الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- آراء حول ظاهرة العداء للإسلام واللاجئين المسلمين

ألمانيا- آراء حول ظاهرة العداء للإسلام واللاجئين المسلمين

11.12.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏10‏/12‏/14
يعقد وزير الداخلية الالماني الاتحادي توماس دو مايزير ومعه بعض وزراء داخلية الولايات الالمانية في وقت لاحق من يوم الاثنين المقبل 15 كانون اول/ديسمبر اجتماعا مع شخصيات اسلامية للتباحث معهم حول تنامي ظاهرة العداء للاسلام في المانيا من خلال المظاهرات المناوئة لهذا الدين التي تخرج بين الحين والآخر بالمدن الالمانية . فقد اصبحت مظاهرات يوم الاثنين التي تخرج بالمدن الالمانية وخاصة بمدينة درسدن / شرق / عاصمة ولاية سكسونيا العليا  اعتيادية ، هذه الولاية التي تعتبر من معاقل النازيين بالرغم من ان نسبة الاجانب بتلك الولاية لا تتجاوز الـ 2 بالمائة من عدد سكانها الذي يصل عددهم الى حوالي 4 مليون و 46 الف نسمة .
وتحمل المنظمة الاوروبية القومية الدفاعية عن الحيلولة دون انتشار الاسلام في اوروبا ومقرها هولندا لواء الدعوة الى هذه المظاهرات من خلال ما يُطلق عليه بـ / التواصل الاجتماعي / . ويناشد بعض السياسيين في المانيا المجتمع الالماني عدم الاستجابة لهذه المنظمة كما ويطالب ناطق شئون السياسة الامنية لدى كتلة المسيحيين الديموقراطيين فولفجانغ بوسباخ  الاجهزة الامنية بالاتحاد الاوروبي ملاحقة هذه المنظمة قانونيا . ويريد أعضاء الحزب المسيحي الديموقراطي السنوي من خلال اجتماعهم الذي يعقدوه حاليا بمدينة كولونيا  / وسط /  رابع اكبر مدينة المانية إصدار الحكومة والبرلمان الالماني قرارا بمنع لباس البرقع / النقاب – غطاء وجه المرأة / لانه يعتبر وعلى حد رأي مسئولة ملف حقوق الانسان لدى كتلة المسيحيين بالبرلمان اريكيه شتاينباخ عبودية للمرأة ودليل واضح على اسلامية المسلمين بشكل تام وبالتالي من اجل تهدئة الاصوات التي تطالب بمناوئة الاسلام في المانيا . كما يدعم بعض اعضاء الحزب الديموقراطي الاشتراكي هذه المطالبة . الا ان وزير الداخلية الاتحادي دو مايزير أعلن انه ضد هذه المطالبة لانه يعتبر خرق واضح لحقوق الانسان واصفا بكلمة ألقاها أمام الحزب المسيحي الديموقراطي المنظمة المذكورة / المنظمة الاوربية القومية لحماية اوروبا من الاسلام / بانها بلا حياء ومنظمة متطرفة يجب محاربتها اذ ان الاوروبيين ليسوا بحاجة الى دروس تحريضية .
الا ان ظاهرة ازدياد  تدفق اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم من المسلمين على المانيا تعتبر وراء المظاهرات المناوئة للاسلام في هذا البلد ، فقد ازدادت ظاهرة الاعتداءات على نزل اللاجئين ، فقد وصل عدد هذه الاعتداءات خلال الفترة ما بين تموز/ يوليو ونهاية تشرين ثان/نوفمبر المنصرم الى حوالي 48 اعتداءا . وقد أكد احد سكان حي / هيللرسدورف / البرليني الذي يعتبر احد معاقل النازيين أثناء مشاركته بمظاهرة مناوئة للاسلام بانه ليس ضد اللاجئين  ولكنه ضد استقبال المانيا المسلمين منهم وليذهب السوريين المسلمين الى بلاد اسلامية اخرى ، بينما رأى نائب رئيس حزب / البديل لالمانيا / ، وهو حزب مناوئ للعملة الاوروبية / اليورو / واستطاع الحصول على مقاعد بالبرلمان الاوروبي وبعض برلمان ولايات المانية بدعم من احزاب قومية ، هانس اولاف هينكيل معارضته مشاركة حزبه في المظاهرات المناوئة للاسلام والمسلمين في المانيا الا انه طالب بوقف استيعاب المانيا للاجئين سوريين لأنه سيؤدي الى تغيير على البنية التحتية للمجتمع الالماني  معتبرا المظاهرات ردة فعل على ارتفاع اعداد المسلمين في المانيا وأوروبا .
وتطالب بعض المنظمات الكنسية في المانيا حكومات الولايات الالمانية التي تستقبل لاجئين سوريين وضع النصارى منهم بمنازل خاصة بهم حتى لا يتعرضوا للايذاء من قبل القوميين المتطرفين الذين يعتدون على نزل اللاجئين اذ ان نصارى سوريا لهم الحق بالرعاية اكثر من المسلمين .
لا تعتبر ظاهرة ارتفاع  العداء للاسلام  في المانيا واوروبا بجديدة فهي قديمة ، فعندما استلم الشيوعيون في روسيا وشرق اوروبا الحكم فيها اختفت الاقلام المناوئة للاسلام ريثما تسفر عنه الحرب الباردة بين الشرق والغرب عن نتائج ما ، فلما انتصر حلف شمال الاطلسي / الناتو / على حلف / وارسو / عاد الاسلام العدو الاول للاعلام وعادت الاقلام المناوئة للاسلام بالظهور مرة اخرى ولكن بقوة . فحوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 كانت وراء تشجيع الاقلام المناوئة  للاسلام بالظهور بقوة وخاصة في المانيا فبناء مساجد بمئاذن متنازع عليها ولا أحد ينسى تلك المظهرات التي خرجت بمدينة كولونيا تناوئ بناء منارة على مسجد اراد المسلمون توسعته ، ولا يخلو يوم الا ويتم فيه اعتداء على مسجد في هذا البلد .