الرئيسة \  برق الشرق  \  ألمانيا- آراء حول مصالحة الفلسطينيين

ألمانيا- آراء حول مصالحة الفلسطينيين

26.04.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏24‏/04‏/14
لقيت المصالحة التي تمت بين منظمة حماس والسلطة الفلسطينية ارتياحا واستياءا من بعض السياسيين وبعض الصحف الالمانية  الصادرة هذا اليوم الخميس 24 نيسان//ابريل .
فعلى حسب رأي وزير الخارجية الالماني السابق يوشكا فيشر الى راديو/ اينفو/ الاخباري الذي يذيع بثه من برلين هذا اليوم الخميس ان المصالحة اساس قوي لاحلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط وتشجيع للمجتمع الدولي بقيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب الكيان الصهيوني على ارض فلسطين وعلى اوروبا والامم المتحدة مباركة هذه الخطوة لتنهي ماساة اكثر من 1 مليون  نسمة يعيشون في قطاع غزة المحاصرة منذ سنوات عديدة ، رأى رئيس منتدى السلام في الشرق الاوسط – احد أبواق الصهيونية في المانيا بيتر شباني بالمصالحة خطر على امن الصهاينة وخطر على اعادة المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاية موضحا ان حماس جزء لا يتجزأ من جماعة الاخوان المسلمين التي وضعتها السعودية ضمن لائحة الارهاب مطالبا الحكومة الالمانية عدم الاعتراف بالمصالحة والسعي لاعادة المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة من جديد .
وكان شباني قد أعرب إثر اعلان السعودية والامارات وضع الاخوان ضمن لائحة الارهاب عن ارتياحه لتلك الخطة اذ ستؤدي الى اقامة علاقات قوية بين الرياض ومعها ابو ظبي وبين تل ابيب مؤكدا وعلى حسب رايه ان وضع الاخوان بلائحة الارهاب ضربة موجعة للوهابيين / السلفيين / الذين يعتبرون عباءة الاخوان واكثر الناس معاداة للصهاينة .
بينما أعربت وزيرة الدولة في الخارجية الالمانية  سابقا كرستين مولر التي تدير حاليا فرع معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية في تل أبيب عن ارتياحها للمصالحة وانها اذا ما استمرت فان على المجتمع الدولي السعي لانهاء حصار غزة ودعم المصالحة . وعزا خبير منطقة الشرق الاوسط بمركز برلين العلمي مانفريد كولر المصالحة الى جهود بذلتها الحكومة السعودية من وراء وراء وبشكل مباشر ايضا مؤكدا ان السعودية لم تسحب يدها من المصالحة بين الفلسطينيين بالرغم من خيبة أملها لانهيار حكومة الوفاق الوطني التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في وقت سابق من عام 2006 معربا عن أمله اذا ما قامت حكومة وطنية عدم ارتكاب الحكومة الالمانية والاوروبيين سياسة تمييز بين الفلسطينيين على غرار ما ارتكبته  عام 2006 و 2007 اذ كانت تستقبل وزراء من فتح وترفض استقبال وزراء من حماس الامر الذي كان وراء انهيار تلك الحكومة وماساة اهالي غزة .
وعزت صحيفة / فيستفيليشيه ناخريشتين – اخبار فيستفالين / التي تصدر بمدينة بيلفيلد المصالحة الفلسطينية الى سياسة الكيان الصهيوني التي تنتهج سياسة الاستيطان والتهويد وعدم اصغاء مطالب المجتمع الدولي لانهاء هذه السياسة الامر الذي كان وراء المصالحة وارتفاع ظاهرة التطرف لدى الفلسطينيين والصهاينة على حد سواء .
الا أن صحيفة / شتوتجارتر تسايتونغ – صحيفة مدينة شتوتجارت / استبعدت استمرار المصالحة موضحة ان الضوء الاخضر الذي أعطاء رئيس السلطة  الفلسطينية لوسطاء فتح بالمصالحة مع حماس انما هي مناورة سياسية ينتهجها عباس للضغط على الكيان الصهيوني بتلبية مطالب الفلسطينيين الشرعية التي تكمن بوقف سياسة الاستيطان   لمدة ثلاثة أشهر لاعطاء الجهود الدولية نصيبا من نجاحها لقيام دولة فلسطينية الى جانب الكيان الصهيوني على ارض فلسطين والمصالحة بين حماس وفتح تحذير مباشر للصهاينة  مشيرة انه بالرغم من خطر المصالحة على الكيان الصهيوني الا انها ربما تكون مفيدة لجلب حماس الى قارب الجهود الدولية لاحلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط .
وانتقدت صحيفة / فرانكفورتر روندشاو / تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي اعرب عن استياءه للمصالحة بتحذير وجهه الى رئيس السلطة الفلسطينية عباس الذي يكمن إما باختياره السلام مع الصهاينة او المصالحة مع حماس التي تعتبر شوكة احلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط معتبرة التحذير حماقة اذ ان عودة المصالحة بين الشعب الفلسطيني كفيل باحلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط وانقسامه وراء تعثر الجهود الدولية التي بذلت لاحلال السلام بالمنطقة فالاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية اللتين وضعتا حماس ضمن لائحة الارهاب فشلت بانتهاجها سياسة فرق تسد بين الفلسطينيين وعلى الجهتين المذكورتين محو حماس من لائحة الارهاب من اجل دمجها بالسياسة الدولية التي تريد احلال السلام بالمنطقة المذكورة على حد تلك الاراء .