية واوروبا بانهاء العنف في فلسطين المحتلة فالقدس هي لب الازمة وعلى المجتمع الدولي المسئول عن امن الصهاينة انهاء لب الازمة بالوصل الى صيغة مرضية لوضعية القدس . وأعربت صحيفة / دي فيلت – العالم / التي تصدر عن مجموعة اكسيل شبرينجر الاعلامية الموالية للصهاينة عن قلقها على حياة الصهاينة في فلسطين المحتلة واصفة عملية القدس بالبربرية وجريمة بشعة ترتكب أمام بصر وسمع العالم مطالبة الحكومة الالمانية بوقف مساعداتها عن الفلسطينيين وعدم دعم انتفاضة الشعب السوري ضد الطاغية بشار اسد اذ انه اذا استطاع المسلمون حكم سوريا فان الصهاينة سيتعرضون للابادة .
ورأت صحيفة / فرانكفورتر الجماينه – صحيفة فرانفكورت العامة / ان ما يجري حاليا في فلسطين المحتلة إثارة اليهود المتطرفين لمشاعر المسلمين بالمسجد الاقصى تحت حماية الجيش الصهيوني واعضاء بالكنيست ورد الفعل الفلسطيني الذي نجم بالهجوم على كنيس القدس دليل واضح انه لا يوجد أي أمل بالتوصل الى سلام بمنطقة الشرق الاوسط بدون مقترحات تكمن بالتوصل الى صيغة موضية حول المسجد الذي بارك الله حوله ومن يعتقد مقدرة الامريكيين على انهاء العنف فهو يخطئ تماما فجهود وزير الخارجية الامريكي كيري فشلت ونجاح اي مبادرة لانهاء العنف والحقد تتطلب تعاونا قويا بين اوروبا والدول الاسلامية .
وطالبت صحيفتا / تاجيسشبيغل /و / برلينر تسايتونغ / الحكومة الالمانية ببذل جهودها لتهدئة الوضع المتأزم في فلسطين ولا سيما في القدس فاصوات الدعوة الى انتفاضة فلسطينية ثالثة او بالاحرى انتفاضة من  اجل القدس والمسجد الاقصى لن تكون انتفاضة  سرعان ما تخمد اذ ستساهم  الى انتفاضة اسلامية عارمة فالمسجد الاقصى له مكانته المقدسة لدى جميع المسلمين في العالم .
وحذرت صحيفة / كولنر شتات انتسايغر – عناوين مدينة  كولونيا/ ان تؤدي انتفاضة الاقصى الى انهاء دول الخليج العربي تحالفها مع الادارة الامريكية ضد محاربة تنظيم ما يطلق عليه بـ / الدول الاسلامية – داعش / اذا لم تنتهج الادارة الامريكية وبعض الدول الاوروبية سياسة حسم ضد سياسة الكيان الصهيوني فالدعوة الى انتفاضة من اجل حماية المسجد الاقصى لن تكون صرخة في واد عميق على حسب آراء هذه الصحف .
لقد اضطر الكثير من السياسيين الالمان الاستقالة من مناصبهم جراء انتقادهم الكيان الصهيوني ، فقد أعلن عضو البرلمان الالماني عن كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين اوتو شلويدر قبل مدة استقالته لتأكيده بأن أمن الكيان الصهيوني مرتبط ببقاء بشار اسد رئيسا لنظامه والنصيرية جزء لا يتجزأ من التعاليم اليهودية ، بينما اضطر عضو البرلمان الالماني عن كتلة المسيحيين الديموقراطيين للاستقالة من البرلمان واقالة الحزب له هانس جورج  باور لوصفه الصهاينة بالمفسدين بالارض .