الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- آراء حول الإرهاب بتركيا

ألمانيا- آراء حول الإرهاب بتركيا

09.06.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 08‏/06‏/2016
تعيش تركيا حاليا اوضاع لا تُحسد عليها بل تتطلب وقوف الدول المحبة للحرية والسلام في مقدمتها الدول الاسلامية الى جانب تركيا ، فالسعودية وتركيا مستهدفتان من قبل اعداءهما وهم كثر ، فالرياض تحارب باليمن من اجل أمن وسلامة السعوديين والحفاظ على اراضيها من اعتداءات ايران تحت غطاء الحوثيين وغيرهم ، وتشارك في التحالف الدولي ضد تنظيمات الارهاب الدولية واعلنت عن تشكيل تحالف عسكري اسلامي لمواجهة الارهاب .
أما تركيا فهي تعيش وسط ضغوط اوروبية ودولية عليها ، فالبرلمان الاوروبي يضع عوائق تحول دون تنفيذ اتفاقية المفوضية الاوروبية مع الحكومة التركية حول اللاجئين والتي تكمن في مقدمتها استعياب تركيا جميع اللاجئين في اليونان مقابل الغاء تأشيرة دخول  الاتراك دول الاتحاد الاوروبي ، فبعض اعضاء البرلمان الاوروبي يطالبون الحكومة التركية انهاء رقابتها على الصحافة  والغاء الحصانة عن اعضاء البرلمان التركي الموالين لحزب العمال الكردستاني وانهاء الاعمال العسكرية ضد الحزب المذكور . واستغل اعضاء البرلمان الالماني بتحريض من اعضاء بالبرلمان من اصل تركي و / كردي / وينتمون الى الطائفة العلوية  اصدار قرار ادانة الدولة العثمانية بارتكاب مذابح ضد الارمن وتهجيرهم ايضا زمن الحرب العالمية الاولى وذلك من خلال ادعاءات الارمن . ولم يكن باستطاعة اعضاء البرلمان الجرأة باصدار القرار لولا الضغوط التي تعيشها تركيا حاليا فقد فشل البرلمان الالماني عام 2015 بادانة الدولة العثمانية اذ يجب ايضا ادانة القيصرية البروسية التي وقفت الدولة العثمانية الى جانب وجانب دولة هابسبورج بالحرب العالمية الاولى .
كما ان وثائق تاريخ الحرب العالمية الاولى تؤكد ان القيصرية  الروسية هي وراء مذابح الارمن وتهجيرهم اذ حرضت القيصرية الروسية الارمن بالثورة على الدولة العثمانية من اجل ان يفسح لروسيا المجال احتلال ارمينيا ، وذلك ضمن وثائق اتفاقيات سايكس بيكو التي من ضمنها اعطاء ارمينيا لروسيا وسيطرة اليونان على ازمير التركية ومناطق محيطة بها .
وكانت المستشارة انجيلا ميركيل قد انتقدت اثناء مؤتمرا صحافيا عقدته يوم أمس الثلاثاء 7 حزيران / يونيو مع الرئيس الاذربي ايلهام علييف بشكل غير مباشر الرئيس التركي رجب الطيب اردوجان الذي طالب اثناء خطاب القاه قبل يوم أمس الاثنين 6 الشهر الجاري باجراء  تجارب طبية على الاتراك الاعضاء بالبرلمان الالماني ما اذا كانوا بالفعل اتراكا او لا وذلك لمعائدتهم لتركيا ، مشيرة ان الاعضاء المذكورين منتخبين من قبل الشعب الالماني واردوجان لا علاقة له لما ينتخبه الالمان .
ويرى عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني  ميشائيل شرام أن الاعتداءات الارهابية التي تقع بتركيا وكان آخرها الاعتداء الذي استهدف حافلة ركاب للشرطة باستانبول  يوم أمس الثلاثاء 7 الشهر الجاري ضرورية من اجل إذعان الرئيس التركي بتغيير سياسة القبضة الحديدية التي ينتهجها في بلاده ، فمنذ اجراءات انقرة العسكرية  ضد حزب العمال الكردستاني اثر عمليات منطقة كلس الارهابية التي وقعت في صيف عام 2015 تعيش تركيا في دوامة عنف الارهاب وعلى اردوجان تغيير سياسته هذه تجاه الاكراد ووضع تغييرات على سياسة الارهاب فربما تعود تركيا الى الاستقرار من جديد .
ولا يقف حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة / داعش / وحدهما وراء  الاعتداءات الارهابية التي تقع بتركيا بين الحين والاخر ، بل نظام بشار اسد فهو داعم اساسي للعمال الكردستاني وتنظيم / داعش / وحزب الاتحاد الديموقراطي الذي يؤاسه صالح مسلم ويسعى لاقامة دولة كردية في سوريا وكل هؤلاء اعداءً لتركيا كما هم أعداء السعودية .