الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- آراء حول مؤتمر اللجوء الأوروبي التركي

ألمانيا- آراء حول مؤتمر اللجوء الأوروبي التركي

09.03.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏08‏/03‏/2016
اُعتبر مؤتمر الاتحاد الاوروبي مع تركيا الذي عقد يوم أمس الاثنين 7 آذار/مارس ببروكسل من اجل مساهمة تركيا بوقف تدفق اللاجئين على اوروبا وانتهى بدون نتائج تذكر ، بان نتيجة الاجتماع كان لصالح تركيا فانقرة خرجت من المؤتمر فائزة على الاوروبيين الذين اكدوا اهمية تلك الدولة بحمايتهم لحدود الاتحاد الخارجية ومقدرتها على وقف تدفق اللاجئين بالرغم من عدم توصل الاوروبيين مع بعضهم البعض في كيفية تجاوز ازمة اللاجئين ، فأنقرة اعلنت استعدادها اعادة اللاجئين الذين غادروا سواحلها الى اليونان الى تركيا من جديد مقابل تسهيل سفر الاتراك الى اوروبا واعفاءهم ايضا من تأشيرة الدخول كخطوات نحو حصول انقرة على عضوية الاتحاد الاوروبي اضافة الى تمويل الاوروبيين تركيا بمبالغ مالية لاستيعاب اللاجئين وتنفيذ خطط تنموية تساعد اللاجئين بالبقاء بتركيا .
فبالرغم من معارضة بعض اقطاب السياسة في المانيا مثل زعيم الخضر جين اوزدمير / من اصل تركي / اي تعاون بين الحكومة الالمانية ومعها الاوروبيين مع تركيا بسبب التضييق على الصحافة وخاصة اغلاق دار صحيفة الزمان الاعلامية مؤخرا وتأكيد زعيم كتلة التحالف اليساري بالبرلمان الالماني ديتمر بارتش بان تركيا لا تزال معقلا  لارهاب تنظم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / رافضا اي تعاون مع انقرة اذا لم تنهي اعمالها العسكرية ضد الاكراد ، الا ان الاجماع السياسي يعتقد ضرورة التعاون مع تركيا التي تحتضن اكثر من مليوني لاجئ سوري الى جانب عراقيين وغيرهم من جنسيات اخرى استغلوا مأساة السوريين والعراقيين جاؤا الى تركيا بغية وصولهم الى اوروبا  التي كانت تعتقد بايواء لاجئين سوريين يعتبر عملا انسانيا ضمن قرارات حقوق الانسان الدولية ، الا ان اوروبا لم تكن تعتقد  بان اعتقادها ضرورة حماية حقوق الانسان وايواء لاجئين هاربين من العنف سيؤدي الى تدفق الملايين ولذلك فهي ترى بتركيا منقذها الرئيسي من تدفق اللاجئين الذي اعتبره وزير المالية الالماني فولفجانغ شويبله انهيارا جليديا خطيرا لا يمكن صده الا بسياسة حازمة .
تركيا ضحية ارهاب النظام السوري والتدخل العسكري الروسي في سوريا الى جانب بشار اسد ومساعي ايران لبسط سيطرتها ونفوذها الديني بسوريا والعراق ومنطقة الشرق الاوسط واوروبا تعرف تماما بان انقرة تستطيع وقف التدفق البشري عليها الذي سيؤدي ان لم يتفق الاوروبيون  على سياسة لتجاوز ازمة تدفقهم بالتعاون مع تركيا الى تغيير سكاني  وديني في اوروبا وبالتالي الحيللة دون تصادم يقع بين الاسلام والمسيحية ، فدعوات رفض استقبال مسلمين لاجئين في اوروبا التي يبثها بعض المسئولين الاوروبيين مثل رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو  واسقف العاصمة المجرية بودابست بيتر اردو الذي وصف نداءات الله اكبر الصدرة من اللاجئين المسلمين بمثابة غزو اسلامي لاوروبا وايده بذلك بابا الفاتيكان فرانسيكو مؤخرا ، تعتبر خطيرة للغاية ولذلك فالتعاون مع تركيا لوقف تدفق اللاجئين وتسريع المفاوضات وتسهيلها الخاصة بدخول انقرة عضوية الاتحاد الاوروبي اصبح ضرورة هامة فتركيا بعضويتها الاوروبية تستطيع اضافة الى حماية الحدود الاوروبية الخارجية ووقف تدفق اللاجئين وضع حد للعداء المتزايد بين الاسلام والمسيحية في اوروبا والعالم الاسلامي ايضا على حد رأي استاذ علوم التاريخ السياسي بجامعة هومبولدت البرلينية هانس اوجوست فينكلر.