الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- آراء حول تفجيرات استانبول

ألمانيا- آراء حول تفجيرات استانبول

14.01.2016
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 13‏/01‏/2016
يعتقد خبراء السياسة الامنية ان العمل الارهابي الذي وقع يوم أمس الثلاثاء 12 كانون ثان / يناير في بحي السلطان احمد الذي يعتبر من المناطق السياحية المشهورة في استانبول  مستهدفا  مجموعة من السياح الالمان هجوم على المانيا وبالتالي الحاق ضرر بالسياحة التركية التي تعتبر من مصادر الاقتصاد التركي ومحاولة يائسة لزعزعة الامن والاستقرار في تركيا بعد أن فشلت محاولة زعزعة امن واستقرار تلك الدولة خلال الفتجيرات الارهابية التي شهدتها تلك الدولة خلال عام 2014 و 2015 الماضيين ..
فالمستشارة انجيلا ميركيل أكدت بمؤتمر صحافي عقدته مساء يوم أمس الثلاثاء ان الارهابيين وجهوا رسالة قوية الى المانيا تكمن بضرورة محاربة برلين الارهاب بدون هوادة  مؤكدة وقوفها الى جانب تركيا التي تعاني من الارهاب وتضامنها مع انقرة في سياستها لمحاربة الارهاب وسعيها لاستقرار تركيا سياسيا واقتصاديا مؤكدة بالوقف نفسه حزنها على القتلى من الالمان ومواساتها لذويهم مؤكدة بان الاعتداء الارهابي اعتداء على المجتمعات الحرة وعلى المسلمين الذين يعتبرون  اوائل ضحايا الارهاب .
بينما أكد وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ان الهجوم على السياح الالمان في استانبول لن يثني المانيا المضي في قطع رأس  الارهاب الذي وصفه بسرطان خطير يريد السيطرة على جسم الانسانية وبدون تضامن وتعاون مع الدول المحبة للسلام مصحوبا بالدبلوماسية الهادئة التي تعتبر اقوى من السلاح فالسلاح وحده لا يعتبر وسيلة رئيسية للقضاء على الارهاب  ، وتنظيم / داعش / ضد الاسلام قبل المسيحية . 
الا ان عضوة التحالف اليساري بالبرلمان الالماني  شينجول داجدلين / من اصل تركي من الديانة النصيرية / رأت باستهداف الالمان باستانبول واعلان الحكومة التركية ان مرتكب الجريمة سوري يمنتمي الى تنظيم ما يُطلق عليه بـ/ الدولة الاسلامية /  دليل واضح لجذب بشار اسد لمحاربة الارهاب وانهاء العقوبات الاقتصادية ضد نظامه واعادة الشرعية له فبدون اسد لا  تستطيع الدول التي تحارب الارهاب انجاز هدفها بسحق تلك التنظيمات .
وتخشى منظمات حقوق الانسان من مغبة سوريين وراء قيامهم باعمال ارهابية على اللاجئين السوريين في تركيا والمانيا وبعض الدول الاوروبية ، فاعلان باريس عثورها على جوازات سفر سورية الى جانب القتلى والقتلة في حادثة باريس التي وقعت يوم 13 كانون اول / ديسمبر من عام 2015 الماضي التي راح ضحيتها اكثر من مائة شخص واعلان الحكومة التركية ان مرتكب جريمة يوم أمس الثلاثاء 12 كانون ثان / يناير من اللاجئين السوريين ومواليد السعودية ان ينجم عن ذلك عدم استقبال اي دولة من دول العالم لاجئين سوريين على اراضيها .
وأعربت رئيسة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف  عن قلقها ازاء اتهام سوريين بالوقوف وراء الارهاب واعمال جنائية أخرى قيام اوروبا بطرد اللاجئين السوريين من اراضيها الامر الذي يعني ان مأساة انسانية لم يشهدها العالم منذ قرون ستعود لا محالة مطالبة خبراء الامن الدوليين التحقيق بشكل  علمي وواقعي وميداني  عن مرتكبي الجرائم قبل اصدار رايهم على الفاعل فور وقوع الجريمة .
وبالرغم من استهداف الالمان باستانبول فلا يوجد اي اجراءات امنية مشددة في المانيا من خلال اعلان وزير العدل الالماني هايكو ماس الذي اكد الى المحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / صباح هذا اليوم الاربعاء 13 كانون ثان / يناير بان المانيا مستهدفة منذ فترة طويلة من تنظيمات الارهاب الدولية والفعاليات الامنية تراقب الوضع الامني في هذا البلد عن كثب ، مضيفا ان الحكومة الالمانية ترى انه بالرغم من الاعتداء الذي استهدف مجموعة من السياح الالمان باستانبول فهي ترى بانه لا داعي لاتخاذ اجراءات امنية مشددة جديدة ولا داعي للفزع .